فدوى موسى

جواك حاسد كبير!


حالة من الحنق والضيق تكتنف مسارك اليومي لا عليك.. قول «يا لطيف» وواصل المسير.. المواصلات صعبة ومافي أي أمل في انفراج قريب.. أبلعها وقول «يا ساتر» الناس ما لاقيه تتحرك على كرعيها.. الإيجار قاسي وما قادر تدفعه في وقته قول «يا حي» بتتدبر معاك، سيد البيت بعذرك ويقدر ظرفك.. مريض ومالاقي تتعالج أفرجها وقول «يا شافي» ناس التكافل وأهل الخير بعينوك.. زهجان وما قادر تلم أطراف أخلاقك قول «يا حليم» واتصبر بتقدر تتحمل.. ممكون ديون وما عارف كيف تدفعها قول «يا فراج» بتحل عليك… مجبور على الجهجهة ومجاراة السفهاء أصبر بتفكفك منهم.. موجوع في مشاعرك وأحاسيسك ومظلوم قول «يا مثبت القلوب».. مجروح وجرحك غائر قول يا «ودود».. كملها كلها وزيد عليها.. انده عليه بأسمائه التسع والتسعين وصفاته اللامحدودة.. بس أوع «الحسد» ما تربي جواك هذا الكائن الغريب الذي يحيل أشياءك سواداً داكناً ويعتم النور من أمام عينيك.. أتركه في ركن بعيداً واستبشر خيراً لعل «بكرة يكون أحلى».. لتواصل من جديد مسلسل الأمل الطويل.. لا تمله لعل بعد العسر يسرا.. لا تركن إلى المظلم من الحياة بالتأكيد هناك «كوة نور» أو ضوء في النفق.. لا تعرف أين هو في وسطه أو آخره.. فقط اعقلها وتوكل وقول (يا الله)، لعل وعسى تصادف دعواك إجابة ويلقى احتمالك جزاء جميلاً.. وتعرف طريقك للفرج في هذا الكون الشاسع الواسع الممتد الأطراف ما تقول كلمة تشاؤم ولا أحيَّ.

شارع الله أكبر

الفوضى تلف المكان والأصوات تتعالى هنا وهناك طلباً ورداً.. التراكم يفرض نوعاً من السطوة ارتالاً من البضائع والنفايات والأطعمة.. أناس رائحون وآخرون غادون.. المجلس يضج بالأشياء والتفاصيل الجميلة والمقيتة في وسط تلك الفوضى يتبضع البعض ويرسمون خطوط الموضة في البلاد، لا تفرق بين المعقول واللا معقول.. تصطف في تجاور عجيب بضائع للغذاء والأخرى لأغراض منافية.. يتوازى خط المواصلات مع خطوط الجوالة البائعين، والذين كثيراً ما يفكون طلسم التجاوز والتوازي إلى تقاطع في الشوارع والدروب، وكله يمارس اسقاطه وبعضاً من حنقه وسخطه على الكون، وما وجد به من خلائق وجمادات.. هكذا هي الشوارع في قلب البلاد في نبض سوقها الفاتح على شارع الله أكبر، البيوتات الحزينة، أما لحسسها الزائد بالمرارة المتراكمة أو بعض من عجز ممكون في جوف البطون الغائرة بالزحام والوجع والفوضى.. فوضى الداخل تلازمها فوضى الخارج الخلاقة، كأنما ذات الشوارع هي على الأرض والنفس والروح والعصب.. لكم الله جميعاً إن كنتم تسكنون مودة في خدور بيوتكم أو تخرجون للشوارع الضاجة..

آخرالكلام:-ما بين ما يمور جواك وتراه أمامك خليط من فوضى، وجد، وهزل، لا يمكن إلا أن تصنفه سخرية من سخريات القدر العابث العابس.. أو فوضى حواسك المتعبة المجهدة المنهكة.. ويبقى أن تكون مسالماً منفتحاً على الأمل.. طيب الداخل مانعاً للشيطان.. التفاصيل أن يغشاك أو يحاضر جواك..

مع محبتي للجميع