تحقيقات وتقارير

النافذون والصيدليات.. (عفواً) البندول لا يسكن الصداع ..!!


معارك حامية الوطيس تدور رحاها في عدد من الولايات بسبب تدخلات النافذين والوزراء في أمور متعلقة بالأدوية وعمل الصيادلة، أبرز تلك المعارك، قيام ولاية الخرطوم ممثلة في وزارة الصحة بولاية الخرطوم بإقرار قانون تكوين مجلس منفصل للصيدلة والسموم، مما آثار حفيظة المجلس الاتحادي للصيدلة والسموم وإتحاد الصيادلة حديث التكوين، مما دفع المكتوين بنيران هذا التغيير إلى مخاطبة الأجهزة الاتحادية لفهم هذه المشكلة والمناداة بإلغاء المجلس، وسارعت ولاية شرقية أخرى بسرقة فكرة ولاية الخرطوم، وقررت تكوين مجلس للأدوية، واعتبر المجلس القومي للصيدلة والسموم هذه الخطوة بأنها تجاوزت للقانون.

وقال الأمين العام للمجلس محمد حسن إمام في حديث سابق، بأن هذا الأمر يحسم من الجهات المختصة، وان أمر الدواء لا يمكن المجاملة فيه.. وتنتشر وتيرة المعارك داخل قطاع الصيدلة في قضية الخلافات بين أي صيدلية وأخرى، فيما ضرب وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة بمسافة الـ 100 متر بين أي صيدلية وأخرى عرض الحائط مما أثار حفيظة الأجهزة الاتحادية العاملة في قطاع الصيدلة، وبرزت على السطح تصريحات نارية عكرت صفو موسم تراخيص الصيدليات بولاية الخرطوم.

وقال عدد من أصحاب الصيدليات أن تراخيص بعض الصيدليات يتم عبر مزاجية، وان هناك بعض الصيدليات تم رفض تجديد تراخيصها، وان هنالك اتجاه لإيكال مسؤولية تراخيص الصيدليات الى إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة، الأمر الذي نفاه الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم د. معز حسن بخيت بقوله، أن هذا الأمر عار من الصحة.
وعصفت مشكلة المسافات بين الصيدليات والتراخيص بمدير إدارة الصيدلة بوزارة الصحة بولاية الخرطوم د. نجم الدين مجذوب ومدير التراخيص بإدارة الصيدلة بحجة أن المجذوب نقابي ويشغل منصب نائب رئيس إتحاد عمال ولاية الخرطوم، وان بروفيسور مأمون حميدة أصدر قرار بإعفائه عن منصبه وتفريغه للعمل النقابي.

وسارع اتحاد عمال ولاية الخرطوم برفض قرار حميدة، مشيرا بحسب رئيسه عبد المنعم شاشوق، أن بروفيسور مأمون حميدة، ليس من حقه إصدار مثل هذا القرار، وان قانون النقابات تتضمن إحدى مواده أن يتفرغ لعمل النقابات، كل من رئيس وأمين عام وأمين مالي الاتحاد، ولكن نائب رئيس الاتحاد لا يمكن أن يفرغ لعمل النقابات إذا كان موظفا تنفيذيا.
وقال أمين علاقات العمل باتحاد عمال ولاية الخرطوم أدم فضل أن الاتحاد يخاطب مجلس تنظيمات العمل بشأن إعفاء مدير أدارة الصيدلة وتفريغه للعمل النقابي.
ولم يجف مداد مشكلة ولاية الخرطوم لتطل برأسها مشكلة جديدة بولاية سنار عصفت بمدير إدارة الصيدلة الذي أوقف صيدلية عثر داخلها على أدوية منتهية الصلاحية، إلا أن وزير الصحة بولاية سنار قام بإيقاف مدير إدارة الصيدلة، مما صدم عدد من العاملين في القطاع الصيدلاني الذي صار يعاني الأمرين من تدخلات المنافقين .

وتعاني ولاية النيل الأزرق حسب بعض الصيادلة من تدخلات النافذين في العمل الصيدلاني، فيما يري رئيس اتحاد الصيادلة السودانيين د. صلاح الدين إبراهيم أن تدخل النافذين في أمر الصيدلة وعمل إدارات الصيدلة بالولايات أمر مرفوض مشيرا الى أن إدارات الصيدلة يجب أن تكون محايدة على نسق الجهاز القضائي وان تكون تحت إشراف مجلس الصيدلة الاتحادي ويشير صلاح الدين الى أن تدخل الوزراء والنافذين في الصيدلة والدواء يضر بصحة الإنسان، ويعد مدعاة للفساد الإداري ويقع تحت طائلة التلاعب بصحة الإنسان محذراً من مغبة تدخل النافذين في بلد حدودها مفتوحة مع دول الجوار، مما يؤدي الى دخول الأدوية المغشوشة ويضعف من الرقابة، بقوله هنالك إشكالات في سوق الدواء تحتاج الى حلول جذرية وعلى المسئولين والنافذين عدم الاهتمام بالمعارك الجانبية.

أبو بكر محمود
صحيفة ألوان