حوارات ولقاءات

المرشح المستقل الفائز على المؤتمر الوطني في دائرة أبو حمد : مبارك عباس: الوطني أخل بالاتفاق وأعاد ترشيح البرجوب


كنت من قيادات الوطني البارزة في منطقة أبوحمد ولكنك ترشحت مستقلاً بالدائرة (1)، ما السبب؟

شخصياً لم تكن لدي رغبة في الترشُح، ولم أكن موجوداً في السودان عندما انعقدت اللجنة الشورية للمؤتمر الوطني لاختيار مرشحه للدائرة، ورشحت للبرلمان رغم غيابي وحصلت على نسبة أصوات قليلة نتيجة لاتفاق تراضٍ سابق بين جزئي محلية أبوحمد الكبرى (الجزء الشمالي ممثلاً في محلية البحيرة والجزء الجنوبي ممثلاً في محلية أبوحمد) يعود للعام 2002م، ويقضي بدورة لكل جزء لتجنُب الصراع حول كرسي النيابة ولتمكين محلية البحيرة من دورة نيابية، حتى لا تحدث عنصرية ويستحوذ ممثلو الجزء الجنوبي من المحلية على كرسي النيابة كل دورة، وبناء على هذا الاتفاق رشح المؤتمر الوطني محمد سليمان البرجوب (من الجزء الشمالي)، لانتخابات العام 2010، فوقفنا معه وساندناه والحزب يعلم هذه الحقيقة، كنا نريد أن يحدث ذلك خاصة وأن هاتين المنطقتين لا تشهدان أي نوع من أنواع التنازع بل حسن جوار ومصاهرة وإرث وتاريخ مشترك بينهما.

*سبق وأن قدمت عدة خدمات للمنطقة. هل يمكن أن نعزو وقفة المواطنين بجانبك بهذا العدد المقدر لذلك السبب؟

ربما لأنني عملت في اتحادات المزارعين في محلية أبوحمد وعملت معتمدا لمدة عام ونصف وشهدت الكثير من المشاكل ومنها مشاكل التعويضات للمهجرين من خزان مروي. وثانياً لمعرفتي بإنسان المنطقة معرفة لصيقة واحتكاكي بالأنشطة الزراعية كل هذا جعلني قريباً منهم وربما يكون هذا دافعا، لأن الناس يميلون إلى من يعرف مشاكلهم وينحاز إلى قضاياهم. وربما أسهمت كل التجارب التي سبقت في فوزي، ولكن لا أجزم بأن يكون هذا هو السبب الأساسي، ما أعرفه أن كل الناس يقولون إنني أعلم أحوالهم جيداً.

*من خلال جولتنا في معظم مراكز الاقتراع واستطلاعنا لبعض الناخبين لمسنا وعياً وإلماماً لدى المواطن بحقوقه، وقال بعضهم إن المرشح المستقل يمثل بالنسبة لهم عصا موسى لذلك سوقف يصوتون لصالحه وقالوا إن المؤتمر الوطني لم ينظر في أمرهم قرابة الـ(25) عاماً، كما أن هنالك سبباً آخر هو التعبئة الجيدة أثناء الحملة الانتخابية، فماذا أنت قائل؟

السببان معاً. الناس تعلم تماماً أن لديهم حقوقا ضائعة مثل الكهرباء نحن في هذه الدائرة أبوحمد والبحيرة أُنتجت الكهرباء من مناطقنا، وتم نشر شبكاتها في كل أنحاء السودان، ونحن أحق الناس بها، وهي مطلوبة للنشاط الزراعي والصناعي والخدمي ولا يمكن لبلد أن يتقدم دون كهرباء. وكذلك الطرق، شهدنا في الولاية الشمالية وفي الجزء الجنوبي لولاية نهر النيل كثرة الطرق والكباري ونحن ما زلنا نعاني من وعورة الطرق ما يصعب التواصل والتنقل، وبالتالي تتعثر النشاطات التجارية والزراعية وغيرها ولذلك السبب تتخلف المنطقة اقتصادياً. ولولا وجود الطريق الشرقي لما قامت لتعدين الذهب قائمة، أما بخصوص التعبئة لحملتي الانتخابية فقد كانت كبيرة للغاية ما أثر على كثافة حضور الناخبين بصورة ملحوظة ولافتة للنظر.

*محلية أبوحمد من أغنى المناطق بالموارد وبالمقابل أفقرها في الخدمات والبنيات التحتية من تعليم وصحة، كيف تُوازِنْ هذه المعادلة؟

المحلية من أغنى المحليات خاصة في مجالات الزراعة والتعدين ويرجع سبب تأخرها تنموياً لعدم الاستفادة من الموارد وتوظيفها التوظيف السليم، وبقانون 2015م نمنح نسبة من (العوائد الجليلة) وهي عوائد مخصصة للدولة والمحلية 10% نصيب الدولة ونصيبنا في المحلية لا يقل عن 3% من جملة هذه العوائد الجليلة، ولا نعرف أين تذهب؟ وهنالك (الكرتة) وهي مخلفات التعدين ويجب أن تكون ملكاً وحقاً للمحلية رغم اعتداء الوزارة والولاية، وذلك من أجل تعويض الآثار البيئية السالبة على المحلية جراء الحفر العميقة والقطع الجائر للأشجار والتلوث بمعدن الزئبق، لذلك يجب إعادة (الكرته) للمحلية كاملة بنسبة 100%. والحكومة الاتحادية لا تستطيع معالجة هذه المشاكل والإفرازات الناجمة عن التعدين، وثانياً نريد أن نعوض بها نقص الخدمات التي تأثرت جراء موجات المعدنين الكبيرة، ونستطيع أن نعمل مع القيادات داخل المحلية من أجل ذلك، كما لا ننسى أن البحيرة غنية بالأسماك وأبوحمد بالتمور حيث يمكن تطوير كل هذه الأنشطة بالإضافة إلى معدن الذهب فكلها موارد ضخمة تحتاج الى العقول التي تعرف كيفية إدارة هذه الثروة.

*ماذا يتصدر خطتك المستقبلية في المحلية، ومن أين تبدأ في بلد كاد ينهار؟

الأولوية لوحدة المجتمع في شكل تنظيمات طوعية في كل القرى والأحياء كي تساعدَ في إدارة الخدمات ومشروعات محاربة الفقر وتنمية المرأة لتصبح مُنتجة، ومشروعات تشغيل الشباب وكذلك صحة البيئة لأننا تأثرنا كثيراً من التعدين بجانب الاهتمام بالتعليم بشقيِّه العام والعالي، هذه المنظومة الطوعية تصبح أداة محركة للمجتمع.

لا نريد أن نكون نيابة تقليدية بل نسعى لنحرك ونشرك معنا كل المجتمع وتكون عندنا قيادة نسميها اتحاد المنظمات الطوعية بهياكله ونظامه الأساسي ولوائحه، وتتمثل مهمته في الاتصال بالمانحين في مجال تمويل المشروعات بمختلف أنواعها ويوجد بيننا كفاءات من أبناء المنطقة يعملون في مجال العمل الطوعي ولديهم الخبرات الضخمة القادرة على تحريك المجتمع.. مثلاً يمكن أن نجعل المرأة منتجة في مجالات الألبان والدواجن والخضروات في مساحات صغيرة وكل البلاد المتقدمة كالهند الصين وألمانيا يتم فيها الأنتاج من داخل المنازل ويكفي حاجة الأسرة ويكون مورداً للصادرات. وهنالك وسائل كثيرة سنعمل بها مستقبلاً لتطوير المنطقة ولكن سنبدأ بوحدة المجتمع لأنها أساس التنمية

اليوم التالي