عالمية

مرض جلدي يؤدي إلى تآكل اللحم يفتك بعناصر داعش


في حين فتك عناصر داعش بمدينة الرقة الواقعة شمال وسط #سوريا منكلين بسكانها ومروعين من بقي في المدينة، وفارضين قوانينهم ونفذوها بحد السيف والذبح والإعدامات الميدانية، أصيب المئات منهم بمرض جلدي فتاك يؤدي إلى تآكل اللحم.

ويبدو أن هذا المرض الذي يطلق عليه تسمية داء الليشمانيات، بدأ ينتشر بسرعة ويتفاقم جراء عدم تمتع الأطباء المحليين بالخبرة الكافية للتعامل مع المرض، يضاف إلى ذلك رفض بعض الدواعش تلقي العلاج لأسباب عقائدية.

الخبر الذي تناقلته مطلع شهر أبريل العديد من الصحف البريطانية (منها الميرور والصن والإكسبرس) لينتشر بعدها بشكل أوسع، أشار إلى أن الوضع يتفاقم في الرقة بسبب التلوث وعدم مراعاة شروط النظافة الشخصية لدى مقاتلي داعش. وقد أفيد حتى الآن بإصابة المئات من الدواعش به.

أما عن تفاصيل المرض فتسببه #طفيليات، وينتقل عن طريق لدغة أنواع معينة من ذبابة الرمل، كما ينتشر في البلدان التي يعاني سكانها من الفقر وسوء التغذية والتصحر.

وتوجد أنواع مختلفة منه، وبوسعه التسبب في قرحات جلدية وحمى، وانخفاض في معدل كريات الدم الحمراء، وتضخم الطحال والكبد، ما يؤدي إلى الموت إذا لم يقدم العلاج المناسب له.
سر المرض الذي يفتك بلحم عناصر داعش:

سألت الدكتور عطية عبدالله، أستاذ الأمراض الجلدية بكلية الطب في جامعة الأزهر عن تفاصيل المرض، وقد أكد أن المرض ينتقل عن طريق لدغة ناموسة أو ذبابة الرمل التي تحمل العدوى ويُعرف باسم “كلازار” وتلتقط ذبابة الرمل هذا الطفيل عندما تلسع حيواناً قارضاً أو كلباً مصاباً بالعدوى.

وقال إن هناك أنواعاً مختلفة من داء الليشمانيا ويسبب النوع الأكثر شيوعاً قرحات جلدية قبيحة المظهر، ويسمى هذا النوع باسم الليشمانيا الجلدي، هناك نوع آخر يسمى “الليشمانيا الحشوي”، وهو يحمل هذا الاسم لأنه يصيب أعضاء الجسم الداخلية، كالطحال أو الكبد وهو أكثر خطورة من الليشمانيا الجلدي، لكنه مرض نادر، ويتم العلاج منه بعدة طرق مثل الحقن، بالإضافة إلى الأدوية الفموية أو الموضعية، أو المعالجات الموضعية.

وأضاف أن الليشمانيا الحشوي يسبب الإنهاك المزمن الناتج عن الحمى، وفقدان الوزن، وتورم الطحال، وتورم الكبد، وفقر الدم، وإذا لم تتم معالجته فمن الغالب أن يكون مميتاً وقاتلا، بينما الليشمانيا الجلدي ليس مميتا لكنه يسبب تورمات وعقد جلدية.

ولفت إلى أن القرحات الجلدية تبدأ بالظهور لدى الأشخاص المصابين بداء الليشمانيا الجلدي خلال بضعة أسابيع بعد التعرض للطفيل أو لسعة الذبابة أو الناموسة ويتغير شكل وحجم القرحات مع الوقت، وكثيراً ما تظهر قرحة ذات حدود دائرية مرتفعة ومركز منخفض داخل الدائرة، وبعض هذه القرحات قد تكون مؤلمة وتغطي بعضاً منها قشرة غامقة اللون، مشيراً إلى أن الأشخاص المصابين بداء الليشمانيا يتعرضون لتورم في العقد الليمفاوية، خاصة العقد القريبة من القرحات.

وقال إن الطفيل المسبِّب للعدوى وحيد الخلية وفترة الحضانة لداء الليشمانيا الكبيرة تكون أسبوعا على الأقل، وعادةً أقل من 4 شهور، أما الليشمانيا المدارية ففترة الحضانة أسبوع، ومن 2 إلى 8 أشهر مضيفا أن الطفيل الذي ينقل المرض فصلي أي ينتشر خلال مواسم معينة من السنة فمثلا تنتشر ذبابة الرمل البالغة من نوع الفاصدة السرجنبتية، في حلب بسوريا وتظهر أعراضها بشكل عام في الفترة بين مايو وأكتوبر، وتبلغ ذروتها في الفترة من يونيو إلى سبتمبر أما الفاصدة الباباتاسية فتكون حضاناتها الرئيسية في الفترة من سبتمبر إلى أكتوبر. وأشار إلى أن المستودع الرئيسي لليشمانيا هو القوارض، مثل فأر الرمل السمين من نوع مريوني، أما المستودع الرئيسي لليشمانيا المدارية فهو الإنسان، وأقل من 30% من الذين يصابون بالعدوى تظهر عليهم أعراض المرض، إلا أن التفاوت في النسب كبير، ومن يظهر عليه المرض يكتسب مناعة تدوم طيلة الحياة بعد الإصابة والشفاء من العدوى.

وأضاف أستاذ الأمراض الجلدية أن داء الليشمانيا الجلدي قد يشابه بعض الحالات الجلدية الأخرى مثل التهاب وتقيح الجلد، والصدفية، والقرحة الوريدية في الساقين، والثآليل، كما أن هناك أمراضا جلدية أخرى تشبه في منظرها داء الليشمانيا الجلدي مثل الساركوئيد وسرطان الجلد.

العربية.نت