صلاح الدين عووضة

فإني أضحك !!


*استشارة عاجلة أطلبها من الاختصاصي النفساني علي بلدو..
*ولحسن الحظ أننا نتشرف بمزاملته لنا في (الصيحة) من خلال عمود ظريف..
*فأنا يا دكتور أدخل في نوبة ضحك قوية كلما قرأت إعلاناً عنوانه (انتخبوا مرشحكم الفلاني)..
*أما إن شاهدته مصوراً – عبر الشاشة – فإن النوبة تتفاقم وتضحى (هيستيرية)..
*علماً – يا دكتور – أن (المرض!) هذا لم أكن أعاني منه في (الماضي)..
*أي أيام الحملات الانتخابية التي أعقبت انتفاضة أبريل..
*وأقول هذا كيلا تظن أنني مصاب بشيء من مرض (كورو)..
*ومرض (كورو) كما تعلم يا دكتور – ولا أتفلسف عليك – اشتهرت به قبيلة في غينيا..
*فالمريض من القبيلة هذه تنتابه نوبة ضحك مفاجئ لا تنتهي إلا بنهاية حياته..
*إنه تجسيد عملي لمقولة (مات من الضحك)..
*واكتشف الطبيب الأمريكي كارلتون أن المرض ينتقل عبر أكل جثث (الضاحكين)..
*ومنذ العام (76) لم يعد فرد من قبيلة (كورو) يضحك بلا سبب..
*ونال الطبيب جائزة نوبل جراء تخليصه القبيلة المذكورة من (الموت ضحكاً)..
*ولكن ضحكي الآن بـ(سبب) – يا دكتور – مما يعني أنه سيزول بزوال مسبباته..
*ولكني أخشى أن (تتقطع مصاريني) إلى ذلكم الحين ..
*أي إلى حين أن تنتهي الانتخابات ويفوز (المعروفون!!)..
*وأيضاً أضحك ضحكاً (عويراً) فور سماعي الإعلان ذاك عن الحزب الاتحادي (الأصل)..
*فهل حصل أن سمعت الإعلان المعني ولم تضحك يا دكتور؟!..
*فإن لم تفعل ، فهذا ما أريده لنفسي بفضل استشارتك المرتجاة..
*أما إن فعلت ، فاضرب ضحكك هذا في (10) لتأخذ فكرة عن حالتي (المرضية)..
*وأكثر ما يُضحكني في الإعلان ليس إيقاع (الراب) الذي يدل على استلاب هو نقيض (الأصل!)..
*ولا خاتمته العجيبة التي نُسأل فيها إن كنا (فهمنا الرسالة!!)..
*وإنما الذي يجعلني (أفطفط) من الضحك – يا دكتور- الكيفية التي تُنطق بها كلمة (الأصل) هذه..
*والمراد بها – حسب فهمي – محاكاة الشريف حسين الهندي..
*ولك أن تتخيل (حالة) الشريف في قبره – إن قُدر له سماع الإعلان – من واقع (حالة!) الحزب الآن..
*وأضف إلى المضحكات هذه الفواصل (الكوميدية) التي يؤديها الحسن الميرغني في الآونة الأخيرة..
*ولا تكن وصفتك الطبية لي أن أسد (هذه بطينة والأخرى بعجينة)..
*فكيف استمع لمدير التحرير – إذاً – وهو يطلب مني (إنقاذه) بعمود بديل؟!..
*وها هو الآن مرشح يُبشر الناس بـ(إنقاذ البلاد!!)..
*(أنقذني) يا دكتور !!!