عالمية

أسرار وخفايا تراجع النسخة «البرية» لعاصفة الحزم: الإمارات لم تتحمس وأردوغان أبلغ إيران بضرورة إلتقاط الرسالة السعودية


لا يخفف الإسناد الأردني القوي خلف الستارة والأضواء لفكرة التراجع عن «السيناريو البري» في الحرب السعودية الأخيرة على الحوثيين في اليمن من منسوب الارتباك الذي ينتجه إيقاع هذه الحرب بين عواصم المنطقة.
في قياسات المؤسسة الأردنية تحديدا تخطف «عاصفة الحزم» في اليمن الأضواء من المسرح الذي ينبغي التركيز عليه وهو ما يجري في العراق وسورية وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على نسبة كبيرة من الأراضي في البلدين .
وفي القياسات نفسها الانتقال لمستوى الاشتباك البري الذي يبدو أن غرفة عمليات الرياض فكرت به لإخضاع الحوثيين على الأرض تماما كان سيقود إلى تعقيدات متعددة أشبه بورطة بالنسبة للتحالف السريع الذي شكلته السعودية مرة بسياسة الإقناع للشركاء ومرة بسياسة « تخجيل» الحلفاء. في كل الأحوال انضم الأردن للتحالف السعودي لكنه نشط خلف الأضواء للحيلولة دون سيناريو الدخول البري الذي كان قد تفاعل معه قبل التحذيرات الأردنية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
بالتزامن والتنسيق دخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الخط الإيراني ودعمت دول من بينها الإمارات الخط المخفف للحماس السعودي والداعي لتجنب إدخال قوات برية، وهو الأمر الذي نوقش في مقابلات لرؤساء الأركان العرب والحلفاء في الرياض.
يعتقد وعلى نطاق واسع بأن الزيارة التي قام بها مؤخرا للسعودية رئيس الأركان الأردني الجنرال مشعل الزبن جددت التأكيد على تضامن الأردن مع السعودية في كل الأحوال، لكنها أظهرت أو ألمحت للمحاذير الأردنية عندما يتعلق الأمر بالخط البياني لورطة من طراز سيناريو العمل البري.
يتردد أن مؤسسة القصر الملكي الأردنية نفسها نصحت وعملت في الاتجاه المعاكس لسيناريو الاشتباك البري وإدخال قوات برية إلى اليمن.
عمليا وحسب مصادر مغرقة في الإطلاع تشكلت في أروقة التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وجهة نظر تعيد إنتاج المشهد على أساس هدف سياسي مرحلي يتمثل في دفع إيران للتفاوض على الوضع في اليمن وإخضاع الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح للعودة إلى المسار السياسي وسحب المظاهر المسلحة.
يبدو أن وجهة نظر الأردن والإمارات حققت «تعديلا» مهما ومؤثرا في مسار الحرب السعودية على الحوثيين وشركائهم في اليمن، على أساس منح الحوثيين وصالح فرصة التأمل والتفكير بالعودة لطاولة الحوار بعدما فهم الجميع الممحو والمسكوت عنه والمخفي في عاصفة «الحزم» السعودية، وبعدما أبلغ اردوغان إيران بأن النظام السعودي أظهر وبكل قوة استعداده للقتال وبحزم في حال التحرش بمصالحه في اليمن أو عبر اليمن.
نصائح أردوغان للإيرانيين تحالفت فيما يبدو مع الموقف الميداني والعملياتي لدول مثل الأردن والإمارات في العمل على «اختبار» أجندة محددة للحرب وللتحالف قوامها العودة للرئيس الشرعي ولطاولة الحوار وانسحاب المظاهر المسلحة، مع حرص الرياض على أن يرتبط ذلك بأجندة زمنية محددة وينتهي بإبعاد الحوثيين عن التحكم بمفاصل السلطة ووقف شحنات السلاح الإيرانية لهم. الجانب السعودي أقر إبعاد سيناريو الاشتباك البري مؤقتا على أساس اشتراطات محددة حسب المعلومات تبدأ بأن لا ينتهي المشهد بأي مكافأة من أي نوع للحوثيين وبأن لا يمتد الزمن طويلا في اختبار المقترحات الجديدة وأن لا يستبعد الخيار البري تماما.
بالنسبة لدولة كالأردن لا زالت الحرب على الحوثيين مباغتة ومفاجئة ولم يجر الاستعداد جديا لها، وانطلقت بدون تحضيرات أو مشاورات حقيقية مع الشركاء والأطراف.
الأهم في القراءة الأردنية لمسار الحدث هو الخشية من أن تؤدي الحرب على الحوثيين، وقد أدت فعلا، لتشتيت جهد الدول العربية والإسلامية المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة».

