صلاح احمد عبد الله

المكنكشاتية..؟!!


* دائماً الكنكشة عاقبتها وخيمة.. لأن طول (المكوث) يظهر بؤس الأفكار.. وعوار التصرفات التي قد تكون حمقاء في أحيان كثيرة.. وتلفت نظر الناس.. مما يجعلهم يعرفون.. ويفرغون من أن (المكنكش) قد نضب معينه.. وليس عنده شيء ليقدمه.. مما يجعله يدور في حلقة مفرغة.. يدور ويدور إلى أن تتآكل هذه الحلقة.. ويسقط المكنكشاتي.. وتنكشف الكنكشة.. إما بثورة ساخطة أو بانقلاب.. أو بطبخة من داخل البيت نفسه..!!
* وهذا ما حصل في اليمن.. علي عبدالله صالح.. أكثر من ثلاثين عاماً وهو يحكم.. جعل بلاده مرتعاً للفساد بتقريبه لبطانة من أهله وأصفياء قبيلته.. حارب (الحوثيون) سنوات طويلة امتدت لست جولات دامية.. يكره إيران وتكرهه.. لأنها سند لهؤلاء (الحوثية).. وعندما افتقرت البلاد.. هاجر أهلها إلى دول الخليج.. والعالم.. بحثاً عن حياة كريمة.. خاصة في غرب أوروبا.. كندا.. والولايات المتحدة.. ضج الشباب ونظموا صفوفهم.. وأسقطوه.. ونجا من عدة محاولات لقتله.. خرج من الباب.. ويحاول جاهداً العودة من النافذة.. بحلف مسموم مع الحوثيين.. وبدعم إيراني.. لم تكفه (كنكشة) أكثر من ثلاثين عاماً.. أشعل النيران وساهم في إضرامها بشدة.. ولا مانع أن يدفع اليمن الحساب.. حرباً ودماراً.. وخراباً..
* ولكن دول الجوار.. وبقيادة المملكة العربية السعودية.. وبحلف عربي وإسلامي.. نادر الحدوث.. في زمان النكوص والخيبات المتلاحقة.. أعادت الأمور إلى نصابها وبقوة الحديد.. ومنعت (الكنكشة) من المواصلة.. أو حتى التفكير في المعاودة..!!* ونحن في السودان.. أو ما تبقى منه.. ولأول مرة منذ سنوات (تطاولت).. نلعبها (صاح).. في عالم السياسة.. ونعود إلى البيت الكبير.. (العربي والإسلامي).. بحكمة نتمنى ألا تكون وليدة صدفة عابرة.. أو (ضغوطات).. ينتهي مفعولها بانتهاء (الحدث)..
* الأحداث تحيط بنا من كل جانب.. ورغم ذلك يهمنا أمر مضيق (باب المندب).. لأنه المدخل الجنوبي لميناء بورتسودان.. مثلما أن ممر السويس مدخلنا الشمالي.. تجارة وصلات عالمية.. وإيران تحاول (مسابقة) الجميع.. هنا.. أو هناك.. كانت تضعنا نصب أعينها دائماً.. سنوات وسنوات.. مشاريع لم (تثمر) سوى الموت والخراب.. وفتحت مجالنا الجوي واسعاً أمام الطيران الإسرئيلي بغاراته المتعددة..!!
* ولكن العودة إلى (المجمع العربي).. والموقف الصحيح.. لا يمنعنا من الماطلبة بحقوق شعب انتُهكت (كرامته) طيلة ربع قرن من سلطة قابضة.. قذفت بخير بنيها إلى الشارع العام.. وتدمرت بنياته الأساسية.. مثل مشروع الجزيرة.. والسكة الحديد.. والطيران المدني.. والخطوط البحرية.. والنقل الميكانيكي والنهري.. والمخازن والمهمات.. والخدمة المدينة.. وهذا لا يمنعنا من المطالبة بإيقاف الحرب في أماكن اشتعالها..
* والأهم من ذلك أن يكون (القانون) هو الحاكم.. وأن تعود الثورات المنهوبة إلى الديار.. وأن يكون (الحساب ولد).. ونحن نرى في طرقات المدينة وأحيائها المختلفة القصور المشيدة.. والمزارع الفاخرة.. والشركات العابرة للقارات.. التي يديرها بعض أبنا المسؤولين الكبار.. أو إخوانهم.. في بلد يحيط بها الفقر من كل جانب.. ويطحنها الغلاء.. وتشرد أهلها وشبابها في بقاع الأرض.. وأرضهم كانت في سنوات مضت.. محط أنظار العالم.. رخاءً.. ووفرة عيش كريم.. قبل ذلك اليوم.. وذلك الشهر.. وتلك السنة..!!* والمكنكشاتية.. في الأحزاب الطائفية وسدتها.. وحتى العقائدية منها.. وتلك التي نبتت في السنوات الأخيرة.. هي أس البلاء.. ومربط الفقر والعناء.. لأتباعهم وشعبهم.. ولكنهم يعيشون في عالم خاص بهم.. من السيادة والثروة.. وهم يعرفون أنها من عرق شعبهم الطيب.. وكده.. وثمرات كفاحه في هذه الحياة..
* يهمنا (جداً).. ما يحدث في اليمن.. ولكن يهمنا أكثر وأكثر ما يحدث داخل حدود بلادنا.. ونيرانها المشتعلة.. ولا نريد (ثمناً) قبل أن نطفئ نيراننا..؟!!* صدقوني.. نحن شعب نحب الجميع.. ونتمنى الخير للجميع..؟!!
* ولن يستطيع أهل شارع المطار.. أن يزايدوا على حبنا لوطننا..؟!!