منوعات

غضب في الأزهر وضغوط لوقف برنامج تلفزيوني يطالب بحرق كتب البخاري ومسلم وبن تيمية


تصاعدت الضغوط على هيئة الاستثمار الحكومية المشرفة على القنوات الفضائية في مصر لوقف برنامج مثير للجدل يشكك في صحة التراث الإسلامي. وقال مصدر في شركة «نايلسات» انه لا يوجد اتجاه إلى اغلاق القناة، لكن اعادة النظر في محتوى البرنامج او وقفه.
وكانت مشيخة الأزهر التي تشعر بغضب واسع من البرنامج تقدمت، في تحرك غير مسبوق، ببلاغ للنائب العام ضد الإعلامي إسلام البحيري، بتهمة «التشكيك في ثوابت الدين»، وتمت إحالة البلاغ لنيابة جنوب الجيزة، وتأتي تلك الخطوة بعد مخاطبة المنطقة الحرة بهيئة الاستثمار للمطالبة بوقف برنامجه الذي يقدمه عبر قناة «القاهرة والناس».
وأوضح الأزهر الشريف في بيان له، أن التقدم بالشكوى يأتي في إطار قيام الأزهر بالحفاظ على الدين الإسلامي من التشكيك والتشويه، وعدم السماح بأن ينال أحدهم من صورة الإسلام أو أن يعبث بعقول الشباب. وأشار إلى أن المركز الإعلامي للأزهر الشريف تابع ببالغ الاهتمام الهجمات الشرسة والمضللة التي يتبناها بعض الإعلاميين ضد ثوابت الدين والتراث الإسلامي وفقهاء الأمة، كما تلقى المركز شكاوى عديدة من كثيرٍ من المواطنين حول ما دأب عليه بعض الإعلاميين من الهجوم الدائم على ثوابت الدين الإسلامي، وخصوصا ما يقدمه إسلام البحيري عبر برنامجه «مع إسلام».
وأكد البيان أن الأزهر الشريف هو المرجع الوحيد في الشؤون الإسلامية وفقا للدستور، وهو الهيئة العلمية الإسلامية التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته للناس كافة، وتحمل أمانة توصيل الرسالة الإسلامية إلى كل شعوب المعمورة، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام السمحة.
وقد أثار إسلام البحيري، العديد من الفتاوى خلال الفترة الأخيرة طالب بعضها بإهدار دمه بعد ان دعا في برنامجه إلى حرق بعض كتب التراث الإسلامية مثل البخاري ومسلم، والشافعي، قائلاً: «أزعم يقينا أن هذا ليس الإسلام الحقيقي»، وتابع «احرقوا هذه الكتب ولو مش هتحرقوها فيزيائيا شيلوها من دماغكم إحنا هننتقد البخاري ومسلم حديث حديث، دول حطونا في البير ومتتكلمش أحنا كهنة الدين.. شيلوهم من حياتكم.. ولا تقيموا لهم وزنا».
وهاجم بحيري، ابن تيمية بسبب حكم الردة وإقرار الرسول عليه الصلاة والسلام بجواز القتل، قائلا: «ابن تيمية رجل مجنون ومختل ولا يدرك شيئًا»، وتساءل خلال برنامجه في إحدى الحلقات: «أين الدليل على أن الرسول أباح القتل في حالة عدم معافاته في القرآن والسنة؟»، مضيفًا «أن الأجيال القادمة ستتأثر بتفسير الأئمة مثل ابن تيمية وغيره من العلماء والأئمة الذين لا يفقهون شيئًا عن التفسير».
وقال الشيخ محمد عبد الله نصر، الداعية الإسلامي، لـ «القدس العربي»، « إسلام البحيري صاحب قضية عادلة، ولكنه لا يجيد عرضها ولديه مشاكل كبيرة في الاسلوب وطريقة العرض وعدم اختياره للألفاظ، والنقد ليس معناه السباب والشتم، فعلى من يدعو إلى خطاب ديني جديد وفكر تنويري ان ينتقي الالفاظ الذي تعبر عن الاخلاق والقيم التي يدعو اليها، كما عليه الابتعاد عن الانفعال والعصبية الزائدة التي يظهر بها، كما أن البحيري اخطأ حينما طالب بحرق كتب الائمة لأن حرق الكتب لن ينفيها عن الوجود وهي موجودة في كل مكان وعلى الانترنت، فكيف يمكننا حرقها؟ «.
وأضاف « إن اهانة الصادقين الذين كتبوا هذه الكتب حتى لو ارتكبوا اخطاء كبيرة وجرائم شيئا غير صحيح، ولكن عليه ان يوضح تلك الأخطاء والكوارث ولكن تحت ميزان البحث العلمي دون سب وشتم وانفعال وغضب بالإضافة إلى البعد عن الاستعلاء واحتكار الفهم والعلم دون بقية الآخرين وعليه أن يعلم أن وجهة النظر قابلة للصواب والخطأ ويجب أن يعرضها بإستفاضة».
