حيدر المكاشفي

والله زمان يا إيران


مهما قالوا عنك يا حلوة.. وحشتيني موت وبحبك موت ومستني آخدك بأحضاني.. وقلوب البشر مليانة غنى وطيبة وأمان – والله زمان يا إيران.. وسبحان الله مقلّب الأحوال من حال الى حال، أليست إيران هذه هي ذات الدولة الشيعية، التي طالما هتف باسمها إسلاميونا، وظلوا على مدى سنوات يرددون العبارات التي تمجدها وتفاخر بــ(ثورتها الإسلامية) التي جعلوها مثالاً يرنون ويتطلعون اليه، وجعلوا من قائدها روح الله آية الله الإمام الخميني رمزاً وقدوة تتحقق أشواقهم في إقامة دولتهم الإسلامية بترسم خطاه واقتفاء أثره، ومن من طلاب الأمس قادة السلطة اليوم من لم يجوس خلال ميادين وشوارع العاصمة ويغبر أقدامه في سبيل نصرة إيران، ومن منهم من لم يردد الهتاف الشهير (إيران إيران في كل مكان)، الذي اجترحوه في نهاية عقد السبعينيات عند انتصار الثورة الإيرانية وعودة قائدها الخميني من منفاه الفرنسي، وظل لزمان طويل أنشودتهم الحبيبة، بل أنهم أعادوا ذكراه من قبيل أن الذكرى تنفع المؤمنين عام (2011م) عند زيارة الرئيس الإيراني السابق؛ محمود أحمدي نجاد للبلاد، فتعالت الهتافات من جديد (إيران إيران في كل مكان)، ثم اذا بالمقادير ولا نقول التدابير تجري مياهاً مندفعة بقوة تحت جسر العلاقة خلال هذه المدة البسيطة بحساب علاقات الدول، للدرجة التي جعلت هتاف إيران إيران في كل مكان ينحرف مائة وثمانون درجة، ليصبح إيران ليست في أي مكان في السودان.

الآن وبعد أن لم تعد إيران في عرف إخوان السودان هي إيران زمان، وقيض الله لنا عاصفة الحزم من حيث لا تحتسب حكومتنا، وساقها الله لها رزقاً طيبا، لم تخطط له وتعمل من أجله، وإنما جاء حسب ما قال قائل منهم كما تمنوا، يبقى من المهم على حكومتنا وقبل أن تفرغ من مهمتها الخارجية في عاصفة الحزم التي لا خلاف عليها، أن تلتفت بذات الهمة والحماس والجدية والعزم، لطي الخلافات ولملمة الأزمات الداخلية التي توشك أن تعصف بالبلاد وتحيلها الى يمن أخرى، فأحوالنا الداخلية ليست بعيدة عن (الحالة) اليمنية، وهذا فيما أزعم هو الدرس الأول والمهم أن تتعلمه حكومتنا من عظة اليمن وتجربة عاصفة الحزم.


تعليق واحد

  1. أن شاء الله عقبال عاصفة الجرف السودانية عاصفة تجرف عرمان وجبهته الى تحت الأرض حتى يوم العرض قولوا أمين