الهندي عز الدين

قناة (النيل الأزرق).. ابتذال عيد الأم!!


بثت قناة (النيل الأزرق) مساء أمس الأول (السبت) فترة مفتوحة بمناسبة (عيد الأم)، حشدت لها غالبية طاقمها العامل من مذيعين ومذيعات ومنتجين ومنتجات ومخرجين وعمال ديكور وغيرهم. وبدا واضحاً أن إدارة البرامج الجديدة بالقناة أرادت أن تثبت جدارتها وقدرتها على تقديم مادة كثيفة بشكل مختلف، في أعقاب الهجمة على التغييرات الأخيرة التي طالت معظم إدارات القناة.
لكن إدارة البرامج – للأسف – مضت على ذات النسق القديم بل زادت (الجرعة) عدة أضعاف، فخرج البرنامج عن سياقه فارغاً مشوهاً!! فلم يكن عيداً للأم، بقدر ما كان عيداً لمطربين ومطربات لم نسمع بهم إلا أول أمس، والشكر للقناة على أنها (ورتنا) أو كما يقول شباب (الزمن دا)!!
لا أفهم ما علاقة مطربة لا تستحق حتى هذا اللقب، تستعرض شعرها الممشط (المستعار) على المشاهدين المساكين بحيث يكون (نصف المشاط) مكشوفاً تحت الأضواء، ونصفه الآخر مسدولاً بالتوب الشفاف جداً !!
ومن أين أتوا بذلك الشاب (مبروم) الشعر، المترع بـ(الجل)، ثم أطلقوا عليه (ثلاثة) ألقاب دفعة واحدة؛ (شاعر وملحن وفنان)، في سابقة لم تتوفر خلال السنوات الأخيرة لشخص غير رجل الأعمال المثير للجدل السيد “صلاح أحمد إدريس”.. رد الله غربته.
متى كان السودانيون – يا سادتي – يقبلون أمهاتهم في (خدودهن) في (عيد الأم ).. أو..( عيد الضحية) ؟!!
قمة (الهرجلة) و(الجوطة) وعدم التناسق و(عدم الموضوع) كانت فقرات اليوم (المفتوح على الآخر) أو.. مفتوح (بحري) كما يقول المصريون !!
ثم دعوني أسألكم سادتي في قناة (النيل الأزرق).. ماذا يستفيد المشاهد من استضافة “شهد المهندس” و “رشا الرشيد” و”مودة” و”محمد محمود” لأمهاتهم في الاستديو أو عبر الهاتف، كل عام؟!
في (عيد الأم) العام الفائت تعرف مشاهد (النيل الأزرق) على ذات الأمهات – متعهن الله بالصحة والعافية – عبر حوارات أجرتها معهن كريماتهن الفضليات، فلم التكرار، وكأنما بلغت مذيعات (النيل الأزرق) شأواً من النجومية والاحترافية يجعلهن في مقام ملكة المايكروفون السودانية الراحلة “ليلى المغربي” التي ما أظن أنها استضافت يوماً أمها في استديوهات الإذاعة، أو ربما صرن في مرتبة واحدة مع ملكة الحوارات.. اللبنانية “جيزال خوري” أو سيدة الأخبار.. الجزائرية “خديجة بن قنة” أو الإماراتية من أصل مصري نجمة المنوعات “نشوى الرويني” أو الأردنية.. الأديبة ومقدمة البرامج ” نجاح المساعيد” !!
هؤلاء مذيعات ومذيعون في مقتبل الطريق، فماذا فعلوا وفعلن من إنجاز في حياتهم المهنية حتى يشتاق الناس لملاقاة أمهاتهم، مع فائق تقديرنا واحترامنا لكل أم سودانية أنجبت وربت وأحسنت التربية.. وعلمت.. وزوجت .!!
أين برامج عيد الأم من أمهات مثل السيدات “نفيسة المليك”، “نفيسة أحمد الأمين”، و “سيدة سنهوري” و”بلقيس بدري” ، و “حاجة كاشف” ، ” حفية مأمون شريف” ، و “سعاد الفاتح البدوي” و “خديجة كرار” و “محاسن حاج الصافي” و “سمية أبوكشوة “، و أين هم من أمهات أوائل السودان لهذا العام والأعوام السابقة، وأمهات في (الضهاري) بعن “الكسرة “و “الويكا” وصنعن المستحيل وقدمن للمجتمع أبناء وبنات ناجحين وفالحات. أين أمهات (الفقراء).. أم ” شيخ الأمين ” و أم شيخ “محمد حسن الفاتح قريب الله” وأم الشيخ “أحمد الصايم ديمة”.. و أمهات أولاد وبنات الشيخ “أبوزيد محمد حمزة” ؟!
لقد كانت قناة (النيل الأزرق) واحتنا واتكاءتنا بين قنوات السأم السودانية والعربية، وأخشى أنها بدأت تفقد بريقها وجمالها الأخاذ بدعوة كل فنان في (الواتس آب) أو عابر طريق و (صاحب صاحبو) و(دفعة بت عمو) ليكونوا ضيوفا (ثقلاء) على الشاشة الزرقاء !!
استغفر الله العظيم لي ولكم .


تعليق واحد

  1. فعلا كل القنوات بمافيها النيل الازرق عملت اللقاءات مع امهات العاملين والعاملات بمجال الاعلام فقط . فهل نفهم من هذا ان اماهتهم هن المثليات ام ان هذا استغلال لوظائفهم فى التلفزيون . لم يجدوا اى ام من جيرانهم تعبت فى تربية ابناءها ووصلتهم لمراحل متقدمة من التعليم . . اما عن استضافة الفنانين فهذه ايضا سقطة اعلامية لانها لاتمثل عيد الام الحقيقى . اوصلوا الاقاليم والقرى واعملوا اللقاء مع الامهات الكادحات . وليس مع امهاتكم يامذيعات اخر الزمن