الفاتح جبرا

برضو بالشمال


عندما كنا صغاراً بالمرحلة الوسطى (بيت المال الحكومية الوسطى) كان الأساتذة يتهيبون أسئلتنا لهم، فقد كان لنا ذهنا متوقدا وخيالا واسعا وإعتداد بالنفس رغم صغر أعمارنا، دعمناه بالقراءة والبحث والإطلاع، وكان أكثر الأساتذة خوفاً من أسئلتنا أساتذة التربية الإسلامية، يقف معلم التربية الإسلامية وهو يتحدث لنا عن الصوم، ذاكراً أن الحكمة من الصوم أن نحس بمعاناة الفقراء الذين لا يجدون الطعام، فنسألة وبراءة الأطفال في أعيننا:
• طيب يا أستاذ الفقير الما لاقي أكل يصوم ليه؟
فإن لم يكن الأستاذ مذاكراً لمادته (لتجهجه جهجهة السنين)، ثم في حصة أخرى إذ هو يتحدث لنا عن حرمة الأكل باليد اليسرى وضرورة دخول (المرحاض) بالرجل اليسرى فنسأله:
• يا أستاذ اليد اليسرى والرجل اليسرى ديل مش خلقهم ربنا؟.. في شئ خلقو ربنا ما كويس؟
ويفاجأ الأستاذ المتخرج حديثاً بمثل أسئلة كهذه تحتاج إلى جهد جهيد لإقناع هؤلاء التلاميذ الصغار الذين لم يبلغوا الحلم بعد.
تذكر العبدلله كل ذلك (خاصة قصة الرجلين دي) وهو يقرأ حديثاً منقولاً عن الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي أقام الدنيا ولم يقعدها بعد وهو يتحدث في فعالية تدشين كتاب (عالم الافتاء وعثرات المفتين) للبروفيسور عصام أحمد البشير، إمام مسجد النور، بقاعة اتحاد المصارف، طيب الراجل قال شنوووو؟.. الراجل يا جماعة الخير قال الآتي: (ذهبت ذات مرة لإلقاء محاضرة في دار اتحاد الفنانين، وقلت في نفسي هل ادخل الدار برجلي اليمنى أم اليسرى، وبعد أن خيّرت نفسي في ذلك اخترت الدخول برجلي اليسرى) !
انتهى حديث الأمين العام لأعلى مجمع إسلامي بالبلاد وللأسف الأسيف فإن الرجل يحمل درجة الأستاذية (ربما في الدخول بياتو كراع؟) إذ إن ما تفوه به من حديث لا يشبه حديث العلماء الذين يوزنون كلماتهم بميزان الذهب ويجتهدون أيما اجتهاد في ألا يصيبوا قوماً بجهالة لفظ إّذ أنهم أول من يعلمون قول الله جل وعلا: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) !
يبدو أننا يا جماعة الخير نشهد عصر الإنحطاط (اللفظي) وإن كنا (مشيناها) للساسة فما بال (رجال الدين) يخوضون في هذا المستنقع الآسن الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال: (ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذئ) وهل هنالك فحش وبذاءة وطعن أكثر مما قاله هذا الشيخ الأستاذ في حق (الفنانين) ؟
قد أراد الرجل أن يقول إن النادي المذكور يتساوى وأماكن كثيرة أخرى، أشار الدين الحنيف أن يدخلها المسلم برجله اليسرى ! وبئس ما قال.. بالله عليكم أي علم (دنيوي) خليكم من (الديني) يجعل شخصاً يعمم (دار فئة ما) من المجتمع يتعدى أفرادها عشرات المئات، واصفاً إياها بالمرحاض (أكرمكم الله)؟
ما كنت (والله العظيم) لأقف عند هذا التصريح لو لم ينطق به رجل دين يحمل أعظم الدرجات العلمية.
كنا نربأ به عن فاحش القول وبذيء الكلام، لكن في هذا العهد السعيد (كل شيء) جائز حتى إساءة (علماء الدين) لشرائح (الشعب).. هسه الكلام ده لو ما قالو هل كان ينقص منه شيئاً؟ لكنه (التنطع) ومحاولة الظهور بمظهر النقاء التام وإلتزام جانب التطهر (المطلق) والتشبث حتى بدقائق (الحلال) والبُعد حتى عن (صغائر الحرام) حتى وإن كانت القصة (الكراع ياتا) !!
قال مالك بن أنس رحمه الله: “كل شيء ينتفع بفضله – أي بزيادته – إلا الكلام، فإن فضله يضر” !!
وقال الحسن البصري رحمه الله: “لقد أدركت أقواما أن كان الرجل منهم ليجلس مع القوم فيروه عيي –أي من طول صمته – وما به عي، إنه لفقيه مسلم “.. ديل فقهاء زمااااان.. هسه القصة هاصت وجابت ليها نبز وإساءات و(لا مؤاخذة) أدبخانات.

كسرة:
يعني بعد ده الزول يدخل الإذاعة بالرجل (الشمال) والتلفزيون (بالشمال) والمسرح بالشمال.. والفنون الشعبية بالشمال.. ويطلع الحافلة السواقا مشغل (عوضية عذاب) برضو بالشمال!!

كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+و+(و)+(و)+و
كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(و)+(و)+و.


‫2 تعليقات

  1. أين قوله تعالى 🙁 ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )