يوسف عبد المنان

نقاط.. ونقاط


{ إذا لم تذهب الوفود السودانية من حكومة ومعارضة لأديس أبابا يوم غدٍ (الأحد) بقناعتها هي ورغبتها في الوصول لتسوية سياسية تنهي النزاع الحالي، فإن ملتقى “أديس أبابا” الذي دعت إليه آلية “ثامبيو أمبيكي” مصيره الفشل وتعميق الهوة بين الفرقاء، لأن الحكومة ذهبت إلى هناك بعد ممانعة ورفض ولكنها في النهاية أذعنت لضغوط الغرب، والمعارضة تأتي لإثيوبيا منتشية بنصر متوهم في “برلين” ووحدة زائفة واعتقاد خاطئ بأن الولايات المتحدة وألمانيا والنرويج تقف مع المعارضة وتسندها في مواجهة بني وطنها من المؤتمر الوطني.. والمعارضة في تخيلاتها الخاطئة تخسر الكثير جداً وهي تضع كل بيضها في سلة الأجنبي ولا تقرأ الساحة الداخلية.. ستأتي فصائل المعارضة لأديس وتأتي وفود أحزاب الداخل.. والغائب الوحيد هو الشعب السوداني الذي أنهكه البحث عن لقمة العيش وغاز الطبخ.. وملاح أم رقيقة وأم شعيفة.. وأشياء أخرى بسيطة .
{في أثناء تواجدي بمدينة “الفاشر” الأسبوع الماضي لم أجد سبباً واحداً مقنعاً للدكتور “عبده داؤود” وزير المالية المستقيل من حكومة شمال دارفور يخوض الانتخابات عن دائرة الطويشة اللعيت جار النبي .. لأن “عبده داؤود” كان أبرز المرشحين لخلافة السلطان “عثمان كبر” حال مغادرته الفاشر.. ويحظى “عبده داؤود” بثقة القيادة السياسية المركزية ومؤهل جداً للعب دور سياسي كبير في شمال دارفور، ولكنه اختار أن يترشح للمجلس الوطني أو اختير له ذلك، نعم سيحقق فوزاً على منافسيه وسط عشيرته وأهله ولكن ستخسره الولاية ولن تكسب الحكومة المركزية شيئاً.. خاصة وأن السلطان “كبر” أصبحت مغادرته للفاشر مسألة وقت ولكنه سيفاجئ الجميع حينما يختار لموقع كبير وكبير جداً في الحكومة المركزية بالقرب منه .. فأين موقع د. “عبده داؤود” في البرلمان أما خليفة “كبر” في شمال دارفور فتلك قصة أخرى.
{ وقعت الواقعة .. وغرقت اليمن السعيد في تعاسة الحرب منذ أن غادرها الجنرال “علي صالح” وسيطر على “صنعاء” الحوثيون الذين يحظون بالدعم الإيراني السخي.. وصباح (الخميس) الماضي انطلقت عمليات (عاصفة الحزم) بشن الطيران السعودي غارات جوية على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن .. ووجدت الخطوة السعودية الدعم والسند من الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الإستراتيجي للرياض في المنطقة.. حرب الطيران لن تحسم معركة الجبال والأرض الوعرة.. والحوثيون اختاروا لوحدهم حفر مقابرهم بيدهم..لن يكسب الحوثيون المعركة.. ولن يعود اليمن السعيد إلى عهد الطمأنينة قريباً.. وفوضى اليمن يمثل مهدداً حقيقياً لأمن الخليج والقرن الأفريقي!!
{ اختار “عبد العزيز آدم الحلو” بث شريط في الإعلام الحديث يهدد فيه بنسف العملية الانتخابية في جنوب كردفان عسكرياً وعرقلتها..ومئات المقاتلين من الحركة الشعبية يتم تفويجهم لتخريب الانتخابات.. “الحلو” شحيح الظهور في أجهزة الإعلام طوال سنوات التمرد!! وقال “الحلو” (عبارة انتخابات مافي) في المشهد الآخر، فإن تعطيل الانتخابات ونسفها يمثل تحدياً للداخل.. وليت الأخ المهندس “آدم الفكي” أطلق شريطاً على اليوتيوب باسم (انتخابات في) وحكومتنا لا تهتم كثيراً بالإعلام الإلكتروني وتعوزها البصيرة. وتعتمد على موظفين حكوميين بلا بصيرة أو فكرة تعينهم على أداء واجبهم.. وقبل ذلك فإن التدابير الأمنية الواجب القيام بها في مسرح التحدي بجنوب كردفان أمر ضروري وهام جداً حتى لا يحقق “الحلو” أهدافه في تخريب الانتخابات.
{ اليوم يتحدث المهندس “كمال علي” وزير الري السابق في منتدى اللواء “صافي النور” عن قضية الساعة سد النهضة وما بعد التوقيع على الاتفاقية الإطارية، وهل السودان يكسب أم يخسر من قيام السد؟؟ ومجموعة من الخبراء والباحثين يعقبون على حديث المهندس “كمال علي” ورؤيته التي تختلف عن رؤية الوزير “معتز موسى”.