فدوى موسى

عندما أشاحت بوجهها!


حواء هي حواء إن كانت ربة منزل أو قائدة في الحياة العامة.. وإثبات هذه الحالة تعرفه من تصرفاتها الصغيرة جداً التي ربما جعلت منها ذلك دون ملكاتها من مقدرات مكتسبة تضيفها إليها المؤهلات أو المناصب التي شغلتها.. خذ مثالاً قد تنظر لأمرأة بعينها على أنها متسعة الأفق والتفكير لما ثبرته في الحياة العامة لكنك تصطدم بها لمجرد سلوك صغير تنتهجه معك على خلفية تعود بها إلى المرأة التقليدية التي تسكن جواها.. صديقه قديمة تزوج زوجها ولم يخبرها والخبر عم القرى والحضر وقد بلغ صديقاتها فكن حذرات إن أخبرنها أن تقوم قيامتها وتحل معقود اسرتها،.. وعندما علمت لم تصب غضبها على زوجها الذي لم يحترم عقلها ووضعها وأجلسها في مقام الغافلة التي يشفق عليها الجميع بل كالت كل اللوم والغضب على صديقاتها اللاتي لم يخبرنها وأشاحت بوجهها بعيداً عنهم والأصل انهن غير ملزمات بمعالجة موقف زوجها الانهزامي منها ولم يبرز لها أي أفق متسع تبلع هذه الصدمة.. فآثرت ان ترمقهن شذراً وفضلت صديقاتها ان يتركن لها هذا الخيار.. أشاحت وأشحن بوجوهن عن بعضهن البعض حتى إخطار آخر وربما كان رحم الغيب يحمل جنين الأقدار الاقسى لمن فيهن جميعاً.. فلا تلومهن انهن النساء إن ثرثرن أو سكتن فذلك شائعاً في عالم المرأة.

٭ ثوب الدثار

كثيرات يفوت عليهن انهن قد يتعشمن في رفقائهن أكثر مما يجب.. فهؤلاء الرفقاء لهم قدرة عالية على إرتداء الدثارو لف الثوب على خلاف ما يبطنون أو ما يبدون.. كم كانت صدمتها كبيرة عندما علمت بأن زوجها «يلوك سيرتها مع أصدقائه أو كما يقولون« اليسوا والمايسوا..» فقد كان من نوع الرجال الذين لا تبتل في أفواههم حبة الفولة… كان يضاحكهم بكل تفاصيل حياته معها.. يحكي لهم عن عيوبها ويظهر نفسه كأنه المبرأ من كل عيب.. يسوق إليهم الدلائل على أنها دونه دائماً ويتحسر على عمره الذي اقترن فيه بها.. بينما هي الغافلة المسكينة تجهد نفسها من أجل أن تقوم ظلال عوده المعوج على الأبناء الى ان وصلها ما كانت لا تصدق انه يحدث ويخوض فيه مع الآخرين واستجمعت كل عزائمها لتهينه بمثل ما أساء إليها به.. فكيف تستقيم مثل تلك الحياة ان لم تخلع دثار المكنون في دواخل كليهما تجاه الآخر.

إمرأة من نار

يهابها الجميع لما تتصف به من حرارة في ثيرمومتر الاخلاق.. كلمة واحدة كفيلة بتحويلها إلى بركان يغلي من زمجرة الغضب أعان الله زوجها المبتلى الذي لا يعرف هدوء البال معها فقد اعتاد ان يكون أمامها ذلك الحمل الوديع لا يقوى على التلفظ إلا على شاكلة عبارة (أكيد.. طبعاً.. الرأي رأيك.. البتشوفيه) ورغم ذلك عليه أن يبتلع سخطها في الرد «انت أصلك أضينة ما عندك رأي… أنت لا بتودي ولا بتجيب.. خليك طوالي كدا مع المعاك..» والويل له إن حاول تغيير إجاباته لها أو حاول تجريب أن يكون له رأي أو مجرد تعليق ليتوقع ردود من طبيعة «شايفاك قامت ليك رويشات.. هوي إنت قايل نفسك منو… ألزم محلك.. دا كلام إنت ما قدرو»… لكنه الوحيد القادر على التعبير عن المرأة النارية.. الحارة المزاج والصعبة المراس.

آخرالكلام:-

المرأة الكائن الجميل المظهر يمكن أن يكون لمخبرها أكثر من جوهر… وقد تكون دواخلها متقدة جمر.. نار.. أحذر ان وقعت ما بين مظهرها ومخبرها موقع سخط دون الاستحسان لأنك عندها تكون في مسيس الحاجة للاحسان

مع محبتي للجميع ولحواء على وجه الخصوص.