الفاتح جبرا

فساد (السلع)


وأنا أحاول أن أقوم بإعداد (فنجان قهوة) أحتسيه أثناء كتابة مقال اليوم (باظت) حنفية المطبخ ،وكان لزاماً عليّ أن أقوم بالذهاب إلى السوق لشراء واحدة وتركيبها لأن المسألة لا تحتمل التأخير والموية (غرقت المطبخ) ، ذهبت إلى أحد المغالق القريبة من المنزل وقمت بشراء (حنفية) بمبلغ 15 جنيهاً بالتمام والكمال ولكن عندما حاولت تركيبها فوجئت بها وقد إنقسمت إلى جزءين .. كنت إلى حين قريب أعتقد بأن (الحنفيات) تصنع من (معادن) ولكن يبدو أن الصناعة قد تطورت وأصبحت تصنع من (الورق المقوى(
طار جزء من (الحنفية) فى الهواء بينما التصق الجزء الآخر بالماسورة وكان عليّ أن أقوم بإزالته وإخراجه أولاً ، قبل أن أحاول تركيب (حنفية أخرى) جديدة فذهبت مرة أخرى إلى المغلق وقمت بشراء (زردية) لتساعدنى فى فك الجزء الملتصق ولكن لدهشتى ما أن قبضت عليها بيدى حتى (لانت) يداها المقوستان وأصبحتا مستقيمتين تماماً على الرغم من أننى لا أمارس رياضة كمال الأجسام وأن عضلات يدى بالكاد تكفى للإمساك بالقلم!
بالطبع لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يقع فيها المواطن فريسة لهذه السلع التى تمتلئ بها الأسواق والمحلات فكم من مرة أشترى مواطن (لمبة) ثم إكتشف إنها مثل (عود الكبريت) تولع مرة واحده فقط ! وكم من مرة اشترى مواطن وصلة كهربائية وعندما قام بتوصيلها إلى المكواة فوجئ بأن سلك الوصلة قد بدأ فى )التسخين) بدلاً عن المكواة مما اضطره لفصل التيار حتى لا تحدث كارثة!
الأمثلة كثيرة .. والسلع المعروضة فى الأسواق الآن هى دليل دامغ على أن هنالك فساداً كبيراً يعمّ الجهات المسؤولة عن تمرير هذه السلع الفاسدة المغشوشة إلى داخل البلاد .. شي
أجهزة كهربائية وشي أجهزة صحية .. (شي مواد بناء وشي مواد غذائية .شي لعب أطفال وشي كريمات ومواد تجميل ..) نعم لقد أصبحت غالبية السلع المعروضة فى المحلات التجارية إن لم يكن كلها هى سلع فاسدة وغير مطابقة للمواصفات وأصبحت البلاد للأسف الشديد هى المدفن والمقبره والمستورد الأول لكل (نفايات العالم) من سلع ومنتجات فاسدة..
المنطق يقول ان تتسرب سلعة أوسلعتان … قول عشرة عشرين سلعة فاسده وغير مطابقة للمواصفات ولكن أن تتسرب آلاف السلع الفاسده وغير المطابقة للمواصفات وتصبح هى (السلع الموجوده فى السوق) فهذا شيء غير منطقى بالمرة ويستوجب الوقوف عنده طويلاً ومحاسبة كل الجهات التى يقع ذلك ضمن مسؤولياتها فيكفى ما يعانيه هذا المواطن الطيب من قسوة فى الحصول على ضروريات الحياة..
ولعل المحزن و(المخيف) فى آن واحد أن (الدواء) يقع ضمن هذه السلع المغشوشة وأن نسبة الدواء الفاسد الموجود بالصيدليات الآن هى «34%»، كما صرح بذلك الدكتور صيدلى (ياسر ميرغنى) الأمين العام لإتحاد الصيادلة (المستقيل) فى حوار أجرته معه «الرأى العام» قبل فترة من الزمن … (يعنى المريض يطلع من العملية ياخد دواء مضروب ده غير الشاش الناسينو ليهو فى بطنو)
إننا نوجه الجهات المسؤولة عن صحة وسلامة المواطن (يوم لا ينفع مال ولا بنون) على العمل باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وضبط حركة البضائع والسلع المستوردة ،وذلك بالتأكد من صحة مواصفات المنتجات قبل عملية الاستيراد، وتقييد الجهات الرقابية الفاسحة للبضائع بإجراءات مراقبة المنتج والتأكد من جهة تصنيعه ومطابقته للمواصفات ، إضافة إلى مراقبة السوق المحلي والتأكد من عدم وجود بضائع مخالفة !( وده لو حصل أهى دى دقنى!!)

كسرة:
كان البائع المتجول يحمل فى يده عدداً من العراريق البلدية والسراويل الطويلة ..لقترب نحوى قائلاً :
- بجاملك يا أستاذ !
أمسكت فى يدى عراقى وسروال طويل وأخذت أتفحص (رداءة) القماش وسوء (التفصيل) مما حدا به أن يبادرنى قائلاً:
- دى بضاعة (صينية) مستوردة يا أستاذ!
قلت له وأنا اسير مبتعداً عنه:
- يبدو أننا الدولة الوحيدة ألفى العالم التى دخلت عصر صناعة (الطائرات) دون أن تمر بعصر صناعة (السراويل)

كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+و+(و)+(و)+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(و)+(و)+و


تعليق واحد

  1. تحاسب مين يا أستاذ إذا كان حاميها حراميها .. هم إنفسهم أصحاب هذه السلع عشان الكسب السريع ما السودان كله صار ناس غلابة ما بتفهم ولا بتحس الفقر خلاهم يشتروا هذا الأشياء الرخيصة الموردة عن طريق( هي لله ) إنت ما شايف الجلاليب البيضاء والشالات والعمم كترت والعجب العصي ( جمع عصاية طبعاً) أول شيء الواحد فيهم يغتني العصاية – العصى لمن عصى – والله الواحد لما يشوف عصيهم يصاب بأحاسيس عجيبة مختلطة ما تعرف تبكي ولا تضحك ولا تجري الشارع وتكورك زي المجنون ولا تختف العصاية دي وتكسرها ليه في راسو ، يا ناس خلاص أرحمونا أعصابنا تلفت من نبيحكم ، لا بتشبعوا ولا بتقنعوا أكثر من 25 سنة تنبحو قديتو أضانا وكله كذب ونفاق، بس عايز أسأل يا جبرا الناس البتكورك في اللقاءات الإنتخابية دي جايبنهم من وين (يعني شايف ناس كتيرة وحشود وأيادي في السما) هل دا فن في التصوير وهل فعلاً الناس ديل مقتنعين بأنه ديل أنزه ناس يصوتو ليهم.