مقالات متنوعة

حسن إسماعيل : ثلاث رسائل قصيرة


الأولى للسيد الرئيس.. وقد وعد يوم الخميس في ختام تدشين حملته الانتخابية بأن الحكومة القادمة ستكون أكثر اتساعاً وأشمل تمثيلاً، هذا جيد ولكننا نريد أن نكمل التوصيف فنتطلع أن يكون الاتساع أكثر للفكرة والشمول لوجهات النظر الأخرى وليس فقط للحلفاء العتيقين، أنجح حكومات جعفر نميري تلك التي كانت السيادة فيها للجيش والإدارة للتكنقراط. نريد كوادر للمالية لم تدرس الاقتصاد في أمريكا ولا بريطانيا لأن هؤلاء وبالتجربة الماضية كلها اجتهدوا فقط في صبغ الواقع الاقتصادي بأصباغ السوق الحر الفاقع فلا حافظوا على وجهنا الاقتصادى بملامحه.
ولا أفادونا بتجارب الخواجات، ونريد وزراء زراعة أولاد غيط وترع وتربوا بالفول السوداني واشتركوا وهم يافعون في لقيط القطن والكديب والمسور .لا نريد وزراء زراعة بالكاد يفرقون بين القرعة والبطيخ.
إلى السيد الإمام الصادق المهدي.. أثيوبيا قفلت.. والاتحاد الأفريقى يتراجع إلى آخر الصف وبرلين تظهر لك الآن (رهاب رهاب) وإعلان باريس يمسك أذنيه ويرفع النداء في مالطا فلا يسمعه أحد ولم يبق في الجراب شيء ولا في التدبير ما يسعفك لنصف ندوة والأيام تمضي والأجيال تتعاقب، والخرطرم تخطف منك الكروت واحداً بعد الآخر، وتطلق سراح العم فاروق أبو عيسى وأنت الآن تقريباً (أباطك والنجم)، والنجم نفسه إلى غياب، فانظر ماذا ترى.
مولانا محمد عثمان الميرغني… لم تترك لكم الوسائط ووسائل المعرفة والتواصل طريقة لإدارة الناس بالوسائل القديمة.. الأناشيد وأراجيز التبرك ووهب الولد والجنى.. كل هذه أصبحت الآن كـ”ديباجات” مطلية توضع فوق منتجات (قديمة ومعتدة).. هل تسعفك الصحة والذاكرة الآن أن تنصح بنيك أن التطلع لعشرين دائرة موهوبة مثل عطية المزين فهذا يعني أن التاريخ قد أدار لكم ظهره لأن الذي يقنع بمثل هذه العطايا لن تحركه همته لينافس الرجال غدًا عندما تلتف الساق بالساق.. فماذا كنت تفعل كل هذه السنين، لا بنيت حزباً يأكل من عمل يده ولا أعددت خلفاء يرثون الحكمة.
والحيلة التي تجعلهم يحجزون لحزبهم الموقع الأول ويتركون للآخرين القسمة الضيزى، ولكن ما بالنا نكثر عليك العتاب والملاححة.. فلكل أجل كتاب.

ومن طرائف تفسير أهلنا الفور وهو يشرحون هذه الآية لبعضهم البعض وقد استمتعنا ردحاً من الزمان بمذاكرتهم القرآن مع والدنا عليه الرحمة .. كل أجل كتاب يعني الأجل ده (دوت بقيف في حتتو ما يزيد ولا زى ده) ويشيرون بطرف ظفرهم الصغير… مولانا دع ابنك يأكل هذه فهي من نصيبه.. ولكن (دوت) لكل أجل كتاب.


تعليق واحد