تحقيقات وتقارير

جوبا تخطط لحرب طويلة الأمد مع المعارضة و التجار السودانيون تحت دائرة الخطر


قال مسئولون جنوبيون إن بلادهم تخطط للحرب مع المعارضة التي يقودها نائب الرئيس السابق الدكتور رياك مشار لعشر سنوات قادمة، في وقت عقدت فيه أمس السبت الوساطة الأفريقية جولة جديدة من التفاوض بين طرفي النزاع في الدولة الوليدة، بعد أن توقفت على خلفية تمسك كل طرف برؤية للحل في حين تمسك المعارضة بخيار النظام الفيدرالي وجيشين منفصلين لفترة إنتقالية ترى الحكومة أن الحل يكمن في بقاء جيش واحد ولا فائدة من جيشين لفترة إنتقالية.

مفاوضات جديدة
أمس إستأنفت جولة جديدة من المفاوضات طرحت فيها الوساطة مقترح للحل قائم على تقاسم السلطة بنسبة 40% بين المتمردين والحكومة في وقت تشارك القوى السياسية بنسبة 10% ومجموعة الطريق الثالث التي يقودها الأمين العام للحركة الشعبية المقال باقان أموم بنسبة 10%، وحسب تسريبات المفاوضات التي حصلت عليها (السياسي) يرى المراقبون للشأن الجنوبي أن هذا المقترح سيقابل برفض من قبل المعارضة والحكومة على حد سواء.

جوبا التي رفضت من قبل وجود جيشين ومقترح لرئيس الوزراء للمعارضة وفق صلاحيات واسعة، باتت اليوم في وضع يمكنها من رفض كل خيارات التواصل إلى إتفاق مع المتمردين غير أنهم يضعون السلاح ويأتون إليها مستسلمين، أو يكون لهم الإستعداد لخوض حرب طويلة الأمد، قد تمتد لعشر سنوات وفق ما كشف عنه مسئولون في حكومة جوبا.

خطة لمواجهة التمرد
ويقولون إن جنرالات كبار بالجيش الشعبي والأوغندي يعكفون على وضع خطة بديلة لمواجهة المتمردين في حالة تمسكهم بخيار الحرب، ويشيرون إلى أن الخطة إشتملت على مقدرة الدولة على مواصلة قتال المتمردين فترة طويلة والعمل على تجفيف منابع الإمداد العسكري لهم، وتنشيط حالة الإستقطاب داخلهم. أوغندا التي ترى وصول جوبا إلى إتفاق مع المتمردين في الوقت الحالي يهدد مصالحها وهي لا تثق في المتمردين الجنوبيين إن تمكنوا من الوصول للسلطة سواء عن طريق العمل العسكري أو الفترة الإنتقالية التي تعتبرها تمهيداً لإجراء إنتخابات ستطيح بحليفها سلفاكير، وتخشى أن يصل مشار الذي يعتبر حليفاً لعدوها اللدود الخرطوم، لذا تعمل على الإحتفاظ بكرت المتمردين السودانيين وعمل على قطع الطريق بينهم والخرطوم وعدم الوصول إلى أي تسوية سياسية.

