صلاح الدين عووضة

الثِقَل !!


*عجزت عن الكتابة – لزاويتنا هذه – البارحة..
*فالقلم قد يُصاب بـ(العي) حين يكون الجو من حوله مفعماً بكل ما هو (ثقيل!)..
*ويتعذر عليه -تبعاً لذلك – أن يكتب دون أن يطرأ على (فعله) المضارع ما يستبدل حرفه الأخير بـ(الميم) ..
*وكل الذي فكر أن يكتب فيه وجده (غير ممكن) ..
*وعدم الامكان هنا مرجعه لانشغال المحل بـ(حركة) المناسبة. .
*أو ربما منع من ظهور ما يفكر فيه (التعذّر)..
*وجلست أبحلق في الـ(لا شيء!)..
*وأثناء بحلقتي هذه ابصرت في ما يبصر )الصاحي كالنعسان( جعفر نميري وهو (يهز ويرز) قافزاً من على ظهر عربة مكشوفة..
*وأبصرته وهو يخطب في حشد (محشود!) مستهلاً بعبارته الشهيرة (مواطني الثوار الأحرار)..
*ثم أبصرت المواطنين هؤلاء وهم (أحرار!) بعد أن لم يعد نميري (حراً)..
* وأبصرت أيضاً سلاطين باشا وهو يتسلل هارباً من الخليفة في جنح الظلام..
* و أم درمان – وقتذاك – غشيتها (كتاحة) لها (شواظ)..
*و كأنما هي هدية شيطانية لـ (شويطين) لتعمي أبصار الجواسيس والملازمين والعسس ..
*ولقب ( شويطين ) هذا هو الذي كان يطلقه خليفة المهدي على سلاطين ..
* ثم أبصرت ردولف سلاطين وهو يعود إلى أم درمان ذاتها مرة أخرى.. *ويستقبله بالأحضان بعض من كانوا يصفعونه على قفاه وهم يزمجرون بمشابه من المفردات لكلمة (علج) ..
*وابصرت (عاصفة) شكسبير – التي (كتاحة) سلاطين قياساً إليها مجرد هفهفات نسمة ليلية – وهي تعوي وتزأر في عرض البحر..
*وما ذاك إلا بفعل سحر بروسبيرو (المظلوم) لتجلب إليه اعداءه (لحد عنده!)..
*أي لحد جزيرته النائية بعد إغراقها سفينتهم..
*وأبصرت بروسبيروهذا وهو يعود بعد ذلك الى دوقيته المنتزعة بميلانو ومعه ابنته ميراندا..
*وأبصرت خلال بحلقتي هذه زميلنا محمد صالح وهو يحاج أستاذ (العربي) في قصيدة لعبد الله الطيب..
* وأبصرت بعد ذلك رسالة أتتني عبر استقبال الصحيفة كُتب فيها (زميلك محمد صالح تعيش انت)..
*وأبصرت أستاذ العربي هذا نفسه وهو يشرح لنا أثناء حصة النحو الإعراب التقديري الذي يصاحب الاسم (المقصور) أو(المنقوص) أو المضارع (المختل)..
*ويصعب – من ثم – ظهور الحركة بسبب التعذر، أو الثقل، أو انشغال المحل بحركة المناسبة ..
* ثم أبصرت ما خطه قلمي وأنا بين حالة اليقظة والاحلام هذه لأجد (قصوراً) و (نقصاً) و (اختلالاً) ..
*فقد منع من ظهور ما نود أن نقوله اليوم (التعذُّر!) ..
*أو ربما هو ( الثقل !!!).