صلاح حبيب

المستقلون خصم أم إضافة للوطني؟!


توعد المؤتمر الوطني من أسماهم بالمتفلتين من الحزب والذين خاضوا انتخابات 2015م، كمستقلين، توعدهم بالفصل إن لم يكن قد تم فصلهم فعلاً، فالمستقلون من منسوبي المؤتمر الوطني ،الذين يعدون منفلتين ، ها هم الآن يحققون نتائج باهرة في الانتخابات.. فهل بعد هذه النتيجة سيفي المؤتمر بوعده، بفصلهم أم يغض الطرف، ويعتبر ان ما حدث ماهو غير محاولة للتخويف، حتى يتراجعوا عن فعلتهم؟.
المستقلون الذين فازوا هم من أبناء المؤتمر الوطني ، لذلك فانهم لن يكونوا خصماً من رصيده ، إلا إذا اتخذ تلك القرارات التي تحولهم إلى معارضين، كما حدث للكثيرين من منسوبي المؤتمر الوطني، فإما تحولوا إلى أحزاب سياسية أخرى، وإما كونوا أحزاباً مناهضة للمؤتمر، وإما ابتعدوا.. لذا فإن المرحلة القادمة من عمر السودان ،بعد أن حصل المؤتمر الوطني على نسبة عالية، تؤهله لحكم البلاد ولخمس سنوات قادمة ، تتطلب تلك الفترة أن تعالج الأمور بالروية والعقل والمنطق، بعيداً عن التشنجات أو افتعال معارك في غير معترك، وأن تطوي الفترة الماضية، بكل ما حملت من خير أو شر ،مع فتح صفحة جديدة تكون الحكومة لكل أهل السودان، شمالاً وغرباً وشرقاً ووسطاً، تعمل الحكومة من أجل هذا المواطن، الذي منحها الثقة لخمس سنوات أخرى، فالسودان له من الإمكانيات ما لا يتوفر لدى كثير من الدول ، حتى الدول البترولية الكبرى.. فالسودان يمتلك نيلاً على طول وعرض البلاد، وأرضاً شاسعة، “حدادي مدادي”، معظمها بكر، وفوق كل هذا وذاك، يمتلك الرجال المؤهلين، فلدينا عدد وافر من الأطباء والمهندسين والزراعيين والاقتصاديين والقانونيين والصحفيين،وغيرهم من المهنيين. لدينا مثل وقيم وعلاقات اجتماعية واسعة وإنسان بسيط، ولدينا فن راقٍ وكرة قدم ممتازة تحتاج إلى قليل من الاهتمام ،لنكون في مقدمة الصفوف في مجال الرياضة العالمية، لدينا ثروة حيوانية غير متوفرة في أي بلد من البلدان، ونحن الدولة الوحيدة التي تأكل كل شيء طازجاً ،من الخضروات واللحوم والألبان.. كل طعامنا نتناوله من المزارع، وليس من الثلاجات، كما هو الحال لدى الكثيرين ،الذين يطعمون من الطعام المجمد والمحفوظ في الثلاجات لعدة شهور، لدينا تعليم ومعلمون نادرون في كل التخصصات.. لدينا منازل تجري في “حيشانها” الخيل ،كما يقال.. ولدينا طقس يناسب كل فصول السنة، ولدينا فن وفنانون ومسرح ومسرحيون، فقط نحتاج أن نكتشف مواهبنا، وأن نزيل الغل والبغضاء من أنفسنا ، وأن نجعل الحكم وسيلة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب ،لا من أجل الحرب والفتك والدمار بين أبناء الوطن الواحد، يجب أن نتفق على من يحكمنا خلال فترة زمنية محددة سنتين أو أربعاً أو خمس سنوات، على أن يتحول الحكم للآخرين. وبذلك نكون قد حللنا مشاكلنا وأصبحنا خلال فترة وجيزة من الدول العظمى.