مكي المغربي

منصور بتاع الصمغ العربي ..!


في فترة ما بعد نيفاشا كنا نتحدث في حوش إحدى الجرائد تحت شجرة القهوة عن ضعف ثقافة الجيل الجديد من الصحفيين عن الأحزاب التاريخية والشخصيات القومية، طبعا نحن أيضاً كنا شباباً (وما زلنا والحمد لله، وهل في ذلك شك!) ولكننا كنا في بدايات طور “تركيب المكنة” بعد أن صرنا رؤساء أقسام ومدراء تحرير، وأنا شخصياً صرت رئيساً لتحرير صحيفة الحياة والناس، أو “تفاحة الصحافة السودانية” كما يسميها أستاذنا حسين خوجلي، الذي علمنا هذه الصنعة..
وكان الرهان في جلستنا أن الجيل الجديد قد لا يعرف ما هي مؤلفات منصور خالد، وجاءت صبية متدربة وقلنا لها من هو مؤلف كتاب “النخبة السودانية وإدمان الفشل”؟
ضحكت ببراءة وقالت ما في خيارات فقلنا فلان وعلان ومنصور خالد … لم تعرف أيضاً ..!
قلنا لها منصور خالد هو المؤلف … ألا تعرفيه؟! ألم تقرئي اسمه في الصحف وأنت فيها حوالي ستة أشهر … فكرت مليا ثم قالت … أيوه بعرفو … مش دا بتاع الصمغ العربي ..!
كان منصور خالد حينها لديه عدة ملفات بوصفه مستشارًا لرئيس الجمهورية وأحدها (لسوء حظه) هو شركة الصمغ العربي ..!
هذه الصحفية ربما تكون الآن رئيسة قسم وبعد خمس سنوات رئيسة تحرير … وهذه الأحزاب تنتظر أن تسترد جماهيرها بعد زوال الإنقاذ … وتراهن على الجيل الجديد!

هنالك من يعتقد أن الديموقراطية ستعيد له ذات المشهد بعد إبريل 1985 أو ستعيد حقبة أكتوبر وجبهة الهيئات أو ربيع الاستقلال والحزب الوطني الاتحادي، والأمة والأزهري ومبارك زروق والمحجوب… وعبد الله خليل بك..!
طيب … لو عادت الأحزاب التاريخية … أين تذهب الحركة الشعبية وحركات دارفور … هل ستأتي للحكم والملعب الديموقراطي لتنتظر لقاء السيدين؟!
هل من أجل هذا قتلت القوات النظامية وضحت بشهدائها … وفصلت الجنوب و…
هل من أجل التغيير ستبحث عن آخر رئيس وزراء منتخب لتعيد له السلطة أو لحزبه ..!
كونوا واقعيين ومنصفين … وتمنوا وأسألوا الله، موسى هلال رئيسا للوزراء … والحلو نائبا له … وبالكتير جدا … الدقير وزير مالية أو استثمار … ولو بالغت الأحزاب بما في ذلك المؤتمر الوطني ستنافس في الخارجية والتربية والتعليم …!
لأنهم مجرد “أفندية” … ومع الديموقراطية الجديدة والمعادلات الدولية … والجيل الذي يرى منصور خالد “بتاع صمغ عربي” …سيكون هنالك واقع جديد بالتأكيد..!
نصيحتي للأحزاب … الانتخابات وعدت وانتهت … فاوضوا وصالحوا وأطلبوا “انتخابات برلمانية مبكرة” … قبل أن يذهب جيلنا الذي يعرفكم ..!


تعليق واحد

  1. و ما الحاجة الى جيلكم من الاساس , اذا ذهب هذا الجيل من السياسين فالمطلوب ايضا” ذهاب كل الاجيال التي تذكرنا باخفاقاتنا, ولا شنو ! 🙂 .