تحقيقات وتقارير

عادت بقوة من جديد.. الأغنيات (الشعبية).. السيطرة على (العدادات)!


مؤخراً باتت الحفلات ذات طابع الغناء الشعبي تأخذ منحى آخر بعيداً عن المنحى القديم، فقد باتت تلك الحفلات التي تقدم الأغنيات الشعبية هي الأكثر حضوراً، والأكثر إقبالاً عليها من الناس، الأمر الذي يؤكد عودة ذلك الفن من جديد لصدارة الاهتمامات الذوقية السودانية، ويقود لفتح ذلك الملف من جديد لمعرفة السبب الرئيسي الذي أعاد ذلك الفن للحياة من جديد بكل تلك الحيوية والرونق.
كتاب ثمين:
(الغناء الشعبي) هو قنديل يستمد نوره من التراث المحلي ويحمل قدرا كبيرا من المعاني والمواضيع والصور التراثية ويحمل كذلك القيم الإنسانية النبيلة من حيث تنوع ألوانه وموسيقاه وهو يعتبر كنزا ثقافيا غنيا بالنسبة للذاكرة المحلية وهو كتاب ثمين ومفتوح يحدث الناس عن هويتهم، ولم يتوقف السودان يوماً عن ولادة المبدعين في مجال الغناء الشعبي الذي سارت ألوانه جنباً إلى جنب مع الغناء (الوطني – أو العاطفي) هذا بالإضافة إلى جمهوره الخاص الذي يتسم بالتنوع، بينما أصبحت له مكانة قوية وثابتة في معظم مناسبات الزواج و(الحنن) التي تعبر عن الفرح بكامل طقوسه السودانية.
دلالات فنية:
الأغنية الشعبية -بحسب مؤرخين- تتمتع بالكثير من الدلالات الفنية المختلفة في إطار المحافظة على التراث الغنائي على الرغم من تطوره على يد المطربين أصحاب الحناجر القوية وهو ما جعل أجيالاً بعينها تتذوق ذلك اللون الغنائي ورموزه لتخرج من خلاله كذلك تجارب لنجوم شعبيين حققوا جماهيرية كبيرة ومتنوعة في السودان تختلف من منطقة لأخرى بتنوع الثقافات.
وسيلة ترويج:
العم عبد العزيز عبد الرحمن يعتبر واحداً من المهتمين بسماع الغناء الشعبي قال لــ(فلاشات): (في فترة من الفترات كان الغناء الشعبي من أهم الوسائل المتاحة لترويج الأفكار ونشر القيم وترسيخ القيم والعادات الأصيلة التي توارثتها الأجيال في ارتباط وثيق بالتراث المحلي في أبهى تجلياته وفي ذلك القصص التراثية والحكايات الشعبية، -في نموذج غنائي: بجر القول والشكر- والكنداكة)، مضيفاً أن الغناء الشعبي وغناء الحماس يحمل معاني قيمة وسلوكا يشبه المجتمعات السودانية عامة ويعبر عنها.
غناء راسخ:
بالمقابل تشاركه في الرأي ربة المنزل زينب محمد نور والتي قالت لــ(فلاشات) إن كلمات الأغاني الشعبية هي كلمات رصينة ولها معنى وتحمل ما تحمل من المفردات، وأضافت أن أغاني الحماس والغناء الشعبي له مكانة خاصة في المناسبات نسبة لإيقاعات الدلوكة والشتم المصاحبة لتلك الأغنيات، مضيفةً: (من المفترض أن تحيى كل المناسبات بتلك الحفلات بدلاً من إحيائها بفنانين وأغنيات لا معنى لها، خصوصاً أن الغناء السوداني القديم رسخ مفاهيم جميلة للمستمعين حتى في مختلف الإذاعات القومية ويطلب خصيصاً في مناسبات الزواج والحنن الرسمية لحفلات العريس).
تعبير وتجدد:
من جانبهم يقول بعض الباحثين والمهتمين بأمر الغناء الشعبي والتراث بالسودان إن الغناء الشعبي يعتبر تراثاً شفهياً يعد مرادفاً للذاكرة الجماعية وللهوية والتاريخ ولثقافة وهوية سكان المنطقة وإن الفنون والرقصات الشعبية تعتبر أدوات تعبيرية سائدة تؤسس جميعها للتراث الشفوي للمنطقة بمختلف الظواهر التي تنطلق من عمومية الفكرة إلى المدى الأكثر عمقاً وإلى الحركات الأكثر بساطة، وإن الغناء الشعبي يتجدد ويتمتع بذخيرة وثروة شعرية هائلة تتجلى في وجود الكثير من الشعراء الذين ما زالت الذاكرة المحلية تردد إنتاجاتهم في المناسبات الاجتماعية وعلى رأسها مناسبات (الزواج) التي يظهر فيها مؤدو الغناء الشعبي في شكل مجموعات أو فنان فردي خلفه (كورس).

السوداني