نور الدين مدني

في حضرة المنتدى الأدبي السوداني الأسترالي


* السودانيون في بلاد المهجر يحملون في دواخلهم هموم وطنهم لاتبرح وجدانهم وتطغي على موضوعات لقاءاتهم ومنتدياتهم، لذلك لم أندهش عندما وصلتني دعوة المنتدى الأدبي الذي إبتدرة عدد من السودانيين الأستراليين بسدني المهمومين بالشأن الأدبي.
*المنتدى الأدبي الذي يعقد دورياً في بيت من بيوت أحد أعضاء المنتدى كان هذ الشهر بمنزل المهندس طارق محمد عثمان حاج التوم بضاحية يقونا بسدني، وكان المتحدث الرئيسي بكري جابر الذي قدم ورقة بعنوان ” المشهد النقدي في السودان.. ماضيه وحاضره – مقاربة أولية -“.
*الورقة قدمت تعريفاً للنقد الأدبي قال فيه بكري جابر أن العملية النقدية هي بالأساس قراءة تكشف وتضيئ النصوص الإبداعية بغية إنتاج معرفة بها، وانه بهذا المنظور يمكن التعامل مع كل قارئ يقظ باعتباره ناقداً ادبياً.
*إستعرض بكري جابر في الورقة محطات مهمة في تأريخ النقد الأدبي إبتداء من بدايات القرن الماضي، وتوقف عند بعض الأسماء التي لمعت في ذلك الوقت مثل الامين علي مدني وحمزة الملك طمبل ومعاوية محمد نور وعرج على الجمعيات الأدبية في السودان، مثل أبادماك وقال إن أول جمعية أولت النقد إهتماماً ملحوظاً كانت مدرسة ” الغابة والصحراء”، ومن أبرز مبدعيها محمد عبد الحي والنور عثمان أبكر ومحمد المكي ابراهيم ويوسف عايدابي.
*ختم بكري جابر ورقته بالحديث عن مدارس الحداثة النقدية في السودان التي شاع خطابها في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينات القرن الماضي، وتوقف عند مرحلة التيار الجديد وأبرز رموزه بعض الكتاب الشباب الذين خرجوا من معطف جماعة” تجاوز” الثقافية، مثل أسامة الخواض وعبد اللطيف علي الفكي وصلاح الزين ومحمد عبد الرحمن بوب والسر السيد وأحمد طه أمفريب… وغيرهم من الشباب.
*خلص بكري جابر إلى ان إندلاع الوعي النقدي ظل الأكثر بطأ وسط الحراك الادبي والفني الذي إنتظم الساحة الثقافية في السودان، وانتقد طغيان النقد الإنطباعي الذي يركز نقده على شخصية الكاتب وخلفيته السياسية والفكرية و… الخ بدلاً من نقد النص أو الشكل التعبيري.
* هكذا جاءت ورقة بكري جابر في منتدي سدني الأدبي لتشكل إضاءة مهمة في عتمة النقد الأدبي الذي يعد ضرورة جوهريةلاستكمال الإبداع الأدبي، لأنه لايكتفي باكتشاف النص أو الشكل التعبيري وإنما يضفي عليه أبعاداً جمالية من خلال الرؤية النقدية.