الفاتح جبرا

حالة متأخرة !


كثير من الأشياء الغريبة أصبحت تحدث للمرء فيعتقد إنها (بتحصل ليهو برااهو) ثم يكتشف أنها تحدث لمعظم الناس (المعاهو) .. فمنذ فترة لاحظ العبدلله إنو بيكون (جعان جداً) ولكن مما (يختو الأكل) يلاقي نفسو (إتقفلت) وياكل ليهو لقمتين ويقوم يغسل أيدو .. ولكن عنما سألت بعض الأقارب والأصدقاء أقروا بأنهم يعانون من نفس (الحاجه) !
كذلك فإن العبد لله أعترته مؤخراً حالة من عدم التركيز والنسيان الشديد وبصورة تبعث على الإنزعاج فكثيراً ما أنسي أشياء هامة من المفترض ألا أقوم بنسيانها ، قلت في نفسي (إنه الزهايمر قاتله الله) وكدت أصدق المسألة لولا أنني وجدت أن مسألة (شدة النسيان) أصبح يعاني منها معظم أفراد الشعب الفضل، حيث يكاد غالبية الناس يشتكون من هذه المسألة التي أصبحت توقعهم في مواقف محرجة كثيرة، ولم يعد هناك فرق كبير بين الرجال والنساء حيث يصرخ النوعان بأنهم إذا إستمر الحال على هذا المنوال فسيصلونلمرحلة نسيان (أسمائهم) على طريقة (سرحان عبدالبصير) فى رائعة (عادل إمام) شاهد ما شفش حاجة !

ولعل الشيء الغريب فى الأمر أن هذه الظاهرة أصبح يعانى منها حتى الأطفال فقد أصبح (شي عادى) أن تقوم بإرسال أحد (الأطفال) ليأتيك بكوب ماء مثلاً وعندما يطول إنتظارك و(تناديهو) والشرر يتطاير من عينيك وتسأله :
– أنا يا ود مش قلتا ليك جيب ليا موية ؟

- (فتأتيك الإجابة) … والله نسيت !!

نعم .. لقد كانت عبارة ( والله ما بتذكر فطرتا بى شنو؟) عبارة تقال من باب التظاهر بأهمية قائلها وكثرة (مشغولياتو) أما اليوم فأصبحت لا تقال ولكنها تحدث (بالفعل) ً، علماً بأن العلماء المختصين في مجال (علم الذاكرة) يؤكدون على عدم أهمية تذكرك إنك (فطرتا بى شنو؟) أو (إتغديت بى شنو؟ ) وأن تذكر هذه الأشياء لا يجدي بشيء ولكنه يحتل حيزاً من التفكير!!

هنالك الكثير من المواقف المحرجة التى تفرزها الإصابة بداء النسيان فعندما زرت صديقى (ص) الذى يعانى من مرض النسيان سألته :

- عامل كيف مع قصة النسيان دى؟

- لا .. ما خلاس إتعالجتا منو الحمد لله؟

- وإتعالجتا منو وين ؟

- (هنا وضع يديه على راسه) : يأخي كدى اتذكر معاي حاجه بتجى للزول وهو نائم ولمن يصحى مرات ما بتذكرا ..

- قصدك أحلام ؟

- (فرحاً) : بس .. أحلام دى ذاااتا ، ثم إلتفت نحو إبنته الصغيرة يسالها :

- يا بت يا أحلام إسم المستوصف المشيناهو كان إسمو شنو؟

وقريب من هذه الموقف قصة ذلك المريض الذى ما أن غادر عيادة الطبيب حتى نسى التشخيص الذى قاله له فأخذ يسأل نفسه :

- يا ربى قال ليا عندك شنو؟ شق فى الصحن ؟ خفجه فى الصينية ؟ ترمه فى الكباية … جلبه فى الماسورة !!؟

وعندما لم يفلح فى تذكر ما قاله له الدكتور عاد إليه وسالة :

- يا دكتور إنتا قلتا ليا عندى شنو؟

- شق فى الحوض .. شق فى الحووووض .. !!

ما دعانى للكتابة فى مسألة النسيان دى موقف حدث لى الجمعة الماضية .. حيث تحركت من منزلنا الكائن بأمدرمان نحو مدينة (بحرى) لزيارة صديق لى وبعد إنتهاء الزيارة التى استغرقت بعض الوقت ً إستأذنته فى الانصراف ، وقمت بركوب أمجاد عائداً للمنزل ، عندما دخلنا (الحى) وقربنا من (البيت) أدخلت يدى فى (جيب الجلابية) لتحضير قيمة المشوار لصاحب الأمجاد الذى أوصلنى ففوجئت بوجود جسم صلب تحسسته فقلت للسواق فى الحال :

- بالله يا أخينا رجعنى للحته الشلتنى منها !

- (مندهشا) : إن شاء الله مافى عوجة

- هو فى عوجه أكتر من كده ؟ دي ما العوجة ذاااتا 

- مالك؟

- ده مفتاح عربيتى .. نسيتا هناك !!

كسرة :

حالتنا بقت متأخرة .. وما معروف بعد الإنتخابات دي اليحصل لينا شنووووو!!
إنتبه :
الكسرات أمامها خمس سنوات أخرى !!!
كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+و+(و)+(و)+و+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(و)+(و)+و+و


تعليق واحد