جمال علي حسن

ساعات أم أيام يا حاج سوار


بعد الأنباء والتصريحات التي أصدرتها الحكومة وجهاز المغتربين يوم الخميس كنا قد كتبنا وأشرنا في مقال الجمعة إلى أن قرار الحكومة بإجلاء المواطنين السودانيين من اليمن تأخر كثيراً عن موعده وصدر بعد أسبوع كامل من بدء العمليات العسكرية استقبلت فيه الأراضي اليمنية عشرات الغارات الجوية في حملة يشارك فيها السودان بشكل معلن ولا يعرف أحد متى تنتهي.
ولم نكثر اللوم في ذلك المقال على جهاز حاج ماجد سوار بسبب تأخر قرار الإجلاء نفسه وجعلنا كل تركيزنا موجها نحو حث الجهاز على تشجيع الآخرين.. قرابة الـ3 آلاف مواطن سوداني لم يسجلوا أسماءهم ضمن الراغبين في العودة الطوعية وقلنا إن مسؤولية الدولة تفرض عليها بذل كل الجهد الممكن لإقناع هؤلاء بمغادرة بلد موعود وللأسف بحرب طويلة وبشعة..
لكن آخر ما كنت أفكر فيه أن تكون وعود سوار غير صادقة ويكون جهاز المغتربين وبعد كل ذلك التأخير يحتاج أيضاً لحملات إعلامية من الصحافة لتحريكه (بالدفرة) و(اللحلحة) لإنجاز هذه المهمة التي تأخرت كثيراً.
كنت أظن واهماً أن كلام الرجل قاطع وصادق و(نجيض) حين قال لوكالة السودان للأنباء بالنص (إن الإجلاء سوف يتم خلال الساعات المقبلة بعد اكتمال كافة الترتيبات مع تلك الجهات)..
وحديث سوار هذا بثته الفضائيات العربية على الفور بعنوان واضح وضوح التصريح الرسمي الصادر (إجلاء السودانيين باليمن خلال ساعات).
ثم بدأ مسلسل الحجج والتبريرات والأعذار بأنهم في انتظار التنسيق مع قوات التحالف للسماح للطائرات بالهبوط في صنعاء..
ألم تقل إنكم أكملتم ترتيباتكم مع تلك الجهات.. هل (نطوا من كلامهم) مثلاً؟.. أم أن أمين عام جهاز المغتربين يطلق تصريحاته للاستهلاك الإعلامي في ظرف خطير مثل هذا الظرف الذي تمر به بلد تحت النار ولديكم خمسة آلاف مواطن فيه؟.. هل يتحدث حاج سوار بأمانيه وأحلامه أم يتحدث بمعلومات حقيقية.
هذا هو الأسبوع الثاني منذ بدء عاصفة الحزم على الحوثيين باليمن ولا يزال مئات السودانيين يتابعون مأساة التصريحات غير الدقيقة والوعود غير الصادقة والتبريرات والفشل الكبير لجهاز المغتربين السودانيين في إنجاز هذه المهمة.
أحسنَّا الظن بهم واعتبرنا أن عملية الترحيل ستتم بعد أن قطع الرجل بوعد محدد بعبارة (خلال ساعات).. ظننا أن القضية ستنحصر فقط في ترتيبات ما بعد العودة ومعالجة أوضاع هؤلاء، ولكن لو كان هذا هو حال جهاز المغتربين وحال ما تسمى باللجنة الوزارية لغرفة عمليات طوارئ إجلاء السودانيين من اليمن، فإن مسلسل معاناة هؤلاء في السودان بعد إجلائهم من هناك سيكون أطول وأفجع.
نتمنى أولاً أن تكون عملية الإجلاء قد بدأت بالفعل يوم أمس أثناء أو بعد كتابة هذا المقال وأن تكون ترتيباتها من طائرات (كما يقول سوار) مكتملة – وطبعاً من حقناً أن لا نتعامل مع تصريحات رئيس جهاز المغتربين حاج ماجد سوار بذات الموثوقية التي كنا قد تعاملنا بها مع تصريحاته السابقة يوم الأربعاء لأنها كانت (كلام ساكت) ووعودا غير محققة..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.