عمر الشريف

بين أبوكرشولا وهبيلا


أهل المناطق المتأثرة بالحرب فى غرب وشرق وجنوب السودان يحتارون فى سياسة الحكومة وأفعال الحركات المسلحة إتجاههم . الحكومة التى عليها حماية الشعب وتراب الوطن وممتلكاته لا تستطيع بسط الأمن والإستقرار والتنمية فى كل أرجاء الوطن ولها أسبابها التى تتمثل فى ضعف الامكانيات المادية والعسكرية ومواجهة التمرد والفساد . مهما كان ذلك لا يمنعها من بسط هيبتها وسيطرتها على حدودها فى كل الاتجاهات و الدفاع عن أراضيها من التمرد وحماية المدنين وتوفير الخدمات لهم وتوزيع الثروة والسلطة بالعدل .

المعارضة وحركات التمرد التى تتاجر بأسم المناطق المهمشة لم تقدم شىء لمصلحة تلك المناطق وسكانها طوال فترة 50 عاما الماضية وإنما قدمت لهم التشرد والقتل وعدم الإستقرار و الأمان وتعطيل التنمية والغريب مازالت تنادى بحقوق تلك المناطق وهى تسعى للوصول للحكم أو الفوائد الشخصية والدليل على ذلك نجدها فى المحافل الدولية تطلب المساعدة والعون لتلك المناطق لتشترى بها السلاح وتهاجم هؤلاء العزل وتشردهم من مناطقهم بحجة الضغط على الحكومة وتدمير البنية التحتية ونهب الممتلكات حتى اقطابها على النت ينشرون الاخبار الكاذبة والاستهزاء بالوطن وخيراته والتقليل من قيمة الوطن ومواطنه وهم لايفرقون بين الحكومة والوطن والمواطن .

إذا سألنا المعارضة المسلحة منذ دخولها الى الكرمك حتى أبوكرشولا وهبيلا ماذا إستفادت من دمار تلك المناطق وتشريد المواطنين وقتلهم ؟ وهل حافظت على تحريرها لتلك المناطق ؟ وهل ضغطت على الحكومة لتكسب نقاط تدعم موقفها فى إجتماعات التفاوض مع الحكومة ؟ وهل استفادت بعض المعارضة السياسية التى تبارك تلك العمليات وتدعمها معنويا وسياسيا ؟ بل العكس أصبح الخاسر الاول هو المواطن ثم المعارضة ثم الحكومة . إذا سياسية الحرب أثبتت فشلها فى السودان منذ تمرد الجنوب واثبتت فشلها فى كثير من دول العالم وإلا كان أنتهت فلسطين أو إنتصرت . واليوم نشاهد ونتابع أمثله حيه أمامنا لتلك الحروب التى تركت العراق وسوريا وليبيا واليمن دمارا وخرابا وكم من قتيل وجريح ومعاق . تلك هى نتائح الحروب والمستفيد الأول الدول التى تبيع السلاح .

يجب على الجميع ( حكومة ومعارضة ) مخافة الله فى أنفسهم ووطنهم وشعبهم وأن يتحاكموا بالعدل والسلم والحوار بدل الحرب والفتن إن كانوا فعلا وطنيين ويهمهم شعبهم ووطنهم ويسعون لرفع معاناة شعبهم وتنمية مناطقهم المهمشة . لأن استمرار التمرد والحرب لا يقدم شىء يستفيد منه هؤلاء أو وطنهم أو شعبهم . والذين ينادون بحملة أرحل فهى حملة خاسرة وإن أرادوا الرحيل عليهم بصناديق الانتخابات أو كسب الشارع بالصدق والجد والوطنية حتى لا تكون مثل حملة 100 يوم للاطاحة بالحكم . ولينظروا الى اليابان وكوريا والصين أين وصلوا والسودان كان أكبر مساحة وأكثر ثروات طبيعية منهم . الخلل فى تطبيق تعاليم ديننا وفى أنفسنا ووطنيتنا وحكومتنا ومعارضتنا وهو الذى يحتاج للرحيل أولا .