مقالات متنوعة

حزب الميرغني .. خالد حسن كسلا


إذا افترضنا أن القيادات في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة محمد عثمان الميرغني الذين تعرضوا لإساءة نجل الميرغني المسؤول من التنظيم بالطريقة التي أصدر بها قراراً بفصلهم وهم سبعة عشر قيادياً من صفوة القيادات الاتحادية في كل تيارات الحزب المتصلة وغير المتصلة تنظيمياً، وعلى رأسهم المحامي الدكتور علي أحمد السيد السياسي المحنك إذا افترضنا أنهم راحوا جميعهم ومعهم أعضاء الحزب المؤيدين لمواقفهم التنظيمية إلى بيت الزعيم العظيم إسماعيل الأزهري قاصدين عودة «التنظيم» من براثن الطائفية إلى رحاب إرث حزب الحركة الوطنية الأول بقيادة «الأشقاء» المعروفين في حزب الأشقاء، ترى ماذا سيضر حزب الحركة الوطنية الأول؟!.
إن المحكمة الدستورية قد حكمت لصالح علي السيد، فقد كسب القضية وهو المحامي القديم الذي كان يمكن أن يكون أحد أعضاء المحكمة.
إن الكراهية السياسية داخل «الاتحادي الأصل» هي التي ستفككه تماماً لصالح الحزبين الكبيرين الآخرين حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر الوطني. وبعد أن كسبت القيادات المفصولة «تعسفياً» بواسطة نجل الميرغني لأنه نجله الرد على شكواه ضدهم سارع بعض المحسوبين على خط أسرة الميرغني في الحزب وهو ميرغني حسن مساعد بالتعليق على خسارة نجل الميرغني وقال: «إن علي السيد لا علاقة له بالحزب ولن يستطيع مباشرة أعماله بهيئات الحزب المختلفة إلا بتفويض من الحزب أو المرجعية الحقيقية للحزب والمركز وهو السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب».. انتهى.
إذن بات الحزب يحمل بذور فناءه بقوة في أحشائه وفي القريب سيكون أثراً بعد عين إذا كانت المرجعية هي شخص وليس مؤسسة داخل الحزب معنية بالشأن وتمارس التصويت الطبيعي لتتخذ القرار وفق موقف الأغلبية. أين هذه الديمقراطية التي يتشدقون بها؟!. ألا يختشون من حزب الأمة القومي والمؤتمر الوطني اللذان لا يمكن أن يصدر من أي شخص بهما مهما كانت مكانته وموقعه وكارزميته قراراً بفصل عضو إلا أن يكون متخذاً من المؤسسية المعنية داخل الحزب وفق أغلب الأصوات أو وفق النظام الأساسي؟!.
غريب جداً أن يكون علي السيد أو من في وزنه لا علاقة له بالحزب وأن نجل الميرغني يكون هو ذا علاقة قوية وقيادية بالحزب لأنه نجل الميرغني الذي يعتبر هو مرجعية الحزب وكأنه طريقة صوفية. وكأنه الطريقة الختمية. والفرق كبير جداً بين الطريقة الصوفية والحزب السياسي الذي تحكمه قيم الحرية والديمقراطية والأعراف في العلاقات بين الأعضاء.
وإذا كان أي عضو في حزب تم فصله وفق لوائح الحزب يمكن أن يعود وفق لوائح أيضاً ويمكن أن يكون بعد ذلك مرشحاً أو على الأقل ناخباً إذا سجل اسمه في السجل الانتخابي أو كان مسجلاً أصلاً كحق دستوري محفوظ، فإن قيادي آخر محسوب على خط أسرة الميرغني داخل الحزب الاتحادي الأصل وهو أسامة حسونة قد فجر في الخصومة السياسية وقال «إن علي السيد أصبح مفصولاً من الحزب ولا يعني الاتحادي في شيء وإن عودته غير واردة.. والحزب ليس بحاجة إلى علي السيد». انتهى.
إن حسون استكثر على الدكتور علي السيد حتى لقب الدرجة العلمية ولم يقل «الدكتور».. ويبدو أن أمعاء الحزب الثقافية والمعرفية لا تهضم القامات العلمية والأكاديمية والسياسية الكبيرة مثل علي السيد.. لكن إذا كانت المرجعية للحزب هو الميرغني.. فهل قال إن عودة علي السيد غير واردة؟!.
إذا قال فأفضل ألا يعود المفصولين إلى حظيرة أسرة الميرغني طبعاً وإذا لم يقل يكون حسون قد تفوَّه بما لا يحق له، وتكون هذي خصومة شخصية.