حوارات ولقاءات

ايزيس النور.. حولت منزلي من بيت (الكرور) لبيت (السرور)


تعمل على إعادة تصنيع المقتنيات التالفة منتهية الصلاحية خاصة الباقات بأشكال جميلة قمة في الروعة إنها ايزيس النور عثمان أبكر الألمانية الأصل.. حضرت إلى السودان منذ فترة طويلة وتسكن في منطقة (بحري) الجميلة وأكملت دراستها في معهد الكليات سابقاً والآن هي حالياً جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا قسم الفنون الجميلة (كلية الفنون) ومنها لجأت إلى مدارس أساس لتقوم بتدريس مادة الفنون والأعمال اليدوية والآن تركت التدريس وصممت مشغل صغير بالقرب من منزلها وتعمل على تطويره في القريب العاجل.

* الشغل البتعملي فيهو ده شنو؟
– هو كان مجرد فكرة في الأصل وما متوقعة تنجح أو تكبر وهو عبارة عن (قارورات) بلاستيك (باقات) وعلب الصلصة والتونة, والقصد الرئيسي هو الزينة والشكل الجميل الجاذب للإنسان, وفي البداية القصد كان تصميم شكل زراعي ونباتي وكانت الأشكال مختلفة من الورود والزهور ومن بعد أصبحت أصنع أشكالاً مختلفة, وبالرغم من أنني لا أحب البلاستيك ولكن أحب الزراعة والفكرة إلى الآن مسيطرة على تفكيري ومركزة على فكرة إعادة التدوير وكيفية الإستفادة من الباقات والنفايات سواء كانت عندي أم في الشارع العام وأعمل فيها على تصاميم وإبتكارات جديدة, ووالدتي كانت أمينة مكتبة وكانت دائماً بتجيب المجلات التي مكتوب فيها الأشياء التصميمية والتي تعبر عن الإبتكارات.
* يعني هي هواية أصبحت مهنة..؟
– نعم.. كانت هواية وبعد ذلك بكثرة الممارسة أصبحت مهنة لأني وجدت الإقبال عليها كثير, وفكرتي أن أستفيد من النفايات بعد أن ترمى، خصوصاً في السودان الباقات بترمى كثيراً والنفايات أغلبها باقات, والفكرة أيضاً مأخوذة من ناحية فنية كتجربة جديدة وإكتشفت فيها الكثير وعملت على أن أدعم هذه الفكرة بدخولي إلى النت وأفكر في تصاميم مختلفة منها زينة ومنها بنيان بيوت كاملة والعمل على الألعاب للأطفال وصنع الباقات في شكل بيوت.
* ما الذي دفعك لهذا الإتجاه؟
– في مرة من المرات وأنا في زيارة قصيرة في مكان وجدت (قارورة) ملصقة في (CD) ويوجد بداخلها زهور وأنا بطبعي أحب الزهور والحركة دي منحتني الفكرة دي والحاجة الأقوى أنني لا أحب النفايات وما بحب التخلص من أي شيء يوجد داخل منزلي ففكرت في جواي أن أستفيد من أي علبة أو قارورة, وأصمم أفكاراً جديدة.
* بتعملي الحاجات دي كيف؟
– في بداية عملي كنت أجلس دائماً في المطبخ ومن حولي قارورات فارغة وكان معي دائماً المقص وكنت أقص عشوائياً أشكالاً غير مفهومة ومبهمة، ولكن بكثرة الممارسة أصبحت أجيد العمل بها ومن الأشياءالتي أصنع بها هذه الأشكال المشرط والبوهية والصمغ, وفي البداية بجيب الباقة وأقوم بغسلها لأنها طبعاً مليئة بالأوساخ وبعد ذلك أقوم بقصها بالطريقة الأنا عايزها وصممتها في مخيلتي والباقة نفسها ممكن تتقسم وأنا مقسماها إلى أسماء معينة وأجزاء وهي (الرأس, الحلقة, البطن, القعر) وكل جزء ممكن يبتكر به شيء وبعد ذلك ببدأ في العمل المصمم الأنا إخترته.
* الأشكال البتعمليها شنو؟
– في الأول كان القصد نباتات زينة لكن في الوقت ده الأشكال بقت كثيرة منها الأبجورات والستائر والورود, وأنا طبعاً لما أجلس عشان أصمم لي شيء ما بحدد الحاجة العاوزة أصممها بس كل حاجة بتجي لمن أكون شغالة وأكثر حاجة بعملها الأبجورات في شلك ورود وداخلها نور بنفس لون الباقة وعندي فكرة أن أطور الشغل إلى صناعة أثاث من الباقات وغرف نوم وغرف جلوس.
* في إقبال عليها؟
– نعم.. وبصورة كبيرة خالص وأنا ما كنت متوقعة إنو يكون في إقبال كبير كده وأنا أصلاً بعمل بالطلب الحاجة الطلبت مني بعملها.
* المواد الخام للحاجات دي بتجيبيها من وين؟
– ما في مواد خام بس بستهلك الباقات نفسها والمقص والبوهية (الرش) والصمغ والكهرباء لانو طبعاً الانارة لازم تكون قوية.
* السر من رسم بيت السرور ده شنو؟
– في بداية عملي كنت بعمل في المطبخ لأن أبنائي دائماً بقولوا لي: (يا أمي كرورك بقى كتير)، الجملة هزتني خلتني إتجرأ وأقوم بإستئجار بيت صغير بالقرب من منزلي وبدأت أنقل فيه كل شيء يخص عملي وأي شيء أقوم بعمله في بيت الكرور لأن أبنائي وإخواتي كل ما يروا شيء في منزلي يعلقوا عليه ويقولوا لي: (وديهو بيت الكرور) وبالجد إستفدت من أي حاجة يوجد بها تصميم داخلي داخل منزلي ولما بقيت النتائج جميلة في بيت الكرور أصبحت أقول لأولادي وإخواني تاني ما في زول يقول لي بيت الكرور وقولوا بيت السرور.
* عندك محل؟
– أي طبعاً مشغل صغير على قدر حالو ولكن عاوزة أقوم بتعليم أي واحدة عندها فكرة التصميم البعملو أنا ده وحا أقوم بإفتتاحه بمركز تدريب بفكرات جديدة وأساليب مختلفة.
* أفكارك الجديدة للشغل في سبيل التطوير؟
– الأفكار لا تتوقف ولكن في هذه الفترة عاوزة أقنن الفكرة الديكورية لأن في طلبيات من الستائر وعمل سهارات وشمعدانات وعمل غرف النوم والجلوس بعد أخلص من طلبيات الستائر هذه.
* ليه إخترت البلاستيك تحديداً؟
– لأنو متوفر بكثرة وموجود في أي مكان وإستخدامه يومي وبكون سهل التعامل معه بالمقص.
* أسعار حاجاتك دي كيف؟
– أسعاري كويسة وممكن لأي شخص يشتريها وأنا ما ببيع غالي بس بقدر تكلفة الإضاءة البشتغل بيها والكهرباء والبوهية والصمغ وفي النهاية بقدر تكلفة يدي أنا ومعليش ما حا أقدر أوريك السعر.
* لكن الحاجات دي مدتها الجمالية قصيرة المدى وسريعة التلف؟
– لا.. بالعكلس هي ما عندها زمن بتخلص فيه وممكن تتغسل وشكلها يكون جديد بعد ما تتغسل ولو حسيتي بيها قدمت بتديها بوهية تاني, وما بتتلف إلا الإنسان يهمل فيها.
* ما شايفة إنو الناس ممكن ما تقبل على السلعة بتاعتك دي خاصة وأنها معمولة من الباقات؟
– أنا في البداية ما كنت متوقعة إنها تنجح وفي البيت شجعوني وقلت لازم أغامر وعندي إختي كانت بتقول لي ما ح تنجح لكن أولادي كانوا بشجعوني على أنها ح تنجح وقبل عامين عملت معرض ونجح وعملت حاجات المعرض بألوان مزجتها أنا براي مع بعض يعني ما بوهية وبالعكس الناس كلها كانت مبسوطة والواحد كان بجي ماري فيني وبرجع تاني لأنو اللون جذب نظره.
* ممكن تعملي غرف نوم بالباقات؟
– ما كانت عندي الفكرة بس أكيد في الأشياء المصمماها الجاية دي حا أعملها وإن شاء الله أقدر.

حاورتها: شاهيناز فتح الرحمن- صحيفة السياسي