هيثم كابو

الوهم وقلة الفهم


* دخل يوماً للبرلمان متسارع الخُطى والعرق يتصبب من جبينه حاملاً صورة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب بيده اليمنى بينما لسانه يرغي ويزبد، وبعد أن رماها علناً من داخل المجلس الوطني بما نعف عن ذكره عبر هذه المساحة من قذف يعرضه للمساءلة القانونية، دخل النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول المتفرغ (للشو) على حساب قضايا الشعب لمناطق (النقد الغنائي والتصنيف الفني) دون إجراء إحماء بالاستناد على معلومة أو مراجعة سيرة ذاتية، وقطع (شيخنا الجليل) أن هذه الفاجرة – والعياذ بالله من الاتهامات التي تطلق جزافاً – ما هي إلا مجرد (راقصة) لا علاقة لها بالفن، متسائلاً: (كيف يسمح لها بزيارة السودان.. ومن منحها تصديق للغناء بالخرطوم.. ولابد من استدعاء وزير الثقافة لمساءلته عن هذه المهزلة، ومحاسبته على حدوث مثل هذه المسخرة).؟

* لم يتكرم أحد من الجالسين (تحت القبة)، أو الراكضين في دروب الحياة الوعرة بحثاً عن (لقمة عيش حلال) بتصحيح (شيخ دفع الله) علماً بأن معظم المهتمين بالفن من السودانيين يعرفون شيرين جيداً، ويضربون كفاً بكف على حال نواب برلماننا الأكارم بعد أن أصبح حسب الرسول يمثل عنواناً لهم، وأضحى (نائب الغرائب) للأسف الشديد وجهاً (ينوب) عنهم.!!

* شيرين التي رماها (نائبنا البرلماني الهمام) داخل جلسة مهمة كانت مخصصة وقتها لمناقشة أحداث هجليج قبل تحريرها بأيام معدودات لا يعرف عنها شيئاً سوى صورتها التي حملتها الملصقات الترويجية، وللأسف نجح سبه وحملته الجائرة في إلغاء حفلها الذي ملأت ملصقاته جدران الشوارع بالخرطوم مع أن عائده كان مخصصاً لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، و(لك الله يا كل مغنٍ عربي تفكر في إحياء حفل بالسودان).!

* يبدو أن (ملك الشو) دفع الله حسب الرسول شعر بالغيرة كونه لم يكن صاحب الحديث الغريب الذي أدلى به قبل أيام معدودات أمين عام مجمع الفقه الإسلامي عبد الله الزبير الذي قال إنه اختار دخول اتحاد الفنانين برجله اليسرى، الأمر الذي أثار غضبة أهل الفن فتجمعوا في وقفة احتجاجية والشرر يتطاير من أعينهم، مما دفع رئيس المجمع د. عصام أحمد البشير لزيارة الاتحاد والاعتذار عن الأذى الذي لحق بأهل الفن في السودان، سيما وأنهم أصحاب القِدح المعلى في تشكيل الوجدان.!!

* ولأن حسب الرسول يعشق (الضجة الفارغة) التي إن لم يجدها في مكان تواجده خرج يجوب الشوارع بحثاً عنها، فقد تساءل في تصريح غريب لصحيفة (السوداني) عن هوية الفنان (علي كبك) الذي شغل الأسافير، وقال: (بالتأكيد سيكون فناناً وهمياً وفنانو السودان كلهم كذلك وهميون).!

* فجأة أصبح فناني السودان كلهم وهميون، و(لعمري أن الوهم يسكن عقول خربة لبرلمانيين يتطاولون بلا دراية ويثرثرون بلا فهم) .!!

* مشكلة دفع الله – ومن لف لفه – أنهم يتحدثون بلا معرفة، ويوزعون الإساءات بلا محاسبة، ويجرمون الناس بلا ذنوب جنوها، وينصبون أنفسهم (دعاة إصلاح) في بلد فتك به الفساد، فشيرين التي طالها القذف العلني قبل إلغاء حفلها بالخرطوم، وقال عنها (ملك الشو) إنها (راقصة عارية) لا (فنانة محترمة) هي من كسرت القواعد المختلة بالمشهد العربي وأعادت للفن هيبته وللغناء قيمته وللصوت نداوته، فقد جاءت أغنياتها مختلفة تماماً من حيث المفردات والسيناريو والعرض والإخراج، فحققت النجاح وأصاب منافسيها الإحراج.!!

* لا يعلم دفع الله الذي بات يفتي في الفنون وتعدد الزيجات والرياضة النسائية والجغرافيا وعلم الفلك أنه سبق لشيرين الغناء بالخرطوم لدعم نازحي دارفور وتبرعت حينها بنصف قيمة حفلها لصالح حفر آبار بالمعسكرات – ولا ندري ماذا فعل شيخنا المبجل للنازحين السودانيين والمتضررين من الحروب- لكن ما ندركه جيداً أن الفنانة المصرية ذائعة الصيت ليست مهرجاً في المشهد السياسي، ويكفي أنها دخلت قلوب السودانيين لأنها تمثل رمزاً للغناء الرصين .!!

* الآن ينبغي لاتحاد الفنانين ومجلس المهن الموسيقية مقاضاة حسب الرسول وتلقينه درساً لا ينساه، ومع قناعتنا بأن لا قيمة تذكر لحديث (نائب بالونات الأحاديث الفارغة)، لكننا نطالبهم بردعه حتى لا يغري التهاون آخرين للمشي على طريقه المعوج فيكيل لهم السباب كل من هب ودب باعتبارهم مجرد (وهم)، فحينها ستكون الخسائر فادحة في ظل (تمدد الأفكار المتطرفة) ولن يجدي وقتها عض بنان الندم .!!

نفس أخير

* قلة الفهم تكشف رموز (الوهم) .!!


تعليق واحد

  1. انت قليل فهم نعم حق للنائب دفع الله ان يمنع شيرين لتغنى والبلاد فى حالة استنفار لازالة اكبر مهدد امنى ومخطط كان يهدف الى انهاء السودان كله حسبتك تتكلم عن نفسك لا عن النائب ولان الجلسة مخصصة لاحداث هجليج كان لابد له ان يقول ما يقول