منوعات

اشْتكوا مِنْ حِصَار العطالة لهم الخريجون.. البحثُ عن خيارٍ رابع


تعالت شكاوى خريجي الجامعات من عدم وجود مشاريع تنمية حقيقية أو وظائف تستوعبهم سواء أكان على مستوى الدولة أو القطاع الخاص، وأكدوا أن سنين الدراسة ذهبت سدى من دون استثمار حقيقي لطاقاتهم، مما اضطر كثير منهم للهجرة خارج السودان بمساعدة الأهل والبعض منهم امتهن المهن الهامشية حتى لا يمد يده ويسأل الناس إلحافا، وآخرون لم يتحملوا الضغط الناتج عن العطالة، فأصيب بأمراض نفسية، والآخرون غرقوا في المخدرات حتى ينسوا الهموم التي ألمت بهم من كل جانب .

أحمد محمد عبد القادر؛ خريج كلية التجارة جامعة النيلين، يقول تخرجت في عام 2005م وحتى الآن لم أجد وظيفة سواء أكان في القطاع العام أو الخاص، وما زلت أبحث ولم أترك باباً لم أطرقه ولكن في النهاية وصلت لقناعة تامة بأنني لن أجد أي فرصة للعمل، فاتجهت للأعمال الهامشية حتى أستطيع أن أوفر على الأقل أن أصرف على نفسي فقط، وأن أساعد الأسرة ولو بالبسيط، ويضيف أحمد إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها معظم الأسر السودانية اضطرتنا إلى أن نعمل في أي شيء وكل شيء، فنحن لنا التزامات أسرية يجب أن نوفي بها، وحتى نضع لبنات لمستقبلنا علينا أن نفكر ونعمل جدياً للهجرة خارج السودان.

عزالدين إبراهيم سعد، خريج هندسة مدنية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، يقول لــ”التغيير” تخرجت في عام 2008م، بدأت معاناتنا قبل السنة الأخيرة في الجامعة، وفي حمل هم الشغل والوظيفة، ومع سياسة التعليم العالي وازدياد الجامعات؛ ازدادت أعداد الخريجين، ويصعب الحصول على وظيفة في كل القطاعات الموجودة، ويضيف عزالدين عندما اخترت دراسة الهندسة كنت متأكداً من سهولة الحصول على وظيفة، ولكن بعد التخرج؛ اكتشفت المعاناة الحقيقية في الحصول على وظيفة، وفقدت الأمل في أن أجد ولو وظيفة خفير في أي مؤسسة، ومما يحز في نفسي وزملائي الآخرين أن بعضاً من رفقاء دربنا وجدوا وظيفتهم جاهزة بعد التخرج بالرغم من أنهم لم يكونوا متميزين دراسياً ولكن انتماءهم للحزب الحاكم أوجد لهم وظائف .

أنور الريح محمد، خريج كلية إدارة الأعمال جامعة أم درمان الاسلامية، يقول؛ الوظيفة أصبحت من سابع المستحيلات في هذا البلد، حتى مشاريع تمويل الخريجين باءت بالفشل وخسر معها الخريجون الكثير من ممتلكاتهم لأنه في الأخير يجب أن ترد مبالغ التمويل ولا يعتمد عليها، ويضيف أنور؛ معظم الشباب ونسبة لما يقاسونه، يهاجرون خارج البلد وبطرق غير شرعية مما يجعلهم عرضة للخداع ويعرض حياتهم للخطر وهم يعرفون ذلك ولكن المضطر يركب الصعاب، وهم مضطرون، والبعض الآخر وقع في براثن الإدمان وآخرون أصبحوا أصدقاء دائمين للشارع، ومنهم من فقد عقله من كثرة الضغوطات الكثيرة التي يعاني منها الخريجون ونظرة المجتمع لهم؛ تتسم بعدم الرحمة أو الإدراك الحقيقي لمشاكلهم.

أماني أبو فطين
صحفة التغيير