منى ابوزيد

نيران صديقة جداً ..!


“المسؤولية هي ثمن العظمة” .. تشرشل!
ما يزال ورثة الربيع العربي في بلاد الثورات يدفعون فواتير القتل غيلة أو الموت انتحاراً على مذبح الاحتجاج السياسي! .. في مصر أعلن جناح الدولة الإسلامية مسئوليته عن مقتل ثلاثين شخصاً في هجمات وانفجارات استهدفت ضباط الجيش والشرطة في منطقة سيناء .. وبينما يسمي الإسلاميون اعتداءاتهم غزوات ويلقبون أنفسهم بأسود الخلافة، تطالب بعض الأحزاب المصرية حكومة بلادها بوزارة مختصة بالحرب على الإرهاب .. وهذا يعني – باختصار – أن التاريخ في مصر يعيد نفسه بتصرف ..!
المسئول الأول – في تقديري – هو الإعلام المصري، لأنه سمح لنفسه يوماً بتأجيج مخاوف الشعب واستبطأ حكمه النهائي على تجربة الإخوان، بينما الحل الوحيد لغربلة حقيقة الحركات الإسلامية – أو غيرها – هو عدم الوقوف في طريقها إلى الحكم، وعدم استعجال منتوج تجاربها المثيرة للجدل ..!
الوعود الانتخابية في القطارات السياسية ركاب في غاية الخفة، ويسهل جداً إلقاء جثثها من النوافذ عند محطات الوصول، لذلك تبقى أقصر الطرق لمعرفة استحقاق الغير للثقة هي أن نعطيه إياها فينجح ونرتاح، أو يفشل فنستريح .. وتاريخ مصر سيحفظ لإعلامها مسئوليته عن مآلات الثورة، ومصائر ورثتها من الإسلاميين، ومصائر ضحايا غزواتهم وثاراتهم ..!
الإعلام العربي مسئول أيضاً عن إثارة عاطفة الجماهير وعن إضرام توقها نحو مواقف البطولة والمجد، وعن وقفات الشارع السياسي الذي خرج على نفسه وبات مصلوباً في وقفة إعزاز عظمى لأبطال القتل والانتحار تحت شرفات الحكام والمسئولين، أو قاب قوسين أو أدنى من أبواب المعارضة الرسمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..!
الإعلام العربي هو الذي صور البوعزيزي التونسي بطلاً أكثر شجاعة من فرسان الخوارج لأنه قضى نحبه ولم ينتظر! .. بينما الرجل – في حقيقته – ليس صلاح الدين الأيوبي الذي قاتل بسيفه حتى قال الأعداء كفى، بل هو مواطن مسكين مغلوب على أمره، وقع في مصيدة الانفعال، وليته استثمر مقدرته على مواجهة الموت في إضرام ثورة تغيير .. هكذا يجب أن يكون عبور الإعلام المسئول من مآزق المواقف السياسية ..!
أما الإصرار على وصف ذلك السلوك الانتحاري بالبطولة والشجاعة فذاك هو الهوس الجماعي الذي يصيب المجتمعات عندما ينهك فكرها الغبن ويتلف أعصابها طول الصمت والظلم والقهر .. الحمد لله أننا في عصر العلم الذي تحرر فيه مفهوم البطولة من أسطرة الخرافة ..!
ذلك الهوس بالثأر والقتل والدمار يسلب المجتمعات المسلمة أعز مقومات تمايزها واستقلاليتها، بينما تلك الهستيريا الجماعية هي طبيعة المجتمع الإسرائيلي ذو الهوية الجماعية القاتمة وليس مجتمع خير أمة أخرجت للناس ..!
الإعلام المصري هو الذي صنع أسود الخلافة، بانسحابه المبكر من معارك الديموقراطية، ووقوفه في صفوف المرجو والمأمول على حساب الواقع الانتخابي والمسئولية الأخلاقية والحياد المهني الواجب .. فهل من مذكر ..؟!


‫3 تعليقات

  1. انت كنت عايزة المصريين يدو الاخوان فرصة اكبر …ياختی فشل حكم الاخوان باين فی السودان زی الشمس والسودان بقی عبرة لمن يعتبر والمثل بقول السعيد اتعلم من رفاقتو
    انت عايزة المصريين ينتظرو الاخوان لامن يفصلو سيناء ويفصلو النوبة بعدين يحاولو يقلعوهم ويقلعوهم كيف بعد مايتمكنو قلعهم بسيل فيو الدم للركب …واحنا هسی بنحاول نقلعهم من غير نقطة دم واحدة وابشرك ح ننجح فی استیءصال الورم ده بالدايسيرم …والدايسيرم جهاز يستعمل فی العمليات لقفل الاوعية الدموية لمنع النزف ونضافة حقل الجراحة ….انت خايفة علی نفسك صدقينی ماتخافی علی الفتات لانك ماح تلقی غير الفتات

  2. يااستاذة الخليج بعد يحسم ايران …عندو عاصفة حزم تانية للاخوان اومال انت فاكرة ايه …السياسة كده لاتفتح جميع جبهات القتال فی وقت واحد …وصديق اليوم عدو الغد

  3. إلإنتظار لحين دورة صندوق الإقتراع هو الأجدى والأنفع حاليا مصر في دوامة العنف من جديد هل تظنون أن الأخوان سوف يلتزمون الصمت لا اظن ذلك بدليل يوميا تفجيرات وقتل وحرق وهذا ما يسعى له الصهاينة تفتيت الأمة العربية واعلامنا العربي هو الوسيلة نشاهد الفضائيات المصرية يحرضون الشعب والجيش على فصيل الإخوان