صلاح حبيب

وهوى الدولار!!


من مصلحة الحكومة والشعب أن ينخفض الدولار لأن انخفاضه فيه انتعاش للاقتصاد ولحياة الناس، ولكن في كل مرة نفرح حينما نقرأ ونسمع عن انهيار في سوق الدولار وخروج التجار محبطين بسبب ذلك الانهيار؛ لأن تجار السوق الأسود لا يعجبهم ولا يفرحهم انخفاض الدولار؛ لأن الانخفاض فيه خسارة للعملة الكبيرة عنه والمحزنة لديهم. وإذا أجرينا مقارنة لحالة الاقتصاد السوداني خلال فترة ما قبل انفصال الجنوب نجد حالة الاقتصاد في أفضل حالاتها وأصبح سعر الدولار مقارنة بالجنيه السوداني كان يساوي اثنين جنيه، وإذا قارناه بالجنيه المصري نجد أن سعر الجنيه السوداني يعادل اثنين جنيه مصري بخلاف ما يعيشه الآن إذا قارناه بالجنيه السوداني الذي تدحرج إلى ما يقارب الخمسة وسبعين قرشاً أو الثمانين؛ لذا فإن انهيار الدولار في مواجهة الجنيه السوداني فيه فائدة كبيرة للمستثمرين وللدولة التي عجزت عن استيراد كثير من السلع بسبب الارتفاع الكبير لسعر الدولار الذي ظل في حالة ارتفاع مستمر ولم ينخفض عن التسعة جنيهات منذ فترة طويلة، بل ظل متأرجح ما بين التسعة وأقل منها بقليل أو يزيد عن التسعة بقليل.
فأحياناً لا ندرك أسباب ارتفاع الدولار أو انخفاضه فحينما انخفض خلال فترة البترول كانت هناك أسباب قوية لهذا التراجع الكبير ولكن بعد انفصال الجنوب وذهاب كل البترول لدولة الجنوب عدا رسوم العبور تراجع الجنيه أمام الدولار بصورة كبيرة فبدلاً عن الاثنين جنيه للدولار زاد إلى ثلاثة وأربعة حتى وصل الدولار إلى تسعة جنيهات سودانية.
الآن ربما الوديعة تقدمت بها المملكة العربية السعودية ومقدارها أربعة مليارات دولار كانت السبب في تراجع الدولار بالسوق الموازي، وإذا ما ظلت العلاقات السودانية مع كل دول الخليج في حالة تحسن مستمر فإن تحويلات المغتربين التي توقفت لسوء الفهم في العلاقات مع دول الخليج الفترة الماضية سوف تنتعش من جديد وسيتم ضخ دولار المغتربين إلى داخل أرض الوطن من جديد وهذا أيضاً سوف يساعد في انخفاض أسعار الدولار في مواجهة الجنيه السوداني.
ولكن هذا التفاؤل لابد أن يتبعه عمل كبير بعدم تبدد هذه الوديعة مع إنعاش الأسواق، والاستفادة من أخطاء الماضي التي أخرتنا وأعادتنا إلى هاوية سحيقة كانت نتائجها هذه المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني منذ أن اختار الجنوب في 2011 دولته المستقلة وأخذ الجمل بما حمل، أخذ كل البترول الذي كابد فيه الدكتور “عوض الجاز” وأبناء الشعب السوداني في ظروف بالغة السوء عقارب وثعابين وعتمة وانقطاع عن الأهل والأصدقاء والأبناء، نال الجنوب استقلاله ونال كل شيء، بينما الشمال يعيش الآن حالة معاناة لن يخرج منها إلا بانخفاض أسعار هذا الدولار.


تعليق واحد

  1. طالما وارداتك اعلى من صادراتك فلن يستقر سعر الصرف و ستضطر الدولة لتغطية العجز اما بالاستدانة و القروض ام محاولة الشراء من السوق الموازي و كفاية تطبيل يا صلاح في اخر ايامك !!.