نور الدين مدني

من أجل غد أفضل للسودانيين جميعاً


*علمتنا التجارب العملية أن لا نيأس مهما ضاقت فرص الأمل، لأنه لاحياة مع اليأس وأن اليأس يعني فقدان الثقة بالنفس وبالمستقبل وضعف الإيمان بانتصار الحق والخير.
*نقول هذارغم الواقع المؤسف الذي تجسده حالة إستمرار الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة، وتعثر بل عدم إنعقاد مؤتمر الحوار التحضيري الذي كان من المقرر أن يلتئم بالعاصمة الأثيوبية أديس أببا يومي ٢٩-٣٠ من مارس الماضي.
*لكننا لن نمل قول النصيحة، لأن الواجب يفرض علينا قولها مهما إدلهمت الأمور وضعفت فرص الحل السياسي الشامل الذي يجنب بلادنا وأهلنا شرور النزاعات والحروب المكلفة التي فشلت من قبل في تحقيق السلام والاستقرار في بلادنا.
*قبل ان اكتب كلام اليوم إستمعت لفيديو قديم للداعية الإسلامي أحمد ديدات – عليه رحمة الله – في الفيس بوك يرد فيه على سؤال أحد السودانيين عن جدوى حل مشكلة جنوب السودان عن طريق الحرب، كان ذلك قبل إتفاقية السلام في نيفاشا٢٠٠٥م وتقرير مصير الجنوب ونتيجته التي أعلن بموجبها قيام دولة جنوب السودان.
*أهم ماقاله الشيخ ديدات هو ما سبق وقاله لأولي الأمر في بلادنا إبان زيارته للسودان ولقائه معهم : إنكم قد تكسبون الحرب لكنكم ستخسرون السلام، وإذا أردتم كسب السلام فعليكم كسب قلوبهم أولاً.
*هذه النصيحة الغالية التي قدمها الشيخ ديدات ليست خاصة بأهل الجنوب الذين قرروا مصيرهم وأعلنوا دولتهم المستقلة، وإنما هي نصيحة صالحة للتعامل بها مع كل أهل السودان مهما اختلفت سياساتهم ورؤاهم ومواقفهم.
*إننا في حاجة ماسة لإعلاء قيم التسامح والعفو والتعايش السلمي مع السوداني الاخر بلا ضغائن أو أحقاد أو كراهية مصطنعة غريبة عن طبيعة السودانيين السمحة.
*لابد من العودة بجدية وصدق وعزم اكيد لدفع إستحقاقات السلام والحوار بلا مراوغة أومكايدات أو محاولات غير مجدية لكسب الوقت، لتحقيق الإتفاق القومي المنشود من أ جل غد أفضل للسودانيين جميعاً.