عمر الشريف

هنيئا للمؤتمر الوطنى وشكرا للمعارضة


حزب المؤتمر الوطنى الذى كان فى الاصل حزب الجبهة الاسلامية ، ظل محافظ على مكانته بعد إنفصال المؤتمر الشعبى عنه ثم حزب الإصلاح وذلك يعود لعدم تطوير الاحزاب العريقة وفشلها فى جمع صفها والمنافسة فى الحكم أو التغير عبر الوسائل المتحاحة أمامها . تخبط سياسة الحزب الاتحادى والامة والشويعى والبعث وعدم وطنيتها ووضوح برامجها وقلة إعلامها ومؤتمراتها وعدم تغيير كوادرها وتقديم مصالحها الخاصة كلها أسباب أدت لفشلها وعدم منافستها لحزب المؤتمر الوطنى تلك هى الحقيقة وليس دفاعا لحزب المؤتمر الوطنى الذى إستغل تلك الظروف وأستفاد من الامكانيات المتاحة له وخاصه فى ظل تمسكه بالسلطة وإستغلال الاعلام والسلطة لمصلحته .

المعارضة التى انفسمت لمعارضة شمالية وعسكرية وجنوبية لم تستطيع أن تغير فى الواقع شىء حتى تم إنفصال الجنوب . والجنوب الذى إستغل عدم وطنية المعارضة وعدم تفريقها بين الوطن والحكومة رجح خيارالانفصال . إذا كانت معارضة وطنية تهمها مصلحة الوطن لوقفت ضد الانفصال ومحاربة الحكومة وإقناع دول العالم المؤيدة للإنفصال بعد أنفصال جزء من الوطن وهم يعلمون مكانة الجنوب ودفاع القوات المسلحة من أجله والتنمية التى قامت فيه فى فترة الاتفاقية مما كلف السودان كثيرا فى الارواح والاموال حتى الحالة الاجتماعية ومشاكل الحدود والديون الخارجية التى مازال الوطن يعانى منها .

المعارضة التى إجتمعت فى عواصم كثيرة من العالم لتوحيد رؤيتها وصفها كان الفشل دائما حليفها لعدم الوطنية وهى كلمة نكررها دائما وهى أساس إتحاد وترابط المعارضة وتقدم الوطن ووحدته وإستقراره وأمنه وتنميته . نقول للمعارضة أنتم تهدون سنين إضافية للمؤتمر الوطنى وتوحدون صفه وزيادة أتباعه بكثرة مؤتمراتكم ومناوراتكم للحكومة . لا تنفعكم أديس أبابا ولا أسمرة ولا أبوجا ولا باريس ولا القاهرة ولا نيويورك ولا حتى إسرائيل . الذى ينفعكم بعد الله سبحانه وتعالى هو شعبكم ووطنكم وإخلاصكم ووحدتكم وكلها أصبحت معدومه فى أهدافكم ورؤيتكم وأجندتكم . هنيئا للمؤتمر الوطنى بهذا الانجاز الذى لم يحلم به وشكرا لكم على دعمكم له بتفرقكم وكثرة مؤتمراتكم الفاشلة وتجميع قواعدكم ووطنيتكم وتشريد شعبكم . نخشى أن يكون أجتماعكم القادم فى طهران وإستغلال مقاطعة الحكومة لها ليجنى السودان مزيدا من التفرقة والدمار وتعطل التنمية والفتن الدينية . نتمنى أن تخلصوا وطنيتكم وتجمعوا أتباعكم وتحددوا أهدافكم وتوحدوا أحزابكم ليكون حزبا واحد قوى ووطنى ينافس الحزب الحاكم فى كل شىء . نقول حسبنا الله فيما أصاب السودان ونسأل الله أن لا يعاقبنا بما فعل السفهاء منا .