مقالات متنوعة

بدرالدين حسن علي : كمال الجزولى ” رجل ولا كل الرجال “


بمناسبة عيد ميلاده في أبريل
بالأمس عدت لأوراقي القديمة “بس مش زي حكاية التاجر لما يفلس…” فنحن معشر الصحفيين والمسرحيين لا نفلس وكلامنا كتير بس ما بجيب مريسة تام زين على قولة سلمى زوجة الشاعر الراحل علي عبدالقيوم ، عدت لأوراقي القديمة فتذكرت تاريخ ميلاد صديقي كمال الجزولي 15 أبريل 1947 وتلك الجلسات الحنينة مع فايزة حسين ، ولكن أحزنني كثيرا خبر رحيل الشاب الظريف أمير زاهر ، فعشت صراعا نفسيا ما بين الفرح والحزن وعن أي منهما أكتب ؟

عشت لسنوات طويلة صديقا شخصيا لكمال الجزولي ، وخضت معه عدة معارك في مجالات مثل المسرح – السينما – السياسة وأشياء أخرى ، هو كمال الدين عوض الجزولي دياب من أبناء أم درمان – حفرة الدخ ها ها ها حفرة كلودو – يا حليلك يا حي الشهدا ، الركابية وود المكي ، يا حليلك يا وردي وحليل عمي شوقي بدري !! وحليل المشبك !!!
أم درمان التي تأتي في قطار الثامنة ، أم درمان التي تحتضر عند الواثق
أم درمان خالد الكد وعلي المك وكلاهما أصدقاء كمال الجزولي
.

كمال شقيق العزيزة جدا أميرة زوجة شاعر الشعب الراحل محجوب شريف ، ومنى زوجة الصيدلي الكاتب المرموق مصطفى مدثر”يا مصطفى دمها خفيف خاصة من حكاوي الصبا ” وشقيق الشاب الظريف العفيف النضيف حسن ” عنف البادية ” – وقائع الأيام الثلاثة الأخيرة من حياة الرجل الأسطورة عبدالخالق محجوب ، لله درك يا حسن في ” عنف البادية ” لم أكن أعرف أنك روائي ؟؟؟؟ ، وشقيق الشاب المشاكس الشاعر الموهوب عبدالمنعم وباقة من أروع الناس بعضهم أعرفهم والبعض لم أتشرف بعد بمعرفته –خاصة
ذلك ال – مجدي .

هو أيضا زوج العزيزة خالص فايزة حسين عبدالله الأستاذة الرائعة بجامعة الأحفاد وأم أبي ” طبيب أسنان “- قال لي منعني التدخين يا بختك
و” أروى ” المهندسة المعمارية .

كثيرون يعرفونه كمحامي وشاعر وكاتب مشارك بعدد من الصحف والمواقع الإليكترونية السودانية والعربية ،ولكن لا يعرفون عنه أشياء أخرى أكثر أهمية مثل صداقاته الحميمة وفي مقدمتها مع ” أبو سفنجه ” شوقي عزالدين ، “إن شا الله نتلم تاني ”
ولن أنسى له مواقفه الشهمة الشجاعة بالمسرح القومي بأم درمان عندما منعت مسرحية ” حكاية تحت الشمس السخنة ” من العرض ، وعندما تم فصلي من الخدمة وفقا لتقارير أمنية مفبركة، ومواقفه الداعمة للشاعر الكبير هاشم صديق وأيضا مواقفه سنوات معهد الموسيقى والمسرح ، والحديث يطول ويطول ، ولن أنسى أبدا حكاويه الظريفة منذ كان في تنظيم الأخوان المسلمين ثم حزب الأمة وأخيرا الحزب الشيوعي السوداني .

ماجستير القوانين LL.M فيما يتعلق بالمحاماة فهو يحمل شهادة في القانون الدولي العام من كلية القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة كييف بأوكرانيا، الاتحاد السوفيتي (سابقاً)، عام 1973م، ودبلوم الترجمة من نفس الجامعة (دراسات إضافية)، عام 1973م، ويجيد اللغات العربية – الإنكليزية والروسية ، وفيما يتعلق بالشعر فقصائده كما قال العقاد “فهم كثر ” .

كمال حاليا الأمين العام لإتحاد الكتاب السودانيين وأيضا لعدة دورات سابقة، وعضو مؤسس بالمنظمة السودانية لحقوق الإنسان ، وعضو مؤسس بجامعة أم درمان الأهلية ، وعضو مؤسس بالمرصد السوداني لحقوق الإنسان وعضو إتحاد المحامين السودانيين وصاحب قلم ” عيني باردة ” !!!! كفاية الرزنامة .
وقد يسأل سائل لماذا أكتب كل هذا ؟ وهل يحتاج كمال لذكر بعض سيرته الذاتية ؟ وأجيب نعم ، فهو ” رجل ولا كل الرجال ” يعني بصراحة ” مفيش
زيو ” ولا يمكن أن تضيع سنواتي معه هدرا !!!!
هو متعدد المواهب ، مسرحيا وسينمائيا ” مقالات ” ، شعريا قصائد ، مثلا: القصيدة الجبلية ، حادث ، حصان العربة وأم درمان تأتي في قطار الثامنة :
ينهمرُ المطر،
يغتسل الأسفلتُ، و السياجُ،
و الحديقة
و الأسقف اللصيقة،
أنا، و أنتِ
يا حبيبتي،
و الجسرُ و الشجر

مطر الدم الرَّعافِ
يا مطر،
باللهِ أهمي في العيونِ القاحلة
و احكي لنا حكاية السفر
و الحلِ و الترحال في حُداء
القافلة
هل قرأتم قصيدته ” حصان العربة ”

ما عدتَّ قادراً حتى على الصهيل

وقطرة الدمع في زاوية العين

لا تجف ولا تسيل

أمِن أساكَ يا حصان العربة؟؟

أم هو “الحديد حز لحم الرقبة”؟

أم..

لأن سواك

يحصد الكئوس في السباق

منعما باللهو فوق السندس..

البراق

وأنت

ما تكاد

مرة

تفارق الزقاق

إلا لكي تحصدَ في الأسواق؟!
قلبي على وطني وعلى كمال وأمنياتي لك بالصحة والعافية وطول العمر
Like · Comment

Seen by 4