محمود الدنعو

إد الأحمر


مع اقتراب موعد الانتخابات البريطانية في مطلع مايو المقبل ترتفع وتائر الحملات الانتخابية بين المرشحين، ويحتدم التنافس بين زعيم حزب المحافظين رئيس الوزراء الحالي ديفيد كامرون وزعيم حزب العمال الشاب أد ميليباند الذي يثير حضوره الطاغي على المشهد السياسي في بريطاينا منذ سنوات جدلاً كبيراً، وصعد نجم مييباند عندما استقال غوردن براون عن زعامة الحزب عقب خسارة الحزب الانتخابات التي أجريت في مايو 2010 أمام المحافظين، وذلك بعد 13 عاماً في السلطة، واستطاع أد ميليباند تحقيق مفاجأة كبيرة بفوزه بزعامة حزب العمال في انتخابات سبتمبر 2010 على شقيقه الأكبر ديفد وزير الخارجية في الحكومة العمالية السابقة بزعامة غوردن براون.

الزعيم الشاب 45 عاما استطاع الفوز بزعامة ثاني أكبر الأحزاب في بريطانيا بسبب توجهاته اليسارية التي ألهبت حماس النقابات العمالية، فمنحته الثقة والأصوات في الانتخابات على زعامة الحزب وأطلقت عليه الصحافة البريطانية لقب (إد الأحمر) لتوجهاته اليسارية، ومعروف تاريخياً أن حزب العمال لديه التوجهات اليسارية، ولكن خلال عهد رئيس الوزراء الأسبق توني بلير سعى إلى الابتعاد بالحزب عن التوجهات اليسارية، واتجه به نحو الوسط مبتعدا قليلا عن يساريته الراديكالية التي عرف بها منذ تأسيسه 1900، وأطلق عليه منذ 1997 حزب العمال الجديد الذي كان انعكاسا للسياسات التي طبقها بلير في فترة رئاسته الحكومة.

لمع اسم إد زعيماً لحزب العمال أكثر من شقيقة الأكبر ديفد رغم فارق التجربة السياسية بينهما، وذلك ربما لخلفية إد الإعلامية التي ساعدت في إبراز شخصيته وصورته زعيماً شاباً فضلاً عن الخبرات التي اكتسبها من زعيم العمال السابق غورن براون عندما عمل مستشاراً خاصاً له ومحرراً لخطاباته السياسية مستفيداً من عمله صحافياً سياسياً عقب التخرج في جامعة أكسفورد ويقول إيان بيغ، أستاذ السياسة في كلية لندن للاقتصاد في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية عن صعود نجم إد السريع في عالم السياسة: “بالرغم من الانتكاسات التي واجهها لم ييأس قط، إنه صلب، وفي آخر المطاف طعن شقيقه في الظهر لتولي قيادة حزب العمل. ليس بمقدور الجميع فعل ذلك”.

الزعيم الشاب رغم أصوله اليهودية إلا أنه أثار ضجة إعلامية واسعة عندما قال إنه “يفضل الاعتراف بفلسطين إذا كانت هذه الخطوة ستساهم في إبرام اتفاق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط”.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة سيرفيشن لصالح صحيفة ديلي ميرور ونشر الخميس، أن حزب العمال يتقدم بفارق أربع نقاط مئوية على حزب المحافظين، وإن زعيم العمال إد ميليباند تجاوز زعيم المحافظين كاميرون من حيث معدلات التأييد الشخصي.