زهير السراج

حتى آخر سودانى فى اليمن ..!!


* بينما تغرق اليمن فى مستنقع الحرب التى تزداد شراسة كل يوم وتتحول الى حرب أهلية طائفية بشعة تهدد بانفجار طائفى فى كل الإقليم، بل وفى المنطقة العربية الاسلامية بأكملها ــ لتحقيق أهداف الحلف الإمبريالى الصهيونى فى تشطير وتجزئة دول وشعوب المنطقة واهدار مواردهم وجهودهم ومستقبل أجيالهم فى نزاعات طائفية ليس لها نهاية، ينشط النظام السودانى الفاسد ليمارس إنتهازيته المعروفة بغرض تحقيق مصالحه الضيقة على حساب المصلحة العامة، بالإضافة الى تعريض أمن حوالى 2000 سودانى مقيم فى اليمن الى الخطر بتصريحات مسؤوليه اليومية المتكررة (بالزود عن بلاد الحرمين وقتال الفئةالباغية من الحوثيين ).. وذلك فى محاولة دنيئة ومكشوفة للمزايدة على المملكة العربية السعودية والحصول على رضائها وريالاتها التى ستذهب كالعادة الى جيوب الفاسدين !!

* تمكنت معظم الدول حتى الآن من اجلاء رعاياها أو الاتفاق على إجلائهم من اليمن، كالهند وباكستان والصين وتونس والأردن ..إلخ، بالتنسيق مع جهات الاختصاص الدولية واليمنية،وإلتزام سياسة متوازنة تجاه ما يجرى فى اليمن حتى لو كانت ضمن دول الحلف الذى يقاتل الحوثيين، كدولة باكستان مثلا !!

* أما حكومةالسودان .. فكان لا بد لها أن تنتهز الفرصة وتزايد على السعودية لتحقق أكبر قدر من المكاسب الشخصية، باطلاق التصريحات اليومية المثيرة التى تستفز الحوثيين، وتعرض أمن السودانيين المقيمين فى اليمن الى الخطر .. ثم تقف عاجزة حائرة بعد كل ذلك عن تقديم المساعدة الضرورية لهم وإجلائهم الى السودان أو الى بلد آمن بشكل مؤقت وتتركهم نهبا للموت والرعب والخوف !!

* وياللمهزلة .. فهى تبرر عجزها وخيبتها باغلاق الأجواء اليمنية أمام الطيران وكأنها قد إستفاقت فجأة بعد حوالى أسبوعين من بدء الحرب لتكتشف أن الأجواء اليمنية مغلقة ولا يمكن الوصول إليها (إلا بترتيبات خاصة)، أو أنها لا تدرك أن الطريق الأكثر سهولة لإجلاء المواطنين هو (البحر) الذى لجأت إليه معظم الدول التى أجلت رعاياها، بل هو الطريق الذى استخدمه عشرات الالاف من اليمنيين فى اللجوء الى دولتى جيبوتى والصومال هربا من الحرب .. بينما تقف الحكومة السودانية عاجزة عن رؤيته، فضلا عن استمرارها فى المزايدة بتصريحاتها العدوانية وكأنها تتعمد استفزاز الحوثيين ليعتدوا على السودانيين الأبرياء بينما تكسب هى العطف والعطايا السعودية !!

* بل ان هذه الحكومة العاجزة البائسة عجزت حتى عن اجلاء بعثتها الدبلوماسية، التى تزعم انهاموجودة فى مكان آمن ــ حسب تصريح الناطق الرسمى لوزارة الخارجية السودانية ــوانها ستضطر الى التدخل لإجلائها واتخاذ الاجراءات التى تؤّمن سلامتها، إذا استدعت الأوضاع ذلك !! تخيلوا .. مع كل ما يجرى فى اليمن فإن الأوضاع لا تستدعى التدخل حتى الآن لإجلاء البعثة السودانية فى نظر الحكومة السودانية .. !!

* ثم إنهالا تزال تزايد وتنافق وتتسول فى الجو العكر لتحظى بالعطية السعودية، وستظل تفعل ذلك حتى طلوع روح آخر سودانى فى اليمن، رغم أن الحلفاء الآخرين لا يتحدثون ولا يتصرفون إلا بميزان لحماية أرواح مواطنيهم وتحسبا لما يمكن أن تتمخض عنه الحرب !!