وأكد «أن الأزهر الآن في شدة غضبه، لأنهم كانوا يتوقعون قيام الدكتورعبد الله رشدي بالانتصار على إسلام البحيري، وللأسف فإن المؤسسة الأزهرية لا تدافع عن الدين وكأنها تلعب كرة القدم ومن سيفوز، كما أن المؤسسة الأزهرية اصبحت ضحلة لا تنتج مبدعين او مفكرين وأخرجت مستوى مثل الدكتور عبدالله رشدي ولو كان الأزهر يمتلك افضل منه لكان أرسله للمناظرة وهذا هو جيل الأزهر القادم».
وقال «ان البلاغ المقدم من الأزهر ضد إسلام لا يليق بمؤسسة دينية كبرى مثل الأزهر الشريف، لان الفكر يواجه بالفكر والحجة بالحجة، وما هي اسطورة ثوابت الدين التي يتحدث عنها الأزهر؟، فإذا كان نكاح الصغيرة ورضاع الكبير هما من وجهة نظرهم ثوابت الدين فهذه تعد كارثة، وهم بذلك لا يعلمون معنى الدين».
ورد الشيخ محمد حسان على تصريحات إسلام بحيري حول البخاري ومسلم والذي طالب فيها بحرق كتب الأئمة البخاري ومسلم والشافعي، قائلا «لم يفلح على مر التاريخ من حارب الله ورسوله».
وعلى الجانب الآخر، سادت حالة من السخط في أوساط العاملين في قطاعات الأزهر المختلفة، بسبب ضعف الباحث عبد الله رشدي، وعدم تمكنه من مجاراة إسلام بحيري أثناء المناظرة التي عقدت بينهما في برنامج الإعلامي»اسامة كمال» على فضائية القاهرة والناس. وعبر العاملون بالأزهر الشريف عن غضبهم، جراء الدفع بالباحث عبد الله رشدي، الذين أكدوا عدم امتلاكه أدوات التحليل الجيدة، وفشله في التصدي فيما ادعاه إسلام البحيري، حول الموضوعات الدينية التي أثيرت خلال المناظرة، أهمها «إجماع الأئمة على زواج الحائض»، الذي وصفه البحيري بالعفن.
وأكد العاملون أن الحلقة التي أذيعت ستؤدي إلى تصديق الكثير من العامة لكلام البحيري بسبب ضعف ممثل الأزهر، وعدم امتلاكه الحجة القوية للرد، مشيرين إلى أنه كان يجب على قيادات المشيخة الدفع بالدكتور أسامة الأزهري، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالزقازيق.
وقال عبدالله رشدي، ممثل الأزهر الشريف الباحث في شؤون الأديان والمذاهب، في مناظرة إسلام البحيري، «إن الإعلامي إسلام بحيري لم يتجرأ حتى الآن ليقول ما قاله من قبل في حلقات برنامجه الذي يذاع على شاشة القاهرة والناس»، ورد بحيري «الشيطان لو قام بشرح القرآن الكريم لما قام بشرحه كما فعل أبوبكر الرازي»، مضيفًا أن «عبدالله رشدي سيىء المظهر والتعبير»، الأمر الذي اضطر الإعلامي أسامة كمال للتهديد بإنهاء الحلقة.
واضاف عبد الله رشدي في مناظرته مع إسلام بحيري «الآن يأتينا الأستاذ إسلام بعد 14 قرنًا من الزمان ليسمي حكمًا ورد في القرآن الكريم بأنه كلام عبيط، ثم يقول لعنة الله على الخلافة كلها ويكابر.. كيف يمكن لمسلم أن يقبل هذا الكلام؟!».
والجدير بالذكر ان إسلام بحيري قد ظهر على الساحة الإعلامية، وأصبح مثيرا للجدل منذ المناظرة التي دارت بينه وبين الدكتور محمود شعبان المعروف إعلاميًا بشيخ «هاتولي راجل»، حين دارت بينهما مناظرة على الهواء، وانتهى الحوار بينهما بخلع شعبان حذاءه، وأراد ضرب بحيري به.
ويتبنى البحيري في برنامجه أفكارًا يعتبرها البعض تنويرية، بينما يعتبرها آخرون أفكارا هدامة خرج فيها عن صميم الدين، و اعتبره الأزهر يشكك في ثوابت الدين ويتحدث عن الذات الآلهية بما لا يليق، فهو يطرح مسائل خلافية قد اختلفت حولها آراء الفقهاء منذ زمن بعيد مثل نكاح الصغيرة وسن الزواج، وسب البخاري واتهمه بالكذب ووصف شيخ الإسلام ابن تيمية بالسفاح، وقال عن الأئمة الأربعة «النصابين الأربعة».

القدس العربي


‫2 تعليقات

  1. سبحان الله في بلد الازهر لا يجد مثل هذا الرجل من يوقفه عند حده ولو كان في اي بلد اخر لحكم عليه بالرده رجل يتحدث عن الذات الالهية بما لايليق فبم يحكم عليه وبصف الائمة الاربعة بالنصابين الاربعة فو الله الذي لا اله الا هو ليس له حكم الردة بأي حال من الاحوال نسأل الله السلامة والعافية .

  2. ثم ماذا يا السيسي .. هل هذا هو الدين الذي قلت علينا ان نعيد دراسته .. وتفسيره ..
    اولا لابد من يناظر او ينتقد في الدين ان يكون قد قرأ الدين ودرسه زمانا طويلا ليصل الى الحقيقة .. وليدرس دون ان يكون منهجه اي دراسة قام بها من ينتقدهم ..