الطاهر ساتي

مفوضية فتح الذرائع ..!!


:: ومن نكات نجم الكوميديا محمد موسى، يُحكى أن ناخباً قصد مركز الإقتراع لينتخب والياً رمزه الإنتخابي ( الشجرة).. ولكنه إرتبك في المركز وأخطأ الإختيار بوضع العلامة أمام رمز آخر غير الشجرة، ورجع إلى منزله، ثم تذكر الخطأ ورجع إلى مركز الإقتراع ليصحح الخطأ.. وهناك، عندما وجده في صف المنتظرين، سأله مسؤول المفوضية : ( يا زول مالك جيتنا راجع؟)، فأجابه متوسلاً : ( ياخ أنا بدل إختار الشجرة إخترت العربية بالغلط، وعايز أصلح غلطتي)، فرد عليه المسؤول بالمفوضية موبخاً : ( لا ما بتحتاج تصوت تاني، وغلطتك ديك صلحناها ليك، بس ما تغلط تاني).. !!

:: وإن كانت تلك محض طُرفة، إلا أن سياسة مفوضية الإنتخابات تقربها إلى الواقع .. إنها تنتهج سياسة غريبة ومريبة، ولا تسد الذرائع، بل تفتحها على مصرعييها..وعلى سبيل المثال، مساء الإثنين الفائت، ببرنامج حتى تكتمل الصورة بالنيل الأزرق، عندما سأل الأخ الطاهر حسن التوم، البروف مختار الأصم،رئيس مفوضية الإنتخابات : ( هل يتم فرز أصوات الناخبين يومياً ومباشرة بعد نهاية ساعات الإقتراع؟)، أجاب الأصم بالنص : (لا، الفرز ح يتم بعد ثلاثة أيام).. ثم إسترسل قائلاً : ( الرئيس البشير كان قد إقترح أن يتم الفرز يومياً وبعد ساعات الإقتراع مباشرة، ولكن رفضنا الإقتراح وإعتمدنا الفرز بعد نهاية اليوم الثالث من الإقترع).. !!

:: وعليه، فالمفوضية – وليس المؤتمر الوطني – هي التي تفتح أبواب الذرائع و ثغور الشبهات ومداخل التلاعب في النتائج بمثل هذا الرفض غير المُبرر.. كان على مفوضية الإنتخابات أن تقبل إقتراح الرئيس البشير، علماً بأن الرئيس البشير لم يقدم إقتراح الفرز اليومي للمفوضية إلا لتطمئن قلوب المرشحين على سلامة ونزاهة العلمية الإنتخابية..هذا، ثم ليس بمقدور أي حزب أو مرشح مستقل أن يحرس صناديق الإقتراع ثلاثة أيام بلياليها، وهذا أمر مُرهق للغاية.. وقد يكون للمؤتمر الوطني – بُحكم الخبرة وتوفر الكادر المدرب والمال – المقدرة على حراسة الصناديق والمراكز ثلاثة أشهر، وليس ثلاثة أيام فقط..ولكن كيف ياستطاعة مبارك عباس وصلاح الحاردلو- على سبيل مثال للمرشحين المستقلين- أن يتحملوا أعباء حراسة الصناديق ..( ثلاث ليال) ..؟؟

:: وبالمناسبة، المفوضية تعلم أن هناك مراكز إقتراع ذات كثافة سكانية عالية وذات رقعة جغرافية شاسعة لم تصلها الكهرباء.. وإن لم تكن هي ذاتها – مراكز الإقتراع – مظلمة، فأن الأرياف التي هي فيها المراكز غارقة في الظلام إلا من محض مولدات و (لمبات ورتاين)..ولذلك، تحسباً للظلام و أشباح الظلام، كان يجب التصويت وفرز الأصوات في كل المراكز ( و العين تشوف العين)، أي نهاراً و يومياً، كما إقترح الرئيس البشير ربما تحسباً ومنعاً لنهج ( صلحناها ليك، ماتغلط تاني)..على كل حال، فلتكن المفوضية مفوضية لسد الذرائع وليس لفتحها، ليس هناك ما يمنع التحسب لهذه الثغرة وسدها ليطمئن المرشحين على أن الإقتراع والفرز تما في ( الهواء الطلق). يجب تدارك هذا الخطأ وسد ( ثغرة الحراسة)، وذلك بالرجوع إلى إقتراح الرئيس البشير وقبوله بإصدار توجيه للكوادر ب ( الفرز اليومي)، وقبل مغيب الشمس .. !!