داليا الياس

كائن مختلف


مزيج عجيب بين سمو الملائكة ودرك الإنسانية المعتاد.. جاذبية طاغية تحلق بك في السماوات العوالي، ثم تغوص بك في طين الجروف المضمخ برائحة الدعاش.. مخلوق استثنائي وارف الحنين ومتطرف الكبرياء.. يتطاول كالنخيل.. ويتقاصر كالأطفال.. يجمع بين كل الأضداد في قالب مبتكر من الكاريزما والقبول.. يحترمه الرجال حد الإنبهار.. ويبلغ عشق النساء له درجة الهيام.. ويتراكض الصغار حالما لمحوا طيفه من بعيد بحثاً عن الحنو والحلوى!!

حالما اعتدل مزاجه كان نهراًرقراقاً.. وحين يتكدر فهو بحر هادر الأمواج.. ليست لديه منطقة رمادية.. هو إما أبيض ناصع أو أسود حالك!

لا يعرف الحلول الوسطى.. ولا المناطق الوسطية.. ولا يمتطي صهوة المركبات ذات الخطوط الدائرية!

طريقه معي كان دائماً باتجاه واحد! لا مجال فيه للعودة أو النكوص! قالها لي يوماً بحدة حاسمة: “إما أن تمضي معي قدماً أو تتوقفي هنا الآن”!!

لماذا لم يمنحني خيار الرجوع أو التراجع؟! ألهذا الحد كان معتداًبنفسة، مدركاً لمدى تأثيره وتأثري به؟

هل كان يعلم أنني لن أقوى يوماً على نسيانه أو إفساح مكانه في تفاصيلي لآخر بعده؟! ولماذا أظل أسير على ذات (التراك) الذي اختاره لي؟ لماذا لا أنحرف أو أستخدم (اليو تيرن) على الطريق؟!

ألست أعلم أن أمامي منعطف من الحنين وثمة مزالق من التداعي والذكريات؟!

لماذا أظل أتبع ظل كائن مختلف لا يستطيع أن يحب سوى نفسه!! لا يملك المرونة العاطفية التي تمنحه القدرة على التسامح والصبر واحتمال امرأة مثلي لا تريد الطفلة التي بداخلها أن تكبر على الإطلاق!

فيا أيها الكائن المختلف الذي لا يمكنني أن أحبسه في لقب رجل.. سألتك بالذي سواك وقدر اختلافك.. فك عني قيودك.. واسمح لي أن أختلف معك بكامل التحضر.

ليس لديك الحق المطلق في جرِّي خلفك كما تعتقد.. فأنا لا أستطيع الاستمرار في ركضي على مضمار اختلافك وتميزك.. لقد بدأت ألهث من محاولاتي المستميتة للحاق بك.. فكف عني ساديتك.. واذهب باختلافك حيث شئت، فأنا أحتاج رجلاًغير مختلف يتقن فن المحبة ويتفق معي على بنود الأشواق!

تلويح:

بقدر اختلافك جاء حبي لك.. فليدم اختلافك واختلافه.