احلام مستغانمي

انا وامي في بيروت !


ذات مرّة في بيروت.. ناديت على أمي في محل كبير للتّبضّع ، بعد أن ضاعت منّي بين الأروقة ، و إذا بسيدة تتقدّم مني و تقول لي و هي على حافة البكاء “كلّما سمعت أحداً ينادي “أمي” تألّمت .. منذ أربعين سنة وأنا على هذه الحال لأنني لم ألفظ هذه الكلمة مرّة واحدة في حياتي!”

ضممتها إلى صدري و بكيت .تمنيت لو اقتسمت معها كلمة من ثلاثة حروف، لو اعتذرت لها لامتلاكي إحساساً ، لم يمنّ الله به عليها .
من يومها، كلّما ناديت “أمي” تمتم قلبي في السّر شاكراً لله أن أهداني نعمة لفظ هذه الكلمة عمراً كاملاً. كم كانت اللغة ستكون يتيمة من دون هذه الأحرف الثلاثة .
أحبتي . . في زمن الحروب ومآسي الفقدان ، احتفلوا بعيد الأم بعيدا عن أذان الأيتام ، كي لا تؤذوا بسعادتكم من فقدوا ملاذ الأمومة وسخاء حنانها . لا ترفعوا أصواتكم وأنتم تنادون على أمهاتكم . . يحدث لثلاثة أحرف أن تفتح الباب لعمر من وجع الحرمان .


تعليق واحد