ثقافة وفنون

“السكر حبيبا” الفنانة شادن.. جامعة التراث وسفيرة الأغنية الكردفانية


شادن محمد حسين فنانة صاحبة صوت غارق في الروعة والجمال يتسلل إلى القلوب بلا استئذان ليفرض نفسه على كل عاشق للفن الأصيل الجميل، تفردت بلونية خاصة تتعلق بالغناء الكردفاني ذي الطابع التراثي الرائع، حيث برعت شادن في غناء المردوم ومضت شامخة تقدم الروائع وتجلى الإبداع في الكثير من الأعمال التي قدمتها.

أغنيات تلامس شغاف القلوب ربما جعلت الكثيرين ينشدون المسار في مراحيل كردفان لينهلوا من هديلها الشفيف محملين بالدعاش والهمبريب ليستمعوا إلى لحن كردفاني المزاج، بعد مسيرة حافلة بعروس الرمال حطت شادن رحالها بالخرطوم قادمة من الأبيض ملتحفة رمالها ومدثرة بهشابها ومطرزة بتبلديها شموخاً وكبرياءً.

مسيرة حافلة

بدأت شادن مسيرتها التعليمية بكردفان، حيث درست الأساس والثانوي بالأبيض وتخرجت في جامعة أم درمان الأهلية كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية قسم البنوك والتأمين. وعن علاقتها بالفن تقول شادن لـ (اليوم التالي): أنا من أسرة فنية وأنتمي إلى البقارة، وبالتالي فالنغم موجود في حياتنا وجميع خالاتي وعماتي كنَّ حكامات. وتضيف: “عملت على تقديم مشروع فني مختلف، ولم أتأثر بأي فنان من الجيل الحالي”. وكشفت شادن عن استفادتها من البيئة المحيطة بها، حيث عملت على إعادة إنتاج أغنيات التراث بصورة مختلفة. وأشارت “لدي مشروع تراثي أساسه التراث من حيث الإيقاع والنغم، وهو موروث أجدادي، وأنا حريصة على أن يكون المشروع ذا ملامح فكرية مرتبة مع التقويم للمفردة واللحن حتى يصل للعالم كنهج مختلف”. وأردفت: “أنا مهووسة بفكرة الإيقاعات لإحساسي بالإيقاع من خلال الكلام، وهذه هبة وليست دراسة”. وتشير: “أنا باحثة في مجال إيقاعات الأبالة والسبارة والغنامة”.

مواد مختلفة

تقول شادن: “من حسن حظي أن هنالك أساتذه راهنوا على، وهذا ليس بالشيء الغريب، لأن الفكرة ليست في شادن كمؤدية بقدر ما أن الفكرة في الموضوع الذي أقدمه”. وتضيف: “قدمت إرثاً لثقافات مختلفة، ومن باب أولى أن أحس بالفخر من واقع تميزي في هذه الناحية”. وقالت شادن: “هناك شركة أمريكية استمعت لأعمالي، وعملت على أن تتبنى مشروعي كاملاً، ومن المغريات التي جعلت هؤلاء يهتمون بالعمل أن اللونية الخاصة بأعمالي من لحن وغناء وإيقاع وإكسسوار هي ما دفعتهم لتلك الخطوة، وبصراحة كنت أتمنى أن تقوم شركة سودانية بتبني هذا العمل”.

أغنيات وشعراء

قدمت الفنانة شادن عدداً كبيراً من الأغنيات الرائعة، التي نالت الاستحسان على المستويين المحلي والعالمي، ومن بين تلك الأعمال (السكر حبيبا)، (عمتي)، (البل)، (يوم بكرة) وغيرها من الدرر. ومن أبرز الشعراء الذين تعاملت معهم شادن، المليح يحيى يعقوب، وهو من الحوازمة في مدينة الدلنج والدكتور يحيى حماد من المسيرية، وهو باحث فى التراث وهنالك أعمال جديدة مع الصادق أبوعشرة في دولة الإمارات وجاجا حامد جاجا، وهنالك الدكتور يوسف القديل الجبوري بالأبيض، وعن مسيرتها الفنية تقول: هناك من وقف معي في مشواري ودعمني وحبب إليَّ الفن، وقدمني للجمهور، وحذرني من الغرور، وحملني مسؤولية ثقافة قطاع كبير من السودان من بينهم أمي الحبيبة وشقيقتي سارة. وأشارت إلى أن الأستاذين بابكر صديق ونسرين النمر وفرقتها الموسيقية كان لهم الدور الكبير في إنجاح مشروعها الفني. وعن سر اختيار تلك اللونية المختلفة ترى شادن أن هذه الجزئية تكونت لديها منذ الصغر، حيث ظلت تردد أغنيات التراث، ونشأت في بيئية مختلفة، لذلك ترى أنها عملت على طرح أعمال تنافس باسم السودان، وليس أغنيات الوسط التي تتغنى بها الكافة. وأردفت: عملت على أن أكون إضافة للمستمع السوداني الذواق وليس خصماً على أذواقه ورغبته في الجديد من الغناء.

مشاركات خارجية

تميز شادن محلياً وإقناعها للمستمع لم يكن أدنى طموحها بل تعدى ذلك إلى أن أوصلت رسالتها الفنية إلى خارج الحدود، حيث شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات في دول الكاميرون وتشاد والإمارات. وحول نتائج المشاركات الخارجية، قالت شادن إن أكثر الدول التي تفاعلت مع أعمالها ووجدت رواجاً كبيرا وجماهرية طاغية هي دول الإمارات العربية المتحدة، باعتبار أن هناك تشابهاً في التراث بين البلدين، خاصة أعمال مهرجان عوافي السنوي.

الشيخ محمد: صوت مختلف

وعن تقييم تجربة الفنانة شادن، يرى الناقد الفني الشيخ محمد أحمد تميم الدار أن نجمة كردفان الأولى كما وصفها مميزة جدا في منظومة الغناء المتكامل من عزف وإيقاع وحركة ولحن، وهذه الوصفات نادراً ما تتوافر في فنانة. ويضيف الشيخ أن شادن اختطت طريق مختلف ولونية مميزة جعلتها تحتل مكانة مرموقة في خارطة الغناء السوداني.

الموصلي: وُلدتْ نجمة

من جانبه، قال الفنان الكبير والناقد يوسف الموصلي إن شادن تتمتع بإمكانيات فنية مهولة، مبينا أن اللحن غير متشابه في أغنياتها، مؤكداً أن فنانة كرفان وُلدتْ نجمة. ويضيف: على شادن أن تقدم كل مكنون إبداعها للجمهور، وتجتهد أكثر في تقديم المميز من الأعمال الكردفانية.

اليوم التالي


‫3 تعليقات

  1. كان لقيتي ليك راجل إتلميتي عليه “حضن دافئ” أفضل ليك مليون مرة من البتسوي فيه ده …. واللا شنو ياجماعة؟