نور الدين مدني

لإنجاح اجتماع الحوار التحضيري


*في نفس الوقت نرى أنه من الضروري إحداث إختراق إيجابي في الحراك السياسي الداخلي لإنجاح الحوار السوداني الشامل المتعثر نتيجة لاستمرار المكايدات السياسية والمواقف العدائية والنزاعات المسلحة التي عرقلت مسار الحوار، ونخشى أن تنسفه تماما.

*نقول هذا بمناسبة تجدد الآمال بعقد الاجتماع التحضيري للحوار بين الحكومة والعارضة الذي من المقرر أن يلتئم في اليومين القادمين بالعاصمة الأثيوبية اديس أبابا تحت رعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، بدعم دولي محمود.

*رغم تعهدات الحكومة والمعارضة بالمشاركة في الاجتماع التحضيري للحوار إلا أن التجارب العملية علمتنا أن نتحسب للمعوقات التي قد تتسبب في عرقلة مسار هذا الاجتماع الذي نعلق عليه آمالاً كبيرة للخروج بالحوار من الدائرة الجهنمية التي لم نستطع تجاوزها عملياً.

* للأسف ما زالت العلاقة بين السودان ودولة جنوب السودان متوترة رغم الجهود التي بذلت لإزالة الجفوة المفتعلة بينهما، واتفاق التعاون الذي تم بين البلدين، فمازالت الاتهامات المتبادلة بينهما، حيث يتهم كل طرف الطرف الآخر بدعم المعارضة في بلده.

*كذلك لم يحدث اختراق حقيقي بدفع استحقاقات الحوار السوداني، بل حدثت ردة واضحة في المناخ السياسي السائد من حيث التضييق على الحريات وعدم قبول الرأي الآخر بل وتجريمه.

*إن الطريق الوحيد لوقف النزاعات المسلحة المكلفة بلا طائل والانتقال بجدية وصدق إلى مائدة الحوار يستوجب استكمال خطوات بناء الثقة بين الأطراف السودانية التي بدأتها الحكومة عقب إعلان مبادرة الحوار في يناير من العام الماضي.

*إن الحوار السوداني هو الطريق الامثل لتحقيق الإصلاح الشامل سياسياً واقتصادياً وأمنياً، والتراضي على نظام حكم تمثيلي لمواجهة التحديات الداخلية القائمة ومعالجتها، وقيام انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة بمشاركة الأحزاب السياسية المؤثرة.

*قبل الدخول في الاجتماع التحضيري الذي نحرص على قيامه ونجاحه لابد من استكمال خطوات بناء الثقة التي بدأت متزامنة مع إعلان مبادرة الحوار، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني وفرحعقار وتعزيز الحريات العامة خاصة حرية التعبير والنشر وحمايتها من الإجراءات الإستثناية وتكثيف الجهود لإقناع الآخرين المتحفظين على الحوار في ظل المناخ السياسي القائم.