صلاح الدين عووضة

غباء إعلاني !!


*مشهد إعلاني أول :
*الطفلة تشاهد إعلاناً لشركة اتصالات على صحيفة بيد والدها فتهرول نحو أمها مستبشرة..
*فلما ترفعها أمها لتضعها على المنضدة تصيح مغنية (ماما في عرض جديد من غير ما مصروفي يزيد!)..
*بمعنى انه عرض من الشركة المذكورة يعلن عن تسهيلات في تعرفة (الكلام)..
*والتسهيلات هذه تشمل حتى الصغيرة التي بالكاد (تتكلم!)..
*إعلان يعوزه الفهم التربوي !!
*مشهد إعلاني ثان :
*الرجل يبدو بلحية (ليفية!) دلالة على الاكتئاب..
*والاكتئاب هذا يوحي بأن وراءه مشاكل مادية أو نفسية أو أسرية..
*فلما يُعطى قارورة مشروب غازي (شعيري) ينتعش ويحلق لحيته..
*ونفهم أن مشكلته لم تكن عسر هضم يُعالج بمنقوع الشعير..
*وإنما هي شيء غير مفهوم …
*ويضل الإعلان طريقه نحو الهدف !!
*مشهد إعلاني ثالث :
*الوالدان يهرعان بابنتهما المريضة نحو المشفى..
*وبعد التشخيص يلج الزوج الصيدلية تسبقه (نظرات الفقر!) الزائغة..
*ثم يقول للصيدلاني أنه مستعد لبيع جواله إن نقص المبلغ..
*الصيدلاني يشير بأصبعه إلى قائمة أدوية مجانية للأطفال الذين هم دون سن الخامسة..
*يفعل ذلك وهو يرمق الأب بطريقة أبطال أفلام رعاة البقر عند المبارزة..
*وعلى فمه ترتسم ابتسامة أشبه بابتسامة (سارتانا!) عندما يصرع خصمه برصاصة..
*ويخرج الزوج ليبشر زوجته بما حدث وهو يرفع جواله (منتصراً)..
*وتعبر الأم عن فرحتها بـ(عبط تمثيلي!)..
*وما بين العبط وسارتانا ضاع الإعلان !!
*مشهد إعلاني رابع :
*العنوان العريض الذي يلفت انتباهك هو (سوداني أصيل)..
*ثم فتاة سودانية ترقص (الباليه!) وهي ترتدي الثياب المخصصة له..
*وشاب (سوداني) ذو مظهر – بالشعر واللحية – (غير سوداني!)..
*وفضلاً عن ذلك يمارس رياضة القفز فوق (الحواجز) من على ظهر حصان..
*وتبحث عن (الأصالة السودانية) فلا تجدها..
*ويسقط الإعلان من بين (الحواجز)!!
*مشهد إعلاني خامس :
*وبطل الإعلان هنا هو (العدس!) ؛ أو هكذا يُفترض..
*وامرأة تعد العدس هذا وأنت لا تدري إن كانت تعلن عنه أم عن نفسها..
*فهي تقول – من بين كلامها الكثير غير ذي المعنى – أنها (ست الحريم!)..
*ثم تشير إلى أنها أفضل من جارتها (فلانة!)..
*وبدلاً من أفضلية تُنسب إلى العدس نجد أن المرأة هي (الأفضل!)..
*ولكن إلى ماذا ترجع أفضليتها هذه؟!..
*إن كان لشيء لا علاقة له بالعدس فالإعلان سكت عنه..
*أما إن كان العدس فقد ضاع المسكين !!
*مشهد أخير :
*وهكذا يسيطر على إعلاناتنا (الغباء!!!).


تعليق واحد

  1. الناس بتشترى حسب مقدراتها .. وبعدين الناس البيشوفو الاعلانات دى .. هم زاتهم ممكن يشترو من باب التجربه مرة مرتين وبس .. لانو عاداتهم ومشترياتهم معروفه