القدس العربي


تعليق واحد

  1. لا أحد يريد الخوض في الحرب البرية سلطنة عمان ترفض ولبنان ترفض وباكستان ترفض والعراق ترفض ولبيبا ترفض وحتي امريكا فقط تريد ان تكون في محور الاعلام فقط وحتي تركيا علي باب الرفض و كلام منقول يقول(وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات، أنور قرقاش أن قرار البرلمان الباكستاني الذي نص على الحياد في الصراع اليمني يتناقض مع موقف إسلام آباد بشأن دعمها الصريح للسعودية.

    ووصف قرقاش القرار بالخطير وغير المتوقع، وأضاف في تغريدات له على حسابه الشخصي على “تويتر” أن “الخليج العربي في مواجهة خطيرة ومصيرية وأمنه الاستراتيجي على المحك، ولحظة الحقيقة هذه تميز الحليف الحقيقي من حليف الإعلام والتصريحات”.

    وأوضح قرقاش أن باكستان مطالبة بموقف واضح لصالح علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج العربي، وأشار إلى أن المواقف المتناقضة والملتبسة في هذا الأمر المصيري ستكون تكلفتها عالية.

    وتعقيبا على تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو بشأن تطابق وجهات نظر أنقرة وطهران حول الأزمة اليمنية، قال قرقاش: “مواقف الحياد المتخاذل مستمرة.. يبدو أن أهمية طهران لإسلام آباد وأنقرة تفوق أهمية دول الخليج، بعدنا الاقتصادي والاستثماري مطلوب، ويغيب الدعم السياسي في اللحظة الحرجة.. الموقف الملتبس والمتناقض لباكستان وتركيا خير دليل على أن الأمن العربي من ليبيا إلى اليمن عنوانه عربي، اختبار دول الجوار خير شاهد على ذلك”.)انتهي وكذلك ولم يبقي غير هذا التصريح يقول( دعا مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كِبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إلى التجنيد الإجباري للشباب لتكون” لنا قوة لا تُغلب”.

    وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها، اليوم، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: “لا بد من الاستعداد والتسلح الدائم لمقاومة أي شيطان، والتجنيد الإجباري لشبابنا أمر مهم ومطلوب؛ لتكون لنا قوة لا تُغلب، مُدرّبة تدريباً جيداً”.

    وأضاف “لا بد من تهيئة شبابنا التهيئة الصالحة؛ ليكونوا لنا درعاً لنا للجهاد في سبيل الله ضد أعداء الدين والوطن ..لا بد أن نهتمّ بشبابنا ونهيئهم، والتجنيد الإجباري -إذا وُفّقت الأمة له- سيساهم في إعداد الشباب لأداء المهام”.

    وأردف: “هذه الخطوة مهمة لشبابنا في دينهم ولحماية أوطانهم، وحتى نكون على استعداد دائم لمواجهة الأعداء”. وتابع: “نعيش في نعمة الأمن وهي نعمة يحسدنا عليها الآخرون، ومن باب شكر النعمة أن يكون شبابنا في حالة استعداد دائم للدفاع عن الدين والوطن، من خلال تدريبهم عبر التجنيد الإلزامي”.

    وقال المفتي: “علينا الحذر من الأعداء الذين يُريدون إفساد ديننا وأخلاقنا واقتصادنا، وتدمير وحدتنا؛ وذلك بأن نعدّ شبابنا عسكرياً وفكرياً وتعليمياً”و إن بلاد الحرمين لم تسلم من الطامعين وهي ليست بلادا طائفية .وأضاف الشريم إن بلاد الحرمين مستهدفة في أمنها وإن كانت الحروب شر لابد منه فإنها لحماية الحرمين وستظل حصن الحرمين منيعة أمام المتربصين.)انتهي منقول