السودانيون في الجنوب
رغم أن جنوب السودان أصبح سوقاً لمنتجات دول شرق أفريقيا إلا وأن المنتجات القادمة من الدولة الآم بالنسبة للمواطنين الجنوبيين لها طعم آخر لدى السكان هناك ويحتل التجار الشماليون المرتبة الأولى في الجنوب مع تصاعد وتيرة السخط على الأوغنديين الذين صاروا يغرقون الأسواق ببضائعهم الفاسدة، ولكن تدهور العلاقات بين الخرطوم وجوبا قد القى بظلال سالبة على التجار الشماليين حيث وجد أولئك التجار مندفعين نحو كمبالا، ثم جوبا. إنحازت كمبالا إلى صف الرئيس سلفاكير في حربه مع نائب الرئيس السابق د. رياك مشار وأرسلت قواتها تقاتل إلى جانب الجيش الشعبي وفعلت الحركات المسلحة الدارفورية المتمردة على حكومة الخرطوم الشيء ذاته وتم تصنيف التجار السودانيين بأن أغلبهم ينتمون إلى الحركات الدارفورية وهو تنصيف كان مفيداً حيث رفع الرقابة اللصيقة التي تفرضها عليهم السلطات بالجنوب وتحرض عليهم المواطنين بأن التجار ما هم إلا عيون للخرطوم، ولكن ذات التصنيف فتح باب الخطر على الحركات من ناحية المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق مشار، فكانت مجزرة بانتيو التي راح ضحية على إثرها 500 مواطن شمالي قتلوا في تلك المعارك وأغلبهم من التجار بالإضافة إلى سرقة متاجرهم في مناطق عديدة بأعالي النيل وفي واو كان هناك إستهداف ممنهج من قبل الحكومة سلفاكير راح على إثره رجل الأعمال السوداني (جوده) وفي جوبا قتل 2 من التجار السودانيين بالسوق الكبير، ويرى بعض المراقبين للشأن في جنوب السودان أن إطالة أمد الحرب في جنوب السودان قد يضع التجار الشماليين في الجنوب تحت دائرة الخطر، من قبل المعارضة الجنوبية من جهة ومن قبل الحكومة التي تشهد العلاقة بينها والخرطوم حالة صعود وهبوط مستمر يؤدي إلى إغلاق الحدود بين البلدين، هذا قد يهدد وجودهم في الجنوب والعودة إلى السودان، وهو الخيار الأقرب مع تخطيط جوبا إلى خوض حرب طويلة الأمد تمتد إلى عشر سنوات مقبلة، تخوفات عديدة بدأت الآن تشكل حضوراً في مجالس التجار السودانيين في الجنوب، ويهمس البعض من تكرار مجزرة بانتيو وتوريت مرة أخرى، في دولة لم تكن قادرة على أن توفر الحماية لهم وتعيش غياباً تاماً لمؤسساتها يرى المراقبون أن القوات الأوغندية تعمل على إخراج التجار السودانيين والصوماليين من الأسواق في جنوب السودان من خلال مضايقات السلطات لهم.

هكذا تعمل كمبالا
كان الطلب الأمريكي محدوداً، وبعبارة محددة قال مسئولون أمريكان لأصدقائهم من الألمان، إن الوضع يتغير في منطقة شرق أفريقيا وبسقوط نظام منقستو المحسوب على المعسكر الشرقي أن قرنق سيكون في وضع غير مريح، نحن نريد قرنق، بهذا أجرى الألمان الإتصال بدكتور كاستليو قرنق رئيس مكتب الحركة بألمانيا، وري كاستليو أن رئيس الحركة د. جون قرنق كان لا يثق في الغربيين، إلا أنه إستجاب لطلب الألمان ومن هناك إلى أمريكا.
ومنذ تلك الفترة أصبحت أوغندا المهبط الآمن للإمداد العسكري واللوجستي لقوات الجيش الشعبي، إلا أن الأوغنديين لا يسمحون بإنزال أي دعم عسكري أو لوجيستي ما لم يأخذوا نسبتهم منه والتي تصل إلى أكثر من 50% وهو الشيء ذاته الذي تكرره أوغندا مع حركات دارفور وحكومة جنوب السودان.

سخط شعبي
قوبل التحالف العسكري بين جنوب السودان وأوغندا بسخط من المواطنين الجنوبيين الذين يعتبرون أن التدخل الأوغندي في بلادهم ما هو إلا إستعمار جديد.. مشيرين إلى أن الأوغنديين يسيطرون على مفاصل الحياة في بلادهم، ويقول بتير: لا أعتقد أن الرئيس سلفاكير هو الرئيس لدولتنا، بل أقول إن يوري موسفيني هو الذي يحكم جوبا وكمبالا معاً، الأوغنديون هنا يحظون بإهتمام الدولة أكثر من المواطنين الجنوبيين، لذا تراهم يتدخلون في شئون البلد ويسطيرون على التجارة في الأسواق ببضائعهم الفسادة.

أنظر هذه (وهو يشير إلى صورة بهاتفه) إنهم يمارسون الغش والخداع، هذا جوال أسمنت وما أن تم فتح الشحنة وجدناها معبأة بالرمل وهذا مؤسف، وأضاف: لا يحق للجمارك أن تعترض التجار الأوغنديين إن تأكدوا من صلاحية بضائعهم وإلا ما كان يدخل هذا الأسمنت المغشوش والخمور منتهية الصلاحية التي حصدت أرواح المئات من الشباب خلال العام الماضي بيد أن الأوغنديين يريدون الجنوب بلا سكان.

أبوعبيدة عوض
صحيفة السياسي


تعليق واحد

  1. تستاهلو اليوغنديين يغشوكم .. وده جزء قليل من حق التجار الشماليين النهبتو املاكهم … وكتلتوهم