الطيب مصطفى

حسين الحوثي وعارف الركابي


أورد أدناه، بتصرف وتدخل مني بين الفقرات، مقتطفاً من عبارات وردت في مقال دكتور عارف الركابي عن حسين بدر الدين الحوثي ابن كبير الحوثيين وأخو عبد الملك الحوثي الذي يتولى كبر ما يحدث في اليمن مع نصيره التائه علي عبد الله صالح الذي أعماه السعي للعودة إلى حكم اليمن مما جعله يلوذ بأعداء الأمس ويتحالف معهم.

من المهم أن يتعرف القراء الكرام على عقيدة الجماعة الحوثية التي كانت قبل أن تنحرف وتميل ميلاً عظيماً تنسب إلى المذهب الزيدي ومن المهم في ذلك عرض موقفهم من الصحابة، خاصة ونحن نعيش أيام عاصفة الحزم لتطهير أرض يمن الإيمان والحكمة من دنسهم.

يرى حسين الحوثي بأن الخلفاء الراشدين يعتبرون سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأن الأمة تعاني من مخالفتهم لله ولرسوله.

وما معاوية إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب وكذلك أبو بكر، وعثمان، كل سيئة في هذه الأمة وكل ظلم وقع للأمة وكل معاناة وقعت في الأمة المسؤول عنها أبو بكر وعمر وعثمان، عمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها، هو المرتب لخلافة أبي بكر، ويقول معلقاً على إمامة أبي بكر: “ما زال شرها إلى الآن ” يعني بيعة أبي بكر”، وما زلنا نحن المسلمين نعاني من آثارها إلى الآن، هي كانت طامة بشكل عجيب.. والأمة كل سنة تهبط نحو الأسفل جيلاً بعد جيل إلى أن وصلت تحت أقدام اليهود من عهد أبي بكر إلى الآن.

أعجب أن يتطاول هذا الرافضي إلى من أثبت القرآن صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).. أعجب أن يتطاول على أحب الصحابة إلى الرسول الكريم ويكفي أنه اختاره هو ولم يختر أحداً غيره لمرافقته في الهجرة من مكة إلى المدينة.

إن هذا الحقد الفارسي الذي يصب على الفاروق عمر ليس لشيء في الحقيقة وليس لأنه أول من أعان على بيعة أبي بكر وليس لأنه جعل الأمر بعده في أهل الشورى رضي الله عن الجميع بقدر ما هو حقد على أن أطفأ نار المجوس وكسر شوكة الفرس، وهو الفكر والمعتقد الذي يتبناه رافضة فارس وهو بعينه ما حكاه الشيعي عبد الله شبر في كتابه “حق اليقين” فقد أفرد فصلاً كاملاً بعنوان: “الفصل الرابع: المطاعن التي ذكرها العامة في الخلفاء الثلاثة” في عشرين صفحة فليُرجع إليه، وخلاصته هي نفس ما يعتقده حسين الحوثي.

أقول إن عبد الملك الحوثي أيها الناس، والزيديون بصورة عامة تأثروا بالثورة الفارسية المسماة زوراً وبهتاناً بالثورة الإسلامية في إيران التي أغدقت عليهم وعملت على تقريبهم إلى مفاهيم الشيعة الأمامية الأثني عشرية من خلال ابتعاثهم إلى معاهد المذهب الشيعي في مدينة قم مع التأثير السياسي الهائل جراء تمويل الحوثيين بالمال والسلاح.

إيران في عيون عبد الوهاب الأفندي

مما لفت نظري في أحد المقالات الرائعة التي خطها عبد الوهاب الأفندي الذي أختلف معه في بعض رؤاه السياسية ما قاله عن إيران ومواقفها وبرنامجها التوسعي ومما أعجبني بصورة خاصة ما يلي:

ولا عبرة بما يردده قادة مليشيات إيران من تباكٍ على سيادة اليمن التي كانوا أول من اعتدى عليها، كما اعتدوا على سيادة سوريا والعراق ولبنان.

فمهما كان ما تتهم به السعودية فإن ما يميزها عن إيران هو أنها لا ترسل المليشيات إلى بقية الدول العربية، وإنما ترسل المساعدات التي تنفع الناس، كما أنها تستخدم عائدات النفط لتنمية البلاد وإسعاد أهلها، بينما جل أموال إيران تضيع في الفساد والإنفاق العسكري والحرس الثوري والمليشيات الأجنبية والإرهاب، وغيره من وسائل الدمار والقمع الذي ما يزال الإيرانيون أكبر ضحاياه ولا شك أن انحياز إيران ومليشياتها لنظام القتل في سوريا كان قاصمة الظهر لها، حيث أختارت الانحياز إلى معسكر إجرامي لم يُخلَق مثله في البلاد منذ أيام هتلر، فسقطت سقوطاً لا قيام بعده، ولا مثقال ذرة من الرصيد الأخلاقي.

السعودية استفادت وتستفيد من هذا الإفلاس الأخلاقي الإيراني، فإيران ليس لديها ما تقدمه للسوريين سوى العبودية والقتل وليس لديها ما تقدمه للعراقيين واللبنانيين سوى الاحتقان الطائفي الأبدي، ولم تقدم لليمنيين خبزاً أو كرامة، وإنما سلاحاً تم به استعبادهم وقهرهم، فما يمكن أن تقدمه السعودية لليمن أفضل بكثير لأنه يفيد غالبية اليمنيين ويقلل التكلفة عليهم بإخراج صالح من اللعبة نهائياً وإعادة الحوثيين إلى حجمهم الطبيعي.