عثمان ميرغني

قريباً.. ترقبوا.. عطلة سرية!!


رغم أن القارئ – غالباً- سيغضب مني و(يأخذ في خاطره) بسبب هذه السطور إلا أنني مضطر لتنبيه المفوضية القومية للانتخابات إلى (فخ) قد يقعوا فيه.
حسب الجدول الزمني للعملية الانتخابية.. تنتهي الفترة المسموح بها للحملة الانتخابية بعد أسبوع، أي يوم الجمعة 10 أبريل 2015.. ويصوم الجميع عن أية دعاية انتخابية، وهو ما يُسمى بـ(الصمت الانتخابي) لمدة يومين.. هما السبت والأحد.. ثم الاقتراع يوم الإثنين 13 أبريل 2015.
طبعاً الفكرة (الذكية!!!) واضحة جداً.. الصمت الانتخابي يتمدد إلى يوم الأحد.. ويبدأ الاقتراع يوم الإثنين.. والسبب هو أغلب الظن الحكومة تنوي منح الشعب (عطلة رسمية) أيام الاقتراع.. وخشيت الحكومة لو وصلت يوم الاقتراع بالعطلة الأسبوعية أن تشجع المواطنين على السفر للولايات كما يفعلون عادة في الأعياد إذ ستصبح العطلة متمددة من نهاية يوم الخميس حتى نهاية أيام الاقتراع أي حسبة حوالي أسبوع كامل تقريباً.. وعندها لن تجد من يصوت لأن الناخبين الذين يسافرون إلى ذويهم في الولايات مثلاً.. لا يمكنهم التصويت إلا في موقع تسجيلهم.. وهو في المدينة التي يقيمون بها مثل العاصمة..
حسناً.. أغلب الظن عندي.. أن الحكومة ستلعب مع الشعب لعبة (توم آند جيري).. لن تعلن عطلة الانتخابات الآن.. حتى لا تمنح فرصة كافية للتفكير والتخطيط لاغتنامها عطلة مع الأهل والأقارب في الموطن الأصلي..
الحكومة (حا تعمل رايحه) حتى يوم الأحد.. وهو يوم عمل رسمي.. فتضيع فرصة اغتنام يومي الجمعة والسبت للسفر.. ثم تباغت الناس بإعلان (يوم غدٍ عطلة).. أي يوم الإثنين بداية الاقتراع عطلة رسمية حتى نهاية الانتخابات.. حتى لا يكون أمام سكان العاصمة والمدن فرصة سوى البقاء في منازلهم أيام الاقتراع.. عسى ولعل يتكبدوا مشاق الذهاب إلى مقار التصويت..
الحكومة ستعلن العطلة لمدة يوم واحد فقط هو الإثنين 13 أبريل.. وعندما يوشك اليوم على التلاشي.. تعلن اليوم التالي عطلة أيضاً.. أي عطلة بالتقسيط.. وهو أيضاً من باب مكافحة (ضعف النفوس) الذين سيسافرون إذا حظوا بيومين (متجاورين) أو أكثر عطلة..
نصيحتي لمفوضية الانتخابات.. أن تقنع الحكومة بخطل هذه الفكرة.. فكرة العطلة المباغتة خلال أيام الاقتراع.. فالمواطن السوداني في العطلة يقيد حركته في أصغر دائرة ويرفع منسوب الاجتماعيات.. زيارات أو (ونسات).. ومثل هذه البرامج تضعف التفكير في الذهاب إلى مراكز الاقتراع.. بل – وهو الأخطر- اللقاءات وجلسات الأنس الاجتماعية تساعد على زيادة جرعة عدوى مقاطعة الانتخابات.. لأنها توفر بيئة تواصل اجتماعي ناقلة للأفكار والرأي الآخر.. ومعلوم أن (الرأي الآخر) هذه الأيام غالب وطافح جداً.. فيتمدد أكثر بالاتصال الاجتماعي المباشر.
خلاصة نصيحتي.. لا تعلنوا عطلة رسمية أيام الاقتراع.. ليس كل شعب السودان موظفين أو عاملين في الحكومة.. طائفة كبيرة من أصحاب المهن الحرة يخسرون كثيراً بالعطلات العشوائية مثل هذه..
أتركوا الناس لأعمالهم.. والتصويت (قسمة ونصيب)..!!


‫2 تعليقات

  1. مالك علينا يا عثمان كدة كدة الصناديق مليانة ما تخلينا نرتاح شوية واصلا ناس اﻻعمال الحرة ما ليهم علاقة بالعطلات او غيرها