صلاح احمد عبد الله

إنهم يضحكون..!؟!


* عدسة المصور البارع.. الأستاذ عباس عزت.. بالغراء التيار.. (أخيرتها) دائماً تتحفنا بلقطات أبلغ من الكثير من المقالات السفسطائية التي (يقدنا) بها الكثير من القوم.. وفي عدد.. (ولقطة) السبت 19/4.. أتحفنا الأستاذ بلقطة (ضاحكة) من الأعماق لكل من الطيب مصطفى.. طه علي البشير.. المعتمد نمر معتمد الخرطوم.. وغازي صلاح الدين.. والأسماء دون ألقاب ووظائف.. مع حقهم في الاحترام الإنساني.. (كمخاليق) من مخلوقات الله..!!
* (حقيقة) كما يقول أهل شارع المطار.. ومن شايعهم عند مستهل أي حديث.. حقيقة اندهشت لمن (يضحك) من أعماقه بهذه (الصورة) وفي هذه اللقطة.. كما علق الأستاذ عباس عزت.. (إنتو بتضحكوا على إيه).. في زمان يقول فيه الضاحكون ويكتبون.. إنه يدعو للأسى والأسف.. والبلاد على شفا جرفٍ هار.. نخاف أن ينهار بها وبنا في أي لحظة.. وربنا يستر..!!
* الطيب مصطفى.. يضحك من الأعماق.. بعد أن أتت به (الإنقاذ) من الخارج.. وتقلد (ورتع) في مناصبها وما تدره من خيرات عظام.. وخرج منها وصار من رجال الأعمال.. ويربطه نسب (ما).. ما يعرفه الناس.. (بالخال الرئاسي).. لبس (الكاكي) يوماً مجاهداً.. في زمان أصبح شرف هذا الكاكي يلبسه كل من يبحث عن الأضواء.. ويحفظ القليل من الآيات والأحاديث.. وبعض كتب الفقه.. وقليل من كتب السياسة ومثلها في التاريخ القديم والحديث.. ومنها يتصعد إلى (المنابر) السياسية للبحث عن مزيد من الأضواء.. حتى لو كان ثمن (الأضواء) انفصال جزء عزيز من بلادنا.. ذبحت من أجله الذبائح فرحاً.. ودعوات غير (صادقات) بأن الله أذهب عنا الأذى وعافانا.. وهم يعلمون أن الأذى الآن.. ورائحته النتنة وفساده يملآن كل المساحة التي اسمها ما تبقى من السودان..
* صنع (انتباهته) في زمن غفلتنا.. فعلاً.. وبؤسنا.. ولن ينسى أن الشركاء غافلوه.. واستغفلوه ودخل في صراعات مريرة معهم.. والمال كعلم الرياضيات دائماً يفرق بين الأحبة.. وله امتحاناته العسيرة جداً..!!
* لا أريد أن أطيل.. المساحة لا تكفي.. ولكن ضحكة مثل هذه لا تصدر في زمان مثل هذا إلا من قلب خلى.. (بال رايق).. وخزانة ممتلئة.. وثلاجة مستفة.. وسور عالٍ.. ومصدر (دخل) يصاحبه معين لا ينضب.. وهذه أشياء لا علاقة لها بهموم الوطن.. والعمل على مستقبله.. والتمشدق بغرائب الألفاظ والأفعال.. وقذف الاتهامات لمن يخالفه الرأي.. حتى ولو كان (عرمان) نفسه الذي أصبح حبيب اليوم.. (والزفرات الحرى) لا تخرج أبداً من البطون.. الراتعة في الشبع..!!
* إلا.. إذا كانت (القنابير).. أفاقت من كراها.. ولن تكون..؟!
* لا أريد أن أسترسل عن (ضحكة الأعماق).. سأكتفي بهذا.. والصمت.. رغم أن التاريخ به الكثير.. في عقولنا..!!؟
* أما رجل الأعمال طه علي البشير.. فمن حقه أن يضحك.. ولكن قليلاً.. وقليلاً جداً.. لأن الزعيم الجديد.. للحزب التاريخي التليد.. فعل به وأصحابه.. نكث المغزل.. رغم سبقهم ومجاهداتهم.. واجتماعياته المتعددة والناجحة وأياديه البيضاء.. ولكن الضحك بهذه (الصورة).. وفي الصورة.. لا ينم أن لمشاكل الوطن حيز.. ويبدو أن الرجل اقتنع أخيراً.. وعاد لأعماله..!؟!
* (المعتمد نمر).. هموم محليته.. وأحداثها.. جعلت ابتسامته تخرج كرهاً.. ومجاملة لصخب الضحك من حوله.. المسكين لا يستطيع أن يضحك مثلهم.. لأن الخرطوم تئن بأرتالها من الأوساخ في كل مكان.. وأهلها فقدوا الأمل في نظافتها.. لبؤس حالها حتى احتفالات عيد الأم.. كانت كئيبة المنظر.. أمهات الخرطوم جنوب لا يستحققن منكم ذلك.. انفضوا غبار الكسل عمن حولكم.. وستعود الخرطوم كما كانت..!؟!
* أما دكتور غازي.. فرغم ابتسامته الواسعة.. إلا أن ملامح الحزن ظاهرة.. وإن تراجعت قليلاً.. كسبه في الحركة الإسلامية لا يجارى.. تقلد في الإنقاذ العديد من الوظائف.. وأوكلت اليه أهم الملفات.. خرج مغاضباً رغم أنه من المخططين لمذكرة العشرة الشهيرة.. الإصلاح الآن يقولون يحتاج لإصلاح.. محمد بشير سليمان يريد أن (يصل) بعد الفشل في شمال كردفان.. وخروجه من القوات المسلحة.. جرح (غازي) عميق.. مؤلم.. يحاول بابتسامته أن ينساه.. ولكن.!
* لا أدري لِمَ تذكرت فجأة.. أحداث دار الهاتف.. وأحداث كوبري النيل الأزرق..
* واستشهاد اللواء (الشلالي) قائد السلاح الطبي..؟!!
* على العموم.. اضحكوا.. فمن يضحك أخيراً.. الخ.. الخ..؟!!


تعليق واحد