تحقيقات وتقارير

جدل حول عدم الشرعية قبل إعلان نتيجة الانتخابات النهائية


أثار البيان الذي أصدرته الدول الثلاث (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والنرويج)، المعروفة بـ(الترويكا) مساء أمس الأول (الاثنين)، حول الانتخابات السودانية غضب واستياء وزارة الخارجية، حيث اعتبرت فيه (الترويكا) أن الانتخابات التي أجريت مؤخراً لا تعد تعبيراً موثوقاً لإرادة الشعب السوداني،مما دفع الخارجية السودانية لاستدعاء سفراء الدول الثلاث، إضافة إلى مندوب الاتحاد الأوروبي بالخرطوم ظهر أمس (الثلاثاء) لنقل إدانتها ورفضها لما صدر في البيان. وكان قد  صدر بيان مشابه في وقت سابق من الاتحاد الأوروبي، بموافقة ثمانية وعشرين دولة أوروبية انتقدت  خلاله قيام الانتخابات في ظل الظروف الحالية، وأكدت فيه عدم دعمها أو مشاركتها في مراقبة الانتخابات.
بيان الترويكا
وقال البيان المشترك الصادر عن الدول الثلاث الذي وزعته وزارة الخارجية الأمريكية على وسائل الإعلام أمس الأول (الاثنين)، إن أعضاء دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية)،  تأسف لإخفاق حكومة السودان في خلق مناخ انتخابي حر وعادل وملائم.
وعزا البيان (المشاركة الضئيلة والإقبال المنخفض جداً للناخبين) إلى (القيودعلى الحقوق السياسية والحريات التي تخالف الحريات التي شرعها الدستور السوداني وغياب حوار وطني ذي مصداقية، بجانب استمرار النزاع المسلح في أرجاء السودان.
واعتبر البيان أن (نتائج هذه الانتخابات لا يمكن أن تعد تعبيراً موثوقاً لإرادة الشعب السوداني)، مندداً في الوقت نفسه (بأعمال العنف التي وقعت في فترة الانتخابات)، مشيراً إلى استمرار دول الترويكا في (دعم السودانيين الذين يطمحون إلى التوصل إلى عملية حوار سياسية شاملة وشرعية تتم بطرق سلمية من أجل إنهاء الصراع، وإصلاح حقيقي للحكم واستقرار طويل الأمد).
استدعاء سفراء أجانب
وسارعت الخارجية السودانية إلى استدعاء  سفراء كل من بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى مندوب الاتحاد الأوروبي بالخرطوم، وذلك على خلفية البيان الذي أصدرته مجموعة دول الترويكا حول  الانتخابات في السودان، وأصدرت الخارجية بياناً شديد اللهجة اعتبرت خلاله انتقاد الترويكا للانتخابات في السودان تدخلاً في الشأن الداخلي، وخطوة استباقية لنتائج الانتخابات (الرئاسية والبرلمانية) التي جرت مؤخراً.
ونقل وكيل وزارة الخارجية بالإنابة السفير “عبد الله حمد الأزرق”، احتجاج وزارة الخارجية وإدانتها الشديدة، لما تضمنه بيان الترويكا من معلومات خاطئة، ومواقف مسبقة عن الانتخابات في السودان.
وسلم الأزرق السفراء المذكورين كلاً على حدة نسخة من البيان الذي أصدرته الخارجية كرد على بيان الترويكا، فيما تعهد السفراء بنقل احتجاج الخارجية لحكوماتهم .
الأحزاب لم تعترض على الانتخابات
وأكدت الخارجية في بيانها الصادر أمس (الثلاثاء) أن العالم شهد سير العملية الانتخابية في السودان، وكيف أنها تمت في أجواء هادئة حيث شاركت العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والمهتمين من مختلف دول العالم في عملية مراقبة الانتخابات، والذين بدورهم أكدوا في تقاريرهم سلامة ونزاهة الإجراءات والعملية الانتخابية، وأنها اتسمت بالشفافية والتزمت المعايير الدولية في الانتخابات.
وشددت الخارجية بأن الانتخابات شأن سوداني خالص يقرر فيه السودانيون فقط، وليس لأي جهة أخرى حق التدخل أو إبداء الرأي. وأشارت للمشاركة الواسعة من عدد مقدر من الأحزاب السياسية في التنافس الانتخابي، مؤكدة أن معظم أحزاب المعارضة التي امتنعت عن المشاركة في الانتخابات، لم تبدِ اعتراضاً على قيامها.
وانتقدت بيان الترويكا الذي قالت بأنه أغفل عمداً الإدانة الصريحة لمحاولات حركات التمرد ممارسة العنف وزعزعة الأمن والاستقرار خلال العملية الانتخابية، وذلك بالقصف المباشر على مدينة كادقلي الذي استهدف منع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم  وعرقلة سير الانتخابات في ولاية جنوب كردفان، إلا أن يقظة المواطنين ووعيهم أحبط محاولات التمرد. وقالت إن ذلك انعكس على تدافع مواطني الولاية وإقبالهم على التصويت بنسبة عالية في الانتخابات.
ونوهت إلى عزم السودان الاستمرار في الجهود الرامية لإنجاح مبادرة الحوار الوطني في السودان، عقب إعلان نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.
وذكرت الخارجية في بيانها بأنها تدين بأقسى العبارات البيان الذي أصدرته مجموعة الترويكا (النرويج والولايات المتحدة وبريطانيا)، والذي اعتبرته يمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للبلاد.
انتخابات ما بعد الانفصال
ويشار إلى أن الانتخابات السودانية لعام 2015م والتي بدأت (الاثنين) الماضي، كأول انتخابات عامة (رئاسية وبرلمانية) تجري في السودان منذ انفصال الجنوب في 2011م، حيث بدأ التصويت فيها في الثالث عشر من أبريل الجاري لثلاثة أيام تم تمديدها ليوم بقرار من مفوضية الانتخابات، ومن المقرر أن يتم إعلان النتيجة النهائية في السابع والعشرين من أبريل.
وأغلقت صناديق الاقتراع في كل ولايات السودان في السابعة من مساء (الخميس) الماضي، وبدأ فرز الأصوات صباح (الجمعة) باستثناء ولاية الجزيرة التي تقرر مد التصويت فيها ليوم إضافي، بسبب التأخر الذي لازم فتح صناديق الاقتراع في (152) مركزاً انتخابياً من جملة مراكز الولاية التي تزيد عن ألف، وفقاً لما أعلنته مفوضية الانتخابات في وقت سابق.
وأظهرت نتائج أولية غير رسمية، في مراكز انتخابية بأنحاء متفرقة من السودان، اكتساح الرئيس “عمر البشير” لمنافسيه على مقعد الرئاسة بنسب تقارب أو تزيد عن (90%) في بعض المراكز.
وصوت الناخبون على (7) بطاقات الأولى خاصة بمنصب الرئاسة الذي يتنافس عليه (15) مرشحاً، بجانب الرئيس “عمر البشير” ذي الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة.
فيما شملت عملية التصويت (3) بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على (25%) من مقاعد البرلمان بنص الدستور، علاوة على ذلك توجد (3) بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها (18) ولاية.