رأي ومقالات

شيماء الرشيد: أتعلمون شيئاً البنات لا يقيمون بمال لأنهن هن (الضحّاكات)


في الحدائق والأماكن العامة لابد أن تجد طفلة في الخامسة من عمرها تقريباً تحمل أخاها الصغير، تلاحقه عندما يبتعد، وما أن تغفل عنه حتى تذكرها أمها (انتبهي لأخوك يا ماما) يطلب شيئاً لا يستطيع أن يحضره له والداه فيبكي ويصارع أخته وربما ضربها (صغير يا ماما ما يفهم) للأمر علاقة وثيقة بكونها بنت، (شيّالة الحمل)، هل رأيت ولداً في الخامسة أو السادسة من عمره يهتم لأخ صغير أو يلعب أي دور غير عيش اللحظة، والاستمتاع بالطفولة.

حب الآباء والأمهات لإنجاب الأولاد أكثر من البنات يظهر بعدة صور مباشرة وغير مباشرة، يعتمد تدرجها على مستوى عاطفة الوالدين وتعليمهما وقيم المجتمع الذي تربيا فيه، فبالرغم من أن بركة انجاب البنات ومنفعتها للوالدين تظهر من وقت مبكر؛ يظل انجاب ولد حلم لا ينام، حلم يستحق أن تنجب الأسرة سبعة أو ثمانية بنات في فترات متقاربة، مع ضغط نفسي شديد يقع على الوالدة لخوفها من أنها لم تنجح بعد في انجاب الولد، فيجتمع ضغط الحلم الذي لم يتحقق مع ضغط الأطفال الذين يعج بهم البيت لتحرم كل منهن من حنان الأم وتفرغها وسعادتها ولعبها، وتتحول كل منهم لأم صغيرة لأختها التي تصغرها.

هؤلاء البنات أنفسهن عندما يكبرن سيتمنين إنجاب ولد، و سيعتبرنه ضرورة قصوى، وسيطلبن من البنت العناية بإخوتها، وعدم الصراخ والغضب لأنه لا يليق، سيحبطون منها كثيراً لأنها أحرزت نسبة 88% فقط في الشهادة الثانوية، ويفرحون ب 79% من أخيها، هذا إذا لم يبعثوه إلى الهند أو أوكرانيا للدراسة، وسيبيعون قطعة الأرض تلك ليزوجوه لأنه مُصر على أن يتزوج فلانة، يبدأ حياته الخاصة، يلتهي بعمله و زوجته وأبنائه، يتعاطفون مع حمله فلا يطلبون منه شيئاً، يكفي مرتبها الذي تسلمه لوالدتها وتأخذ منها مصروفها، تساعد في إصلاحات البيت وبناء الغرفة الإضافية، إلى أخر يوم حتى يأتي نصيبها تحن على والديها وترحمهم وتؤنسهم.

أتعلمون شيئاً البنات لا يقيمون بمال لأنهن هن (الضحّاكات)
شيماء الرشيد:


‫5 تعليقات

    1. انت انسان سطحى تركت كل هذا الموضوع الدسم لتسأل عن كاتبة الموضوع ..ياخى استفيد من هذا الطرح القيم

      1. يا ليتك تفهم ..
        يا ليتك تفهم .. لماذا سألت منها ..
        *
        *
        لكن الفهم قسم

  1. معلومة صحيحة جداً ولان المجتمع السودانى يضع نفسه فى مربع الذكورية فقط تجد النساء والرجال دائماً يفكرون فى إنجاب الذكور هذه احد مصائب مجتمعاتنا فهو وبجهل الجاهلية المتوارث يعتبر البنات عورة ومصيبة يجب التخلص منها بأى وسيلة ان لم يكن بدفنها كفعل الجاهلية الاولى فبتزويجها الى أولى رجل طارق للباب ودون وعي يدفون بها اليه كما تدفع البهيمة الى الذبح وعذرا للتشبيه فدون ان يجعلو لهذه المسكينة خيار تجد نفسها قد حصل القول الفصل وتزوجت حتى دون ان تسال هل هى راضية ام لا ،،،، فبنات حواء لهم الله وربنا يحفظهم فهم اعظم من الرجال وهم خلف كثير من عظماء الرجال ولن ينكر الا جاحد ،،،،،

  2. المجتمع الشرقي -على شبه العموم – مجتمع ذكوري ، ولا غرابة فيما طرحته الكاتبة شيماء مضمنة رغبة كل أسرة في مجتمعاتنا بانجاب الذكور ، وما ذلك بغريب ، فعلى الرغم من حنان البنت ومساعدتها لأهلها في شؤون المنزل واقتصادياته إلا أن الرغبة في الولد الذكر اقوى حتى ولو كان عاقا ، والكل ينسى أو يتناسى أمر الإسلام الرحمة بالمرأة ( رفقا بالقوارير ) .
    أسلوب الكاتبة شيماء سهل بسيط يناس النص الصحفي ، وعرضها للموضوع شيق بما تزينه من روح الحدث .
    لكن لا أريدها أن تغفل عن قواعد الفن الصحفي فالمقال يبدأ بالعنوان ، والعنوان يجب أن يكون قصيرا ، وحبذا لو كان رمزيا وخاليا من الأخطاء ( أتعلمون شيئاً البنات لا يقيمون بمال لأنهن هن الضحّاكات) (لا يقيمن ) بدل (لا يقيمون) وكذلك (لأنهن ) بدل (لأنهن هن ) ، وباختصار كان العنوان افضل لو جاء ( الضحاكات لا يقيمن ) أو ( حنان الضحاكات ) أو ( انصفوا الضاحكات ) . تقبلي مروري بارتياح وضعي نصب عينيك التالي : الإعلام حقيقة وقرار لا وظيفة . وفقك الله . …… إبراهيـــــــــــــــم فلاح .