حيدر المكاشفي

“الواتس اب”.. يضحك الرئيس ويزعج الشرطة


وأيضاً يسعف ويسعد مفوضية الانتخابات كما سنبين لاحقاً.. ولكن دعونا نبدأ أولاً بالانزعاج الذي سببه “الواتس اب” للشرطة.. ففي أخبار الأمس أن الشرطة انزعجت جداً للصورة التي تم تبادلها على نطاق واسع بين مستخدمي تطبيق “الواتس اب”، قال ناقلها إنها لشرطي لقي حتفه برصاص مواطن بمنطقة الثورة، الا أن الشرطة سارعت لنفي الواقعة ووصفتها بأنها محض شائعة وتوعدت ناقلها بالملاحقة. وفي سياق مختلف كان الرئيس البشير بحسب وسائل الإعلام المحلية التي نقلت عنه قوله عن “الواتس اب” في وقت سابق، إنه (لولا نكات الـ(واتس آب) لكان الواحد انفجر). وكان الرئيس بهذا القول يشير إلى واحدة من أكثر ميزات هذا التطبيق الذي يعد من أكثر وسائل التواصل الاجتماعي انتشارًا بين السودانيين وخاصة فئة الشباب، وما يتبادلونه فيما بينهم في فضائه من نكات وقصص يروحون بها عن أنفسهم في ظل الضغوط الحياتية الكثيرة المتراكمة عليهم. و قد بدا الرئيس وفقاً لمقولته هذه عن “الواتس آب”، متفهمًا لضرورة ترك الناس ينفثون عن غضبهم وضيقهم ويخرجون من صدورهم الهواء الساخن المحتبس داخلها، طالما أن نشاط “الواتس اب” لم يخرج عن نطاق الفضاء الافتراضي الذي يدور فيه، وينتقل إلى الشوارع عبر تظاهرات غاضبة، وذلك خلافاً لنافذين آخرين وجهات أخرى تكتم على أنفاس الناس ويسوؤها لو أنهم نفسوا عن أنفسهم وروحوا عنها ولو بطرفة، ويتعاملون مع أي انتقاد يوجه للسلطة ورموزها بنفاد صبر وضيق شديد بدرجة تضعهم تحت طائلة العبارة الشهيرة (ملكيون أكثر من الملك.. يضرون الوطن ولا ينفعون الملك)..

أما كيف أسعف “الواتس اب” مفوضية الانتخابات والحزب الحاكم وأسعدهما، فذلك بالسبق الذي حققه عليهما حين تبادل مستخدموه بكثافة طرفة طازجة لحظة إعلان عطلة التصويت، جاء فيها (يا رب أسألك أن تكون عطلة الانتخابات ثلاثة أيام لكي ننوم. أول يوم نفطر بالنعيمية ونحلي بالشعيرية، وتاني يوم ناكل قراصة ونحلي بالسكسكانية، وتالت يوم نأكل شيه وننوم، ولما نصحى نلقى الحكومة صوتت لينا، واتملت الصناديق ونلقى النتيجة 99 في المائة ونحن في بيوتنا مرتاحين)، فكما هو معلوم أن المفوضية اضطرت لتمديد عملية الاقتراع ليوم إضافي في غالب الدوائر، وليومين في بعضها لرفع نسبة التصويت، وجاء في تبريرها الذي تطابق مع تبرير الحزب الحاكم لهذا التمديد بحسب ناطق المفوضية الرسمي (الناس لقوا الإجازة في أول يوم عدوهو نوم، لذا رأينا منحهم مزيداً من الوقت).. وهكذا هو “الواتس اب”، إما أضحكك أو أبكاك أو أسعدك أو أشقاك.. تصدق فيه أحياناً مقولة (الواتس اب سبب العذاب)، وأحايين أخرى (الواتس اب سبب القرقراب)..


تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    (فكما هو معلوم أن المفوضية اضطرت لتمديد عملية الاقتراع ليوم إضافي في غالب الدوائر، وليومين في بعضها لرفع نسبة التصويت، وجاء في تبريرها الذي تطابق مع تبرير الحزب الحاكم لهذا التمديد بحسب ناطق..)

    الرجاء البحث معنا عن المبررات