مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : تأجيل الانتخابات «لا» رحيل يا عطوان..


هل يؤيد تأجيل الانتخابات الكتاب المعروف «عبدالباري عطوان» أم يؤيد ان يرحل مرشح المؤتمر الوطني «عمر حسن أحمد البشير» من رئاسة الجمهورية والحكومة والقيادة العليا للقوات النظامية؟! وعبد الباري عطوان ادخل قلمه في مجادلة أراها مما يمكن ان تخصم من اسهمه ككاتب وضع بصمته الصحفية بقوة في اذهان المراقبين والمتابعين للاحوال الاقليمية. فقد ادخله مقاله حول الانتخابات السودانية أخيراً في ما يمكن ان نسميه لعبة السلم والثعبان. وداخل لعبة تناول موضوع الانتخابات السودانية التي انطلق اقتراعها اليوم.. فقد هبط الكاتب الكبير الشهير عبد الباري عطوان بثعبان الضعف التحليلي. وبعد مقاله حول الانتخابات السودانية هبط بثعبان مماثل ايضاً في مقال له حول عملية «عاصفة الحزم» وتداعياتها، وقد عقل في تناوله عن البعد الاقتصادي في مشاركة جمهورية مصر في العملية الحربية التي طلبها الرئيس اليمني لإيقاف الفوضى التى تدعمها إيران في بلاده. ويمكن العودة إلى مقاله هذا وملاحظة غفلته عن البعد الاقتصادي في مشاركة مصر فيه. أما حديثه حول إجراء الانتخابات السودانية. فهو لا يقف مع من يرون ضرورة تأجيلها الى ما بعد حصاد ثمار الحوار الوطني.. وانما وقف عند هتاف «ارحل» وظن انه يصلح ان ينبت في التربة السياسية السودانية كما صلح في تربات سياسية في دول اخرى مثل اليمن ومصر وتونس والجزائر. من «يرحل» يا عطوان؟! «البشير» رئيس حزب.. وحزبه هو الحاكم وفق الدستور منذ أبريل 2010م .. وقبلها كان يحكم في فترة انتقالية وفق الدستور ايضاً مدتها كانت ست سنوات ونصف السنة. وقبلها وهي الفترة بين 12/12/1999م و 9 يوليو 2005م، هي فترة الأوبة إلى التحول الديمقراطي.. وكانت هي فترة الخطوة الاولى في اتجاه الحريات والديمقرطية والخطوة الاولى في اتجاه حسم قضية الجنوب باحترام حق الجنوبيين في تقرير المصير.. والاكراد ليسوا افضل من «الجنوبيين».. ولا الاسكتلنديين ولا الباكستانيين ولا البنغلاديش.. فكل هذه الشعوب وجدت احتراماً محلياً وإقاليمياً ودولياً لحقوقهم في تقرير مصيرهم.. فلماذا لا يجد شعب جنوب السودان هذا الاحترام؟! ثم هل يعرف «عطوان» تاريخ الاحتلال البريطاني في جنوب السودان؟!
وأيضاً كانت في الفترة ذاتها الخطوة الاولى في اتجاه معالجة القضية الاقتصادية بتصدير النفط وجلب الاستثمار وترقية الصادر، وكل هذا خلق استقراراً لقيمة العملة الوطنية غير مسبوق. ومشكلة «عطوان» أنه لا يهتم بالمعلومات الاقتصادية.. كما اشرت إنفاً هنا. إذن لماذا «يرحل» مرشح احد الأحزاب التي تخوض الانتخابات اليوم؟! هل من يحدد من يرشحه الحزب هم غير اعضائه؟ ثم بعد أن «يرحل» من يأتي في فترة انتقالية من القوى الحزبية في الساحة حسب وجهة نظر «عطوان»؟! وليفعل ماذا؟! واذا كان هناك من يتحدثون عن فترة ستة وعشرين عاماً «اكثر من ربع قرن» هي عُمر سلطة عُمر.. فإنها لا يمكن اعتبارها مرحلة واحدة.. هي أربع مراحل .. مرحلة «الخدعة الترابية» من 30 يونيو الى 12/12/1999م. وتلتها مرحلة ما بعد قرارات «الرابع من رمضان» التي صدرت في آخر يوم للمرحلة الاولى.. والمرحلة الثالثة هي الفترة الانتقالية التي كانت بحكومة عريضة جداً استوعبت كل التيارات السياسية الكبيرة والصغيرة تقريباً.. وكل نقائض المجتمع السياسية والفكرية والطائفية والدعوية. وبعدها أجريت الانتخابات تحت أعين الرقابة الدولية، وخاضت الانتخابات تلك معظم الاحزاب التي تقاطعها الآن، لأن حساباتها أنها مع «التأجيل» حتى تكسب امتيازات دون خوض انتخابات هي تعرف اقدار نفوسها فيها. فالقوى السياسية يا «عطوان» تريد التأجيل وليس «الرحيل».. أما شعار «ارحل» مع كل ما ذكرنا فإنه يعكس بوضوح مدى حالة ارتباك اصحابه.. والأفضل للمراقبين اخذ المعلومات والبيانات والارقام والسوابق من مصادرها المعروفة.. وليس من لافتات عوام الناس في الطرقات المكتوب عليها «ارحل» وغير ذلك. ولذلك حدثونا عن فائدة «التأجيل» وليس عن فكرة «الرحيل»، ثم تساءلوا: هل التأجيل له دواعٍ موضوعية؟!
غداً نلتقي بإذن الله.