جمال علي حسن

سروال الإعلام الإيراني


قد نفهم أن تخفف دولة ما من لغة خطابها الإعلامي والسياسي الحاد ضد دولة أخرى بعد أن ينصلح الحال بينهما.. هذا أمر طبيعي ولكن أن تسحب فضائيات إيرانية كلمة (أمريكي) من وصفها لعاصفة الحزم فبعد أن كانت تسمي العملية (العدوان السعودي الأمريكي على اليمن) صارت الآن وبعد توقيع اتفاق إيران الإطاري النووي تسمي العاصفة (العدوان السعودي على اليمن).

هذا التحول الحرج في لغة الخطاب الإعلامي الإيراني يسيء لتلك الفضائيات ولإيران التي تقف خلفها وهذا الموقف المخجل يعني أحد احتمالين إما أنه بمثابة إقرار ضمني من إيران بأنها كانت تكذب على شعبها وعلى حليفها الحوثي نفسه وعلى العالم بأسره وتطلق اتهامات تعلم أنها غير صحيحة.. أو أن إيران لا تزال تعتقد بأن أمريكا تقف وراء عاصفة الحزم لكنها برغم ذلك سحبت اسمها من محضر الاتهام الذي تخاطب به شعبها وحلفاءها..

وفي الحالتين فإن (منظر) إيران يبدو مقززاً مثل من يتخلص من سرواله في قارعة الطريق.

التظاهرة إياها.. هات من الآخر

من الصعب جداً أن يصدق أي عاقل أن قوات الأمن المصرية والسلطات المصرية التي تستطيع أن تفض تظاهرات الإخوان في وقت قياسي وقبل أن يسمع بها أحد، فشلت وعجزت هذه القوات الأمنية من السيطرة على تظاهرة محدودة و(مصنوعة) قام بها أعضاء ما اسمى بحركة البديل الثوري – حركة لا يعرفها أحد – أمام مقر السفارة السعودية في القاهرة ورفعت لافتات مسيئة للموقف العربي ولقيادة المملكة العربية السعودية تم تصويرها بارتياح وبثها على مواقع التواصل الإلكتروني ونقلها في بعض الفضائيات العربية!.. (إياك) أن تبرر الأمر بحرية التعبير..

الخضر و(الجحور).. أعصابك يا دكتور

والي الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر من أصحاب الخطاب السياسي المعتدل والرجل بطبيعته هادئ وبسيط في ساحة سياسية يستنكر الجميع توتراتها ومشاحناتها وانفعالها.. ساحة موبوءة بداء الغضب والانفعال لدرجة جعلت شخصاً مثل دكتور مصطفى يتخلص من حقيبته الدبلوماسية ويقفز داخل حلبة المصارعة تلك بمفرداتها وقاموسها العنيف، والآن بتنا نخاف حتى على بروف غندور من الإصابة بوباء الانفعال الشرس..

رجاءً لا تعبثوا بالصور التي نحتفظ بها لكل واحد منكم يا قادة هذا البلد.. فليست الانتخابات بوضعها الحالي هي نهاية المطاف بل مجرد صافرة لشوط إضافي جديد..

الخضر نصح المقاطعين بالدخول إلى جحورهم في حين أن مقاطعة الانتخابات في حد ذاتها ليست تهمة أو جريمة توجب الاختباء لكن تخريب الانتخابات ومنع الناخبين من التصويت هو الأمر المرفوض.. المشاركة حق والمقاطعة تنازل عن ذلك الحق، فما الذي يجعلنا نستدعي سيرة (الجحور) و(الجقور) سيدي والي الخرطوم..!

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.