احمد دندش

عندما (يسخر) القدر!.


من سخريات القدر أن نعيش ونشهد على شاعر أقل ما يوصف بأنه صاحب منتوج (هابط)، يغالي في منح أغنياته (الهايفة) للفنانين، ويقول وبملء الفم: (لن أعطي أي فنان أغنية مالم يدفع مقابلها مبلغ ألفي دولار)!…. مع العلم أن ذات الشاعر يفترض أن يدفع هو ذات المبلغ لكل أسرة سودانية وذلك بعد أن أسهم بشكل مباشر في تردِّي ذوق أبنائها، وبالتالي المساهمة في تردي (ذوق جيل بأكمله).
ومن سخريات القدر أن تقف فنانة على خشبة المسرح (نصف عارية) لتغني: (ورا..ورا..ورا)، دون أن تضع في حسبانها مخاطر (الرجوع للخلف) دون إجادة القيادة، ودون أن تمتلك المقدرة لاستخراج (رخصة) احترام الذوق العام… و…. (المظهر العام) كذلك.
ومن سخريات القدر أن يقف كيان مثل مجلس المهن الموسيقية عاجزاً عن محاصرة الأغنيات الهابطة، بينما يقف اتحاد الفنانين مكتوف الأيدي تجاه قضايا منسوبيه ومشاكلهم، ومع كل ذلك، نشهد في اليوم الواحد على ظهور عشرة فنانين جدد!. ألم أقل لكم إنها سخريات القدر؟.
ومن سخريات القدر أن تقف مذيعة في قناة فضائية ـ (كانت) محترمة ـ أمام ضيفها وتسأله في يوم تكريمه (عن اسمه)، وعندما يتعجب الضيف من سؤالها، تسارع لعلاج الخطأ بكارثة، وهي تقول: (معليش… بس حبينا نتأكد)!… و.. عشرات المشاهدين يموتون.. ليس من الغيظ.. (وإنما من الضحك)!.
ومن سخريات القدر أن تستقبل جماهير ذلك الفريق محترفها الجديد بالمطار باللافتات وبالشعارات القوية، ثم تجلس على المدرجات لمتابعته، وبعد المباراة تطالب بشطبه فوراً، و.. تعود بعد أيام ذات الجماهير (لاستقبال محترف جديد).
ومن سخريات القدر أن يكتب شاعر كبير نص أغنية (هابطة)، ثم يطلب من الفنان عدم الإشارة إليه، قبل أن يغادر المكان للحاق بندوة فنية تناقش (أسباب انتشار الغناء الهابط في البلاد)!.
شربكة أخيرة:
ومن سخريات القدر أن يقرأ البعض هذا المقال، فيلتفت أحدهم إلى الآخر قبل أن يقول له بهدوء: (الزول دا عندو مصلحة في العمود دا)!… وهكذا البعض.. (يظنون أن صورتهم في المرآة هي انعكاس لشخصية أخرى